هل ستكون مداولات اللحظة الأخيرة لاتفاقية سحب القوات من العراق كسبا سياسيا لبعض الأطراف السياسية التي كانت ضمن الداعمين للإرهاب ؟؟!

 

وداد فاخر

omar.rehman@chello.at

أفرزت المداولات السياسية بين الأطراف المتحالفة في العراق (الجديد) من قومية وطائفية وبعثو – إرهابية كانت حتى مدى قريب تزايد على ما تسميه بـ (المقاومة الشريفة) . وقد استغلت هذه القوى الأخيرة الظرف السياسي العراقي الحالي لفرض سياسة الأمر الواقع بطرح العديد من مطالبها الغير مشروعة والتي تدعم بشكل كبير الإرهاب الجاري في العراق والدليل على ذلك ما طرحته على لسان قادتها البارزين إن كان داخل مجلس الرئاسة الملغوم بالأفكار والطروحات البعثية أو داخل البرلمان العجيب التشكيلة بشروطها التي تصب في صالح الإرهاب والإرهابيين، وذلك بإطلاق سراح المعتقلين في السجون العراقية والأمريكية (ممن لم توجه لهم تهمة) كما يدعي الطرف البعثو – إرهابي ممن يشارك الآن في العملية السياسية بينما ظهر بين سجناء سجن كوبر في الفترة الأخيرة مجرم زور اسمه واكتشف انه من اكبر واعتى الذباحين . كذلك كانت هناك محاولات تبناها نفس الطرف السياسي بعرقلة الاتفاق على معاهدة سحب القوات من العراق  بواسطة طرح غريب جدا وهو إجراء استفتاء من قبل الشعب العراقي على المعاهدة العراقية – الأمريكية بما تتضمنه من تحضير وتنظيم وتهيئة للاستفتاء والتي تكلف الميزانية العراقية أموالا طائلة ووقت لا يعلمه إلا الله للتصويت عليها مما يترك العراق في مهب الريح ويجعله يقع تحت طائلة تمديد فترة تخويل القوات الدولية من قبل مجلس الأمن الدولي وهو بالضبط ما يريده الطرف الداعم بالخفاء للإرهاب في العراق بغية عرقلة تطوير العملية الديمقراطية وإظهار عجز المسؤولين عنها من الأحزاب التي تقود السلطة حاليا .

وأكثر ما نخاف منه أن تستجيب القوى السياسية التي تقود السلطة للضغوط التي جرت من قبل هذه القوى وتقديم تنازلات للطرف الآخر الطامع في كل شئ والذي يريد أن يعوض ما فقده بعد سقوط سلطتهم الفاشية التي دعموها أيام هيمنتها بكل ما يملكون من قوة وعزم للحفاظ على قيادتهم للحكومة خوفا من زعزعتها ، أو محاولة إفشال عملها وبالتالي طرح قضية سحب الثقه عنها داخل مجلس النواب .

ننتظر من القيادة العراقية مجتمعة أن لا تفرط بما حصلت عليه الأكثرية من الشعب العراقي من مكاسب بعد سقوط سلطة الغدر والجريمة يوم 9 نيسان 2003 وأن لا تعود بنا القهقري للوراء فثمة جرس للإنذار يدق طويلا أن احذروا الغادرين .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com