|
لماذا يُستباح كل ما هو عراقي؟
أن موضوعة الإتفاقية العراقية الأمريكية أفرَزت مواقف مختلفة، والتي كان سببها عاملان، العامل الذاتي والمتَمَثل بالعقليات الضيقة الأنانية لغالبية القوى السياسية والدينية الفاقدة لهويتها الوطنية، والخارجي المتمَثل بتأثيرات دول الطوق المحيطة بالعراق . العامل الذاتي واضح للعيان ولا يحتاج الخوض، لذا العامل الخارجي لعبَ ولايزال يلعب دوراً سلبياً بسبب طموحات إيران وسوريا . الجهة الأخرى هي سوريا، التي تحتضن بقايا النظام الإجرامي والتي لاتزال ترفع شعارات خاوية لاتمت بصلة للوطنية والتي لها جراثيمها وممثليها في داخل العراق لترويج وترسيخ تلك الشعارات الفضفاضة . فبالأمس القريب، ظهر على شاشة إحدى الفضائيات أحد أقزام جبهة التوافق معلناً أن ( نفط العراق للعرب ) وليس للعراقيين !! تُرى الى متى يبقى العراق كالبقرة الحلوب ؟ إضافةً إلى تصريحات رسمية سورية تؤكد أن سوريا تلعب دوراً أساسياً ( سلبياً ) في وضع العراق . يا للعجب، سوريا ( شعب الليرة المختار ) أصبحت تقرر مصير العراق . ولذا ليس من العجب عندما يجتمع تجار العروبة وبقايا البعث الصدامي، فهذان التجمعان تربطهما علاقة جدلية متبادلة ( كعلاقة السمسار بالمومس ) والبعث الجديد ( تيار الصدر ) في دمشق للتنسيق والوقوف ضد توقيع الإتفاقية العراقية الأمريكية . أن التدخلات الإيرانية والسورية فاضحة للعيان، ووجود الأرضية الخصبة لها ناتجة عن فقدان الحس الوطني والهوية الوطنية للقوى السياسية والدينية العراقية المرتبطة بالبلدين المذكورين . أما قيادات الأحزاب الكردية، مستعدة لتوقيع الإتفاقية وهي مغمِضة العينين دون تعديلات، لا بل مستعدة لبناء قواعد عسكرية أمريكية دائمة مدى الحياة، وهذا ليس بمفاجأة، بعد تصريحات مسعود البرزاني، إضافةً إلى النهج الشوفيني الإبتزازي المعادي للوطنية العراقية طيلة السنوات الخمس الماضية . أن القيادات الكردية الشوفينية اللاوطنية مستعدة أن تبيع العراق كما يقال باللهجة الدارجة ( تفصيخ ) مقابل تحقيقها الهدف المنشود ( جمهورية كردستان ) . وأخيراً يجب أن نقول كلام حق يراد به حق، لقد أثبت رئيس الوزراء السيد المالكي وطنيته وهو جدير بحمل تلك الهوية المشرِفة، بعد أن برهن عملياً نهجه الوطني، فدعمه المادي واللوجستي لعشائر الأنبار وسحقه لعصابات الجريمة في البصرة والعمارة والناصرية وميليشيات المهدي في مدينة الثورة وفضحه جرائم قتل المسيحيين على أيدي الميليشيات الكردية، كلها أسقطَت عنه تهمة الطائفية، كذلك إصراره على توقيع الإتفاقية مع الولايات المتحدة جاء ضد رغبة إيران وسوريا ( العروبة والصمود )، وبذلك أسقطَ تهمة العمالة لإيران . فعليه مسألة تأييد المالكي في توقيعه على الإتفاقية العراقية الأمريكية هي ضرورة ملحة تفرضها المصلحة الوطنية وبالتالي إنهاء إستباحة الدم العراقي والأرض العراقية وثروات العراق .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |