|
د. أحمد عبدالله لله دركم ياأبناء شعبنا العراقي الأبي بعد تلكم السنوات الخمس العجاف التي أعقبت أندثار النظام الصدامي المتهالك. هاأنتم اليوم ، بعد طول معاناة، تكابدون شظف العيش وتنوءون تحت أعباء الهموم والمصاعب بعد أن تطلعتم الى حياة كريمة في ظل (الديمقراطية) المنشودة!لقد كنتم تحلمون باليوم الذي يتولى أموركم أبناء عمومتكم وأهليكم بعد أن عمد نظام صدام الى توزيع خيرات العراق الكبيرة على أبناء العوجة وتكريت وبعض الأزلام من حديثة والدور وما يحيطها من مناطق فحسب. وهاهم اليوم بعض المدراء العامين والمحافظين وأعضاء مجلس النواب والوزراء ومن العاملين عموما من أبناء جلدتكم يخونون الأمانة ويغدرون بالفقراء حيث يسعون جاهدين (لأستثمار) فرصة وجودهم في دفة الحكم لنهب الأموال وأستيفاءها بشكل غير شرعي من وراء الكواليس ومن ثم نقلها الى مصارف دول الجوار أو شراء الفنادق والفلل الفارهة في دبي والشارقة وعمان ودمشق والقاهرة وبعض المدن الأوربية. أيدري كبار أولي الأمر في البلد ماذا يعني حرمان الفقراء والمعوزين والمرضى من حقوقهم التي سلبها أمثال أولئك المجرمين العتاة؟!اليوم يرفع هؤلاء الفقراء أيديهم الى السماء وهم يرون فلذات أكبادهم يعانون من الأمراض الخطيرة فلايستطيعون علاجهم ويرونهم يحتاجون الى طعام يعينهم على الأمراض والضعف فلايستطيعون الشراء. أتعلمون أن الله تعالى يستجيب لمثل هؤلاء لأنهم أحبابه فيأتي أثر ذلك على من يتحمل مسؤولية البلاد والعباد؟! الى متى يظل شبابنا الجامعي مصابا بالأحباط ينتظرون العمل منذ سنوات فيقدمون المعاملة تلو الأخرى فلامجيب ولامستجيب!أتدرون أن أمور التعيين في دوائر الدولة الحيوية (النفط مثالا) غدا بالأوراق عدا ونقدا (4 آلاف دولارللتعيين الواحد) في حين يتشدق مسؤولو هذه الدوائر أن لاشواغر فيها!!أين دائرة التفتيش في وزارة النفط؟ أين لجنة النزاهة فيها؟ أين الوزير نفسه؟! في ظل ذلك نرى لهاث مسؤولين كبار في الدولة وراء الأيفادات التي جاءت لتضيف ظلما آخر ، فمن أختلال التوازن والتحيز الذي يرافقها ومن تمتع المسؤولين أولئك بمرتبات فلكية يقف الفقراء يناجون الله تعالى بأن يجد لهم مخرجا في هذا العالم القاسي! دعوتنا من القلب للرئاسات الثلاث (الجمهورية والوزراء ومجلس النواب) وكذلك لجنة النزاهة العامة بأن يتنبهوا الى مأسات الفساد والمفسدين وأن يتخذوا أجراءات رادعة بحق كل مفسد مهما علا شأنه خاصة وأن الجميع اليوم مكشوفين بيسر للمواطنين.ونذكّر هنا بالأموال الهائلة التي سرقت من جراء تهريب النفط في البصرة بمشاركة وأدارة أحزاب متنفذة معروفة للجميع ومن ثم تهريب الأموال الى الخارج. هنا نهيب بالدول العربية أن تتعاون مع الشعب العراقي وأن تعين على الكشف عن الأموال المودعة فيها وكذلك الأستثمارات الحرام المسروقة من أفواه الجياع. كما نأمل أن تنشط وزارة الخارجية العراقية ومعها الدوائر ذات العلاقة في وزارة الداخلية للعمل على أحضار كل مسؤول سولت له نفسه النيل من أموال الشعب المظلوم على أن يتم أحضار أولئك السراق المجرمين بكل السبل المتاحة ومنها الأستعانة بجدية بالأنتربول وخاصة أولئك الذين حصلوا ، ظلما، على جنسيات دول أوربية أو أمريكا أو كندا. والأهم من كل ذلك نأمل أن يشرع مجلس النواب ، ولو بشكل مؤقت، عقوبة الأعدام بحق كل من تثبت أدانته بالفساد خاصة أن كان من كبار القوم. ولنا في رسول الله (ص) وآل بيته الطيبين القدوة الحسنة في أحقاق الحق ومحاربة الباطل وأحتضان الفقراء.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |