|
هل هو جهل ... أم تجاهل لحقائق التاريخ ..؟ محمد علي محيي الدين إذا كان جهل فتلك مصيبة ... وان كان تجاهل فالمصيبة أعظم .. في أن ينبري عدد من ( ممثلي الشعب ) في جلسة لمجلس النواب يوم 25/10/2008 بالطعن والهجوم على ثورة الشعب والجيش في 14 تموز 1958 بقتل ما تبقى فيها من نفس ضعيف ظل راسخا ً في ضمير الشعب وقلبه وذلك من خلال مناقشتهم لمشروع قانون العطل الرسمية .. على إنها انقلابا ً عسكريا ً وان الجمهورية لم تأتي بإرادة شعبية .. وكان بإرادة مجموعة من العسكريين وفتحت الباب أمام الانقلابات العسكرية وتسلط الأنظمة الدكتاتورية ثم التنكيل بالعائلة المالكة .. ألخ والفت نظر القارئ الكريم الى العبارة الأخيرة العائلة المالكة . ومن الغريب العجيب أن يتحدث السادة ( ممثلو الشعب .. المنتخبون ) بهذا المنطق وهذه العقلية . متناسين إن شعب 14 تموز هو الذي انتخبهم ودفع بهم الى البرلمان بأمل تحقيق طموحاته نحو حياة أفضل واحترام إرادته وتاريخه ومشاعره .. لكن السادة ( المنتخبون ) لم يبرروا ثقة الشعب بهم . وامتهنوا إرادته وتاريخه ومشاعره بمطالبتهم بفصل أو إلغاء ثورة 14 تموز من المناسبات والعطل الرسمية .. مع إنها العيد الوطني الأكبر والحقيقي للعراقيين وهي الثورة الوطنية التحررية العملاقة التي قصمت ظهر بريطانيا وكارتلها النفطي وأقامت نظاما ً جمهوريا ً تقدميا ً وديمقراطيا ً على أنقاض النظام الملكي الفاسد .. وحررت العراق من حلف بغداد الاستعماري ومن دائرة الجنيه الإسترليني وكل المعاهدات والاتفاقيات الجائرة التي فرضتها بريطانيا على العراق .. ناهيك عن الانجازات والمكاسب الأخرى والتشريعات التقدمية في كل المجالات لصالح الطبقات الكادحة والفقيرة .. ولسنا بصدد تعداد تلك الانجازات والمكاسب فهي معروفة للجميع وللعدو قبل الصديق . وبقدر التفاف الشعب بكل قواه الوطنية والتقدمية الثورية حول الثورة وقيادتها ودفاعه البطولي عن الثورة والاستقلال الوطني للجمهورية الفتية .وبالقدر ذاته وأكثر أثارت حفيظة الدوائر الاستعمارية الغربية وحليفتها القوة الرجعية محلية وعربية التي تضررت مصالحها بفعل الثورة .. وفقدت مواقعها الإستراتيجية في المنطقة .. وراحت تتآمر عليها من الستة أشهر الأولى .. ثم استجمعت الدوائر الاستعمارية الغربية كل قوى الشر الباغية من البعثيين والقوميين المزيفين والإقطاعيين وكبار التجار والرجعية الدينية .. مدعومين من وراء الحدود بالمال والسلاح ويستظلون بالشعارات القومية الكاذبة التي أثبتت الحياة زيفهاً حتى تمكنوا وعبر سلسلة من المؤامرات الخسيسة من إجهاض الثورة ... بل وذبحها وكل رجالاتها الشرفاء من الوريد الى الوريد .. بانقلاب شباط الأسود عام 1963 .. حين خرج الشعب الأعزل بقيادة قواه الثورية لمقاومة الانقلاب الفاشي الدموي .. دفاعا ً عن الثورة والجمهورية وقدم أغلى التضحيات من أبناءه .. لكن وللأسف ما كانت المعركة متكافئة ... جيش مدجج بأحدث أنواع الأسلحة .. وشعب اعزل لا يمتلك غير بضعة بنادق قديمة استولى عليها من مراكز الشرطة .. هذه بإيجاز حقيقة التاريخ .. أيها السادة ( المنتخبون ) وليس الفهم القاصر من إنها فتحت الباب أمام الانقلابات العسكرية وتسلط الأنظمة الدكتاتورية . إن الذي فتح الباب أمام الانقلابات والتسلط هي الدوائر الاستعمارية وحلفائها من القوى الرجعية البعثيون ودعاة القومية الزائفة بدعم مادي ومعنوي من الدول الإقليمية والغربية ً أيها السادة وليس أدل على ذلك من تصريح علي صالح السعدي أمين سر القيادة القطرية للبعث عام 1963 – جئنا الى الحكم بقطار أمريكي – فهل هناك أكثر وضوحا ً من هذا التصريح . فلماذا هذا الإجحاف والظلم لثورة 14 تموز عام 1958 فهي الثورة الأم ثورة الشعب والجيش وكل قواه الوطنية التقدمية المعادية للاستعمار التي التحمت بجبهة الاتحاد الوطني ومهدت للثورة ولكل من إطرافها صلة ً وتنسيق مع لجنة الضباط الأحرار التي يقودها الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم .. فلم يجرأ حتى أولئك القتلة الذين ذبحوا الثورة أنفسهم على شطبها أو إلغائها كعيد وطني للعراقيين .. لأنها من صنع الشعب وتجسيد لإرادته الحرة .. وما يؤكد هذه الحقيقة الساطعة هي المسيرة العظيمة والرائعة التي انطلقت من ساحة الفردوس في ذكراها الخامسة والأربعين أي في 14 تموز 2003 ..وقادها الشيوعيون العراقيين وأرغمت قوات الاحتلال على أشراك الحزب في مجلس الحكم بعد السقوط .. وستظل ذكراها تعيش في ضمائر وقلوب العراقيين أبدا ً ويحتفلون بها كل عام ولا يمكن للأحقاد أن تطفئ جذوتها ووهجها .. وستبقى عنوان العراق عنوان تاريخه المشرق .. ابتداءً من ثورة العشرين المجيدة .. وما أعقبها من نضال وأمجاد وملاحم بطولية .. وثبة كانون .. وانتفاضة تشرين حتى تجسدت كل هذه الملاحم بالثورة العملاقة الجبارة صبيحة 14 تموز عام 1958 .. هي عنوان تاريخ العراق المعاصر ومفخرة للشعب .. وشطبها أو إلغائها يعني شطب عنوان العراق وتاريخ الأمة وليس من امة بلا تاريخ .. فرفقا ً بتاريخ شعبكم ووطنكم .. أيها السادة النواب ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |