|
من يخدعون
مها الخطيب ليس المهم ان تكون متضلعا في لغة ما او متفقها في دين ما لتفهم ما اقوله وما اعنيه وليس هنالك داعي لتبحث في التلفاز عن مناظرة بين رؤؤساء او كتل سياسية او احزاب لتعرف ما اعنيه يكفي لتقف وتتامل وتنظر من حولك وتستمع بهدوء وتنتبه لي لترى الى اين أشير بيدي...بفلبي...بعقلي...واخيرا بعد ان عجزت عن الكلام بيدي. خمس سنوات مرت منذ سقوط النظام البائد الماضي وكتاب طوي وانتهى ورمي من حسابات العراقيين جرحا حاولنا معالجته وقتل جراثيمه فمن ينشط هذه الجراثيم ..؟ومن يسقي دمادله ويمنع عنه دواءه بحجة مخلفاته وبحجة خططه وبحجة ظلمه. خمس سنوات والعراق يزداد جوعا على جوع... ويفاخر الحروب العالمية بعدد شهدائه.. وطفولة صرعى تحت دبابات كل الدول الصديقة والحليفة. منحنا الارهاب هنا جائزة نوبل بالابداع واكتشفنا مسميات لم يعرفها احد من احزمة ناسفة وسيارات مفخخة وجنون مفتعل ونساء مقطعة الراس بحجة قانون الرب واعراض لا زالت تنتظر العدالة وتقف في صفها الاول عبير محموديتنا ...وشعراء مزقت اوراقهم وقطعت السنتهم في لعبة بين كتل سياسية جائت محملة باجندات العالم كله الا من اجندتنا .. ومعل كل هذه الادلة لازلت لم افهم. كيف تكون ميزانيتنا تعادل اربعة او خمسة دول ومع هذا تموت العراقية جوعانه على رصيف طريق المنطقة الخضراء... ويبكي الرجل بذل ايام الحصار وهو يحسب دنانيره امام الاطفال او يرتجف شيخ تذكر ان له حق على صناع القرار... لم افهم ما علاقة راتب الموظف بمهتراتهم ومجالس اسنادهم وصحواتهم وملايين البضائع تدخل العراق من دون رقابة او رسوم كمركية او حتى مراقبة صغيرة من احد الاحزاب... ام افهم ما علاقة حليب الاطفال يحرق كما احترقت متاحف عراقي واثار بابل لازالت تأن من دبابات الصديقة المحتلة ولوحات العطار تسال الست بنت العراق مهما كانت الاخطاء...واشعار نزار والسياب وصرخة الساهر تردد يا ليلى تهمس بخاطري اين اطوار بهجت اين الخطيب اين قلمك الحر من اين جاء الارهاب ولماذا يشتد كلما اختلف صناع القرار ... من يخدعون ان اختلفو وتشاتموا وتبادلو الادوار من يخدعون باخفاء نفطنا وموت نخيلنا الذي ظل يغرد يحيا العراق... من يخدعون بتنجيد جيش وقف بوجه عتاد التاريخ هذا القائد لي وهذا القائد لك يتراقصون على ارضنا كلعبة شطرنج الا انها للهواة وليس لمحترفي القرار لن يخدوعنا لاننا عرفنا منذ ان طردنا اخر طاغية قبل خمس سنوات بان الحرية اشهى من الجنة بل ان الجنة مكتوب عليها فقط للاحرار. بابل الحضارة
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |