الامام علي نفحة قدسية وهبة الله  لهداية البشرية .. (14)

 

هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail

( الامام علي في الذكر الحكيم)

ان تخرصات السلف وطعنهم بالمصطفى (ص)والحط منه كثيره تلبية لجبابرة الخلفاء في تبرير فسقهم وجرائمهم بالتماس سند شرعي لها من لسق كثير من الاباطيل به(ص) وهذا ماتطفح به حتى صحاحهم وبالخصوص صحيح البخاري من نسبة (ان النبى مسحور ) وانه (ص) كان ياتي نسائه وهن في الحيض اوانه كان يشرب النبيذ وغيرها من الطامات ..

و من هذه الافتراءا فرية اخرى وكذبة ساقطة في تعلم النبي (ص) (للاذان ) من قبل فلان او فلان وهي لاتخرج عن الحط من النبوة لاجل اعطاء كرامة لبعض الصحابة وفي هذا السياق يذهب اعلام الجماعة عن محمد بن خالد بن عبدالله الواسطي أن النبي(ص) استشار الناس لما ينبههم الى الصلاة فذكروا البوق فكرهه من أجل اليهود ثم ذكروا الناقوس فكرهه من أجل النصارى فاري النداء تلك الليلة رجل من الانصار يقال له عبد الله بن زيد وعمربن الخطاب فطرق الانصاري رسول الله ليلا فامر رسول الله (ص) بلالا فأذن به

ورجل هذه الرواية هو محمد بن خالد الواسطي كذاب لايصح اخذ الاحاديث عنه وقدنص على ذلك يحيى بن معين وضعفه أبو زرعة وأنكر عليه ابن عدي أحاديثه وقال يحيى رجل سوء تهذيب التهذيب ج9ص119-6096 فلايلتفت الى مايرويه في تشريع الاذان على الرؤيا وقد ذكر الناس رؤيا عبد الله بن زيد في تشريع الاذان فلما سمع الحسين ابن علي (ع)غضب وقال:الوحي ينزل على رسول الله ويزعمون أنه أخذ الاذان عن عبد الله بن زيد والاذان وجه دينكم ولقد سمعت ابي علي بن ابي طالب (ع) يقول:أهبط الله ملكا عرج برسول الله(ص) إلى السماء ..إلى ان قال:وبعث الله ملكا لم ير في السماء قبل ذلك الوقت فأذن وأقام وذكر كيفية الاذان ثم قال جبرئيل للنبي(ص) يامحمد هكذا اذان الصلاة 

 الاذان بذكر علي ولي الله اقره محمد رسول الله ..

لقد بينت لمما وغيض من فيض مما جاء في حق الوصي من فضائل ومناقب في القران لم يحظى بها غيره فينكرون ويستنكرون من ذكر الباري سبحانه  علي وليا الله في الاذان وقد اقره المصطفى في حياته عندما اتخذه الصحابة المؤمنين شعارا لهم ..فهل اقاموه من دون علم ولاهدى ..؟

ذكر الشيخ عبد العظيم الربيعي في كتابه(سياسة الحسين) ج2ص:109 في باب الاذان قال :حدثني بعض المؤلفين بالاسفار والمنقبين عن الاثار أنه رأى كتابا لايزال مخطوطا في (المكتبة الظاهرية) بدمشق اسمه(السلافة في امر الخلافة) لمؤلفه الشيخ عبد الله المراغي من اعلام القرن السابع الهجري ومن اعلام السنة وفيه روايتان :

إحداهما:ان الصحابي سلمان الفارسي أذن فرفع الصحابة لرسول الله(ص) انه ازاد في الاذان بقوله(اشهد ان عليا ولي الله) فجبههم النبي (ص) بالتوبيخ والتأنيب وأقر لسلمان هذه الزيادة في الاذان

والثانية :انهم سمعوا اباذر الغفاري –بعد بيعة الغدير- يهتف بالاذان (بأشهد ان عليا ولي الله) فرفعوا ذلك الى النبي (ص)

فقال لهم (ص): أما وعيتم خطبتيي يوم الغدير لعلي بالولاية ؟ أما سمعتم قولي في ابي ذر :(ما أظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من ابي ذر الغفاري؟)

ثم قال النبي(ص) :إنكم لمنقلبون بعدي على اعقابكم

وأخرج الفقير العيني في(مناقبه) بسنده عن ابي ذر وعن علي عن النبي (ص) انه قال:(علي ولي الله) المناقب للعيني ص:37

وأخرج العلامة الشوكاني بسنده عن الصحابي بريدة الاسلمي قال:قال رسول الله(ص) :(لكل نبي وصي ووارث وإن علي ووصي ووارثي )العقد الثمين للشوكاني ص8 

الايعني هذا ان الوصي للمصطفى (ص)والوارث له هو سيد الوصيين ووارث للانبياء اجمعين ؟

هو علي ولي الله...

لكن البعض يروق له ان يثير او يتخرص او يتهجم على الشيعة بانهم غلاة ومبتدعون ويؤلهون الائمة ويذكرون في اذانهم الامام علي ..فنقول لهم الاتذكرون في اذانكم بعد حي على الفلاح في الفجر حسب ما اخرجه الزرقاني في شرح الموطأ :هذا البلاغ أخرجه الدار قطني في السنن  عن ابن عمر عن عمر انه قال لمؤذنه إذا بلغت حي على الفلاح في الفجر فقل : (الصلاة خير من النوم الصلاة خيرمن النوم ) وعمر نفسه يقول عنها : (بدعه) ولكن نعم البدعة سنن الدار قطني ج1ص243 ح40 وهذا ما تثبته كل المصادر السنية بلا استثناء فذا هي بدعة فلماذا تتعصبوا للبدع وتجاهروا بها على ماذن المساجد ..؟كما ويقر علماء السلف ان عمر ازال من الاذان (حي على خير العمل) التي كانت من بداية اقامة الاذان واستمرت في خلافة الاول وشطرا من خلافة الثاني الذي امر بالغائها من الاذان ومن يأتي بها يعاقبه عليها انظر الفصول المهمة في تأليف الامة للحجة شرف الدين ص61-64 والمحلى لابن حزم ج3ص160

بالنظر لتضحيات شيعة ال محمد في سبيل الدين والوحدة الاسلامية  ونبذ الخلافات ارتاينا ان انبسط الناقش في هذه المسألة بصورة مختصرة ومركزة نحاول بها تقريب وجهات النظر بين اراء المسلمين وحرصا على جمع الكلمة وتفويت الفرصة على المتصيدين في المياه العكرة وقطعا لدابر تهريج الرعاع وزعيق الاوباش .. ذلك لان في مصادر كلا الفريقين توجد مشتركات رئيسية توحدهم وتنأى بهم فروع من الخلاف كما هو موجود نظيره بين مذاهب السنة المختلفة  ونحنوا لاندعوا ان يكون السني شعي ولا الشيعي سني لاننانمقت التعصب المذهبي لانه منهاج عمل الأئمة من ال محمد (ص)..كما وان الظرف الراهن الحساس يحتم ان نقف جميعا صفا واحدا كالبنيان المرصوص لمواجهت التحديات المصيرية الخطيرة التي لاتميز بين طائفة واخرى وجل همها ان تنبش التراث لتثير النعرات وتفجر المفخخات لتفتيت الامة حتى تستطيع تنفيذ مخططاتها وفرض هيمنتها وتبقى الطامة الكبرى جهل عامة الناس بالتراث وهنا نعرض لاراء علماء مذهب الامامية الاثنا عشرية  سواء التقدمين ا منهم ام المعاصرين حقيقة الامر :
يشهد الشيعة لعلي عليه السلام بالولاية في الاذان والاقامة من باب الاستحباب لامن باب الوجوب والجزئية ، وعلى راي علماءهم من قالها بصيغة الوجوب فسد اذانه وفسدت اقامته وبطلت صلاته رغم ان هذه الشهادة لاتتعارض ابدا مع حقيقة كون على (ع) هو ولي الله فقد ثبتت ولايته عن طريق الكتاب والسنة ونورد بعض النصوص التي ذكرناها سابقا بهذا الشان : -
أ: - قول الرسول الله (ص) (فمن كنت مولاه فعلي مولاه  اللهم وال من والاه وعادي من عاداه). مسند احمد ج  4 ص :372 من حديث زيد بن ارقم .

ب: - نصت الايات الكريمة من سورة المائدة 51 - 56 ( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) وقد ذهب اغلب المفسرين انها نزلت في الامام علي  عندما تصدق بخاتمه اثناء ركوعه في الصلاة : الطبري في تفسيره ج  6 ص: 186 والسيوطي في الدر المنثور ج  2 ص: 293 والجصاص في احكام القران ج 2 ص :446 .
 وللفقهاء كلام واراء في ذكر الشهادة الثالثة المقدسة في الاذان والاقامة
أ– الذين يظهر من كلامهم الانكار والمؤيدون لهم:
واولهم الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي
وفي هذا القول مناقشة مستفيضة حول هذا الراي

ب –  الذين لم يتعرضوا لهذه المسالة نفيا او اثباتا باسلوب صريح : ومن جملة هؤلاء العلماء الاعلام الشيخ المفيد

ج – واما الذين قالوا باكمال الاذان والاقامة بالشهادة الثالثة  مع شرط عدم الجزئيةوتاكيد المندوبية المطلقة وتختلف  مضامينهم  في بعض الاحيان ولفظا في احيان اخرى في  المسالة عملا واعتقادا، ووهذه اقوالهم:

1: الذين وصفوا في فتاواهم ذكر الشهادة الثالثة في الاذان والاقامة بانه جائز ولاباس به. ومنهم:
العلامة لبحراني واخرون .

2: الذين افتوا باتيانها بعنوان القربة المطلقة:
العلامة السيد سماعيل الصدر  والمرجع السيد ابو الحسن الاصفهاني  والامام السيد الامام الخميني واعلام اخرون .

3: الذين افتوا باتيانها في الاذان والاقامة لرجحانها وحسنها:
العلامة الشيخ ابو القاسم القمي  والمرجع السيد محمد حسن الشيرازي و اعلام اخرون .

4: الذين قالوا بانها يؤتى بها بقصد انها شرط في قبول الشهادتين وانها تمثل روح وحقيقة الاذان والاقامة:
العلامة الشيخ محمد صالح السمناني  والعلامة محمد علي الشاه ابادي .

5: الذين قالوا باتيانها للتبرك بها لانها حسنة في نفسها، او لاعلاء كلمة التشيع لانها من اعظم شعائره الشريفة او لبيان فضل صاحب الولاية الكبرى سيد الاوصياء الامام علي .ومنهم: المصلح المرجع الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء وثلة من من العلماء الاعلام .

6: الذين قالوا: ينبغي اكمال الشهادتين بها في الاذان والاقامة. ومنهم: العلامة السيد محمد مهدي الطباطبائي بحر العلوم والعلامة السيد الميرزا مهدي الحسيني الشيرازي والعلامة السيد محمد هادي الميلاني .

7: الذين افتوا من الجهة العملية باستحبابها وهم الاكثر. ومنهم العلامة السيد نعمة الله الجزائري  والمولى الشيخ احمد النراقي  والعلامة الشيخ محمد رضا ال ياسين  والمرجع السيد محسن الطباطبائي الحكيم  والعلامةالسيد محمد ال بحر العلوم الطباطبائي صاحب البلغة  والمحقق العلامة المصلح السيد عبد الحسين شرف الدين والمرجع السيد ابو القاسم الخوئي  والمفكر الاسلامي العلامة الشهيد السعيد محمد باقر الصدر  والمرجع السيد عبد الاعلى السبزواري  والعلامة الشهيد السعيد السيد محمد الصدر وخمسة وخمسون من العلماء الاعلام .

8: من لم يستبعد وجوبها مع الاعتقاد بعدم الجزئية لانها من شعائر الايمان. ومنهم المرجع الكبير السيد محسن الطباطبائي الحكيم  في مستمسك العروة الوثقى.

د – الذين يظهر من كلامهم عدم استبعاد جزئية الشهادة الثالثة المقدسة او قالوا صريحا بجزئيتها، وكلماتهم مختلفة، واقوالهم متباينةا:

1: من قال منهم بجزئيتها المستحبة او انه لم يكن مستبعدا لها. ومنهم: الشيخ محمد تقي المجلسي الاول، والشيخ محمد باقر المجلسي الثاني والشيخ يوسف البحراني  والشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي  والوحيد البهبهاني الحائري  والمولى الشيخ احمد النراقي  والشيخ محمد حسن النجفي صاحب جواهر الكلام  والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ) ومن هذه الاراء راي المرجعين  السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي السيد علي الحسيني السيستاني ادام الله ظله ...والمزيد من التفاصيل والاستفاضة في هذا الموضوع راجع ، كتاب الشهادة الثالثة المقدسة للباحث الشيخ عبد الحليم الغزي .

ونختم  بعرض:

1: هنا اعرض لفتاوى ثلاثة مراجع عظام هم:

أ- فتوى المرجع السيد الخوئي

من كتاب المسائل المنتخبة العبادات والمعاملات من فتاوى السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي ط 15- 1412 – هجرية صفحة 96 في باب الاذان والاقامة ذكر السيد الخوئي :

والشهادة بولاية امير المؤمنين (عليه السلام) مكملة للشهادة بالرسالة ومستحبة في نفسها وان لم تكن جزءا من الاذان ولاالاقامة.

ب- فتوى المرجع السيد السيستاني

من كتاب المسائل المنتخبة العبادات والمعاملات فتاوى السيد علي الحسيني السيستاني. ط 4 – 1415 هجرية صفحة 114 باب الاذان والاقامة.

والشهادة بولاية امير المؤمنين (عليه السلام) مكملة للشهادة بالرسالة ومستحبة في نفسها وان لم تكن جزءا من الاذان ولاالاقامة وكذا الصلاة على محمد وال محمد عند ذكر اسمه الشريف.

ج-فتوى المرجع السيد محمد سعيد الحكيم من كتاب الاحكام افقهية من فتاوى السيد محمد سعيد الحكيم ط 7-1423هجرية صفحة 96 باب الاذان والاقامة .

ورد في بعض الاخبار أن من أجزاء الأذان الشهادة لعلي (عليه السلام) بالولاية وإمرة المؤمنين .بل عن بعض كتب الجمهور المخطوطة أن أبا ذر أذن بالولاية له(ع) فشكاه الناس لرسول الله (ص) فأقره على مافعل .إلا أنه حيث لم تثبت حجية الاخبار المذكورة فلا مجال للاتيان بها بنية أنها من أجزاء الأذان .نعم يحسن الإ تيان بها برجاء كونها من أجزاء الأذان المستحبة أو برجاء كونها مستحبة في نفسها لقوله (ع) في خبر الاحتجاج :(إذا قال أحدكم لاإله إلا الله محمد رسول الله فليقل علي أمير المؤمنين) ولانها شهادة بحق جعله الله تعالى من الفرائضالخمس التي بني عليها الاسلام بل هو أهمها ...ولابدع مع كل ذلك أن يؤتى بها في الأذان والإقامة تأكيدا عليها وتثبيتا لمضمونها –لابنية الجزئية منهما – كما فعل المسلمون في عصر النبي (ص) يوم قتلوا (عبلهة ) الاسود العنسي الكذاب لعنه الله فقد قال مؤذنهم- إمعانا في الحط لدعوته وإعلانا بخمود نارها :(أشهد أن محمدا رسول الله وان عيله كذاب) ولم ينكر عليهم أحد بانهم قد أدخلوا في الاذان ماليس منه وإنما تركوا ذلك ولم يستمروا عليه لعدم الحاجة له بعد أن ماتت دعوة العنسي بقتله

أما شهادتنا هذه فلازال المسلمون في حاجة للاعلان بها بعد أن تجاهلها البعض بل لازالوا مصرين على إنكارها مجدين في إطفاء نورها ويأبى الله تعالى إلا ان يتم نوره ويعلى كلمته وعلى ذالك جرى اتباع اهل البيت (ع) على مر العصور وتعاقب الدهور حتى صار شعارا لهم ورمزا للايمان من دون ان يدعي أحد منهم ذلك جزء من الاذان او الاقامة فالتزمهم بها –كالتزاممهم بالصلاة على النبي وعلى آله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) عند ذكر أسمه الشريف

2: من استقرب كون الشهادة الثالثة المقدسة جزءا واقعيا من اجزاء الاذان والاقامة، ولكن التقية والظروف المختلفة والملابسات المحيطة بالمعصومين صلوات الله عليهم اجمعين هي التي حالت دون تبليغها واظهار تشريعها وبيان جزئيتها في جملة الاجزاء الواقعية والفصول الاصلية للاذان والاقامة. ومنهم: العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي الاول والعلامة الشيخ محمد رضا النجفي  والعلامة السيد ابراهيم الاصطهباناتي النجفي .

3: من اعتقد بجزئيتها الواجبة وانها كسائر فصول الاذان والاقامة الاصلية. لكنه لم يفت بالوجوب والجزئية الواجبة وانما افتى بالجزئة الندبية لدعوى الشهرة على خلاف ذلك وان كان يقوى في نفسه الوجوب كما يظهر من عباراته. ومنهم:العلامة الشيخ الفقيه عبد النبي العراقي.

4: من افتى – بنحو قاطع وصريح – ان الشهادة الثالثة جزء من الاذان والاقامة كسائر فصولهما الاخرى الواجبة الذكر، وعلى ذلك يترتب وجوب ذكرها شرعا في الاذان والاقامة معا، ومنهم: العلامة السيد محمد الشيرازي في كتابه( الفقه).

   العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com