الإمــــام علي والعــــلــم الأمريكي

 

سهيل أحمد بهجت

sohel_writer72@yahoo.com

في مجتمعاتنا تنتشر ظاهرة الإيمان بالقدرة الخارقة للمصحف والتمائم وبركات الأولياء لشفاء مريض وطرد شيطان وجني وحماية من عين حسودة، وأنا هنا لست ضد الإيمان ولكنني ضد الإيغال في العقل الخرافي، ولكنني اكتشفت خلال السنوات الماضية اكتشافا قد يثير سخط الكثيرين واستغراب آخرين وضحك فريق آخر لغرابة الاكتشاف، ولكنني كسائر علماء الغرب أؤمن بأن التجربة هي أكبر برهان، والإنسان الحر في بلداننا ـ التي تضطهد الأحرار ـ يستطيع الآن طرد المنافقين والحاقدين ومثيري الكراهية من بيته وبأسهل طريقة وبنفس الطريقة، أعني ما يشبه استخدام الإيمان.

خلال السنوات التي تلت التحرير الأمريكي للعراقيين من أعتى وأقبح نظام إجرامي عرفه التاريخ، اكتشفت أن المنافقين سواءٌ كانوا بعثيين ـ البعثي عندي هوكل قومي سواءٌ كان عربيا وغير عربي ـ وإسلاميين من ذلك النوع المغرور بكلمة "نحن" مع أنه مفلس حضاريا، ومن ذلك النوع المنافق الذي يلعب بالحبلين والبيضة والحجر فتارة هوقومي وتارة هوشيوعي ماركسي وينتهي مساء في صفوف صلاة الجماعة، هذه الأصناف المنافقة المتعددة تخاف وتكره شيئين، وهؤلاء بمجرد رؤيتهم لذلك "الاكتشاف" يهربون لائذين من هول ما رأوه، الأمر بسيط، فقط علق في بيتك عزيزي القاريء شيئين: أولا صورة الإمــام عـلي والعــلم الأمــريكي.

هم يكرهون الإمام علي ببساطة لأن إسلامه وتفسيره للقرآن مختلف تماما عن تفاسيرهم النفاقية المليئة بالرياء والتملق للدكتاتور والمستبد والطبقة الغنية، يكرهون عليا لأنه يخاطب فينا ذلك الإنسان المخفي لكي ينطلق حرا يعبد الله بدلا من عبادة الصلاة والصيام والحج ـ أي عبادة المظاهر الدينية ـ وبدلا من عبادة الحاكم الظالم ـ الذي يكره الانتخابات الحرة ـ ولأن عليا يسحق القومية والعنصرية فيضع الإنسان كمقياس للحقيقة الكاملة، إنه الإمام علي رمز العشق الإلهي للإنسان، فالله يحبنا لهذا خلقنا.

تكملة لمحبة الإمام على التي تطرد المنافقين والحاقدين عليك إيضا إضافة العلم الأمريكي، فهذه المسوخ تكره العلم الإمريكي لا لشيء إلا لأنه رمز للحرية وللإنسان وتعايش الأديان وحتى الإلحاد ولنقل حرية البحث عن الحقيقة، يكرهون هذا العلم لأنه هوالذي أسقط صنم صدام القبيح المضمخ بدماء الأبرياء، يكرهون هذا العلم الذي أنهى حكم أقلية فاسقة منافقة تمص دماء الفقراء ليل نهار، يكرهون العلم الذي ساوى بين الناس فلا فروق بينهم بعد الآن إلا بمقدار العمل، يكرهون العلم الذي أعلن أن لا أحد فوق القانون.

قد يكون هناك من يعلن محبته للإمام علي نفاقا، وقد يكون هناك من يفعل الشيء نفسه مع العلم الأمريكي، ولكن صدقوني أنه لا يجمع الإمام علي بالعلم الأمريكي إلا كل إنسان حر ورحيم محب للناس ويحب للناس ما يحب لنفسه.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com