الاتفاقية الأمريكية العراقية (فاس ووكع بالراس)

 

سناء صالح/ هولندا

sanaelgerawy@hotmail.com

كنت قد قررت عدم الخوض في هذا الموضوع لكثرة ماكتب وتم الحديث عنه في مختلف وسائل الأعلام وفي لقاءات السادة المسؤولين من وزراء وأعضاء مجلس نواب وقياديي أحزاب في جولاتهم المكوكية الميمونة .لكن اليوم وجدت نفسي تحثني على كتابة وجهة نظري التي تشارك الكثيرين من الكتاب وجهات نظرهم وأكشف عن مكنونات قلبي وإحساسي تجاه هذا الحدث الذي يهم وطني العراق .

في العنوان الذي يتصدر موضوعي قدمت الأمريكية على العراقية باعتبار أن الأمريكان هم أصحاب فكرة هذه الاتفاقية وهم من أنعم علينا بما يسمونه تنازلات لمصلحة العراق فالمحتل هو الأقوى وبيده زمام الأمور ولو رجعنا الى الكفة الأخرى الخاوية وأعني بها المجلس النيابي والحكومة وتصريحاتهم وجعجعتهم وتبجحهم سواء من (مع) أو(ضد) أو(بين بين) التي يحركونها في الشوارع التي تزدحم بالشعارات الجوفاء أ والنصائح والعظات . لقد امتلأنا من فيض الدجل والزيف طيلة عقود عاصرنا فيها كل مجريات الأحداث فأصبحت قيحا تملأ أفواهنا فما أن نسمعها حتى نصاب بالغثيان فننكفيء على أنفسنا مرارة .

أن قناعتي كما هي قناعة الأغلبية من أن الحكومة والبرلمان بالقوى المتنفذة فيه مفروض عليهم الاتفاقية سواء بالفرض باعتبار التعامل بين المتبوع والتابع أو شرائهم .كما أن التهريج الذي يمارسه البعض في طريقة رفض الاتفاقية المضحكة المبكية على طريقة طفل غاضب يرفس بقدميه احتجاجا ولا من يسمعه .مايبعث غضبي هو تلبس الكثير من المسؤولين ممن يطبلون لمحاسن الاتفاقية بمظهر القادر على تحريك الأمور وتحويلها لصالح الوطن وإبداء الرأي والحنكة في توجيه الأحداث أو ممن يدعي رفض الاتفاقية دون نقاش في محاولة لشراء المشاعر لأغراض انتخابية.

ماورد في الاتفاقية بالسلب والإيجاب لاأنظر إليه بجدية فالاتفاقيات والمعاهدات والدساتير والقوانين دائما تكون ناصعة متكاملة على الورق ولكن ما يهمني المحك وهو التطبيق, ياترى!! هل أن أمريكا ستكون صادقة وعند قولها ووعودها وستغادر الأراضي العراقية طوعا وبدون مقابل وستنفذ كل ماعليها من التزامات وسيخرج العراق بعد هذه الاتفاقية قويا معافى ذا سيادة, في حالة التأخر أو التلكؤ أو الخرق في التنفيذ هل هناك التزامات قانونية ؟ ومن سيحاسب سيدة العالم بدون منازع ؟ومن سيكون الحكم (بفتح الحاء والكاف). أما الموقعون من الطرف الآخر العراقي هل لديهم الجرأة والقدرة والإمكانية على قول كلمة الحق؟ أو يضعون مناصبهم ومكاسبهم نصب أعينهم فيضيع العراق ؟ أم ينظمون الى صف المحتجين من (الحجيات والحجاج في البرلمان) فيمزقون الدستور ويتراشقون بزجاجات الحبر ويمسك بعضهم بخناق الآخر على غرار المثل السوري (فخار يكسر بعضه ) ويغلق عليهم الباب وستارة مسرح الديمقراطية لصاحبه العم سام.

لقد فاتني ياسادتي أن أذكر أنني طيلة حياتي كنت أقرأ وأسمع وأتثقف بأن الامبريالية هي عدو الشعوب وقد تولدت نتيجة ذلك قناعاتي بأن هذه الاتفاقية هي حبر على ورق وإننا كشعب عراقي وحدنا الخاسرون .

 هامش: لقد ترك لنا الأوائل تاريخا نزهو به ونعتز ومازلنا نستذكره ونحتفي به ونتغنى يوم وقفوا ضد المعاهدات بشجاعة دون تخاذل أو رعونة, ترى هل سيذكرنا أحفادنا باعتزاز!!!

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com