مقامة المسموطه

 

المهندس رياض الكفائي

 riadalkeffai@yahoo.com.au

حدثناعيسى بن هشام عن جحفل بن انمار قال:

ان الاسلام قد انهار في  بلد الكنغر والابقار,  ليس لسطوة الكفار والاحبار، ولا بيع الرجال بالدينار, أو سوء الظنّ بالاخيار،  ولا ضمور القيم والافكار, أو رمي المحصنات والابكار، ولا نكران الجنة والنار, أو قذف العلماء الأطهار،  فقد شاءت الاقدار,  فتناقلت الالسن الاخبار، عن مقالة جلبت لنا العار,  ولا أعلم ما الذي صار، فقد تخطى كاتبها الاسوار, وأحدث لنا إعصار, فانتفضت الاقطار, وهاجت الامصار، فحطّم الاعراف، وأستنكر الاحلاف، وأستقبح الاسلاف، وشبّه بالاعلاف، فشمرت  السواعد والاكتاف،  وسلت الأسياف، ونقرت الادفاف، لكشف ما خفي من أهداف.

 لا تفتحنّ عليك ألسنة الورى ---------- واحفظْ مقامك بينهم ما دمت حي

لا يستطيع المرءُ ردً مقالةٍ   ---------- قيلت به والعذرُ عنها شرُ شي

عبد الله آل نوري

قال عيسى بن هشام : حدثني جحفل بن أنمار قال :

 أنقسم القوم الى ثلاثة  فرق, ظهر على محياهم القلق, فمنهم من قال في غيّه قد غرق, وفي الهاوية انزلق، وربما نال الورقْ، وِلمَ هذا الأرقْ، ففي صغره قد سرقْ،  وكان يلعب النرد بالودقْ،  وفي صباه حرّف العلقْ، وكذّب كل من صَدقْ، وبارك كل من نعقْ، وهو الان قد فسقْ، بذم المسموطة  وتمجيد السجق.

 وما أحدُ من ألسن الناس سالما---------- ولو أنه ذاك النبي المطهرُ

فإن كان مقداماً يقولون أهوجُ ---------- وإن كان مفضالاً يقولون منزرُ

وإن كان سكيتا يقولون أبكمُ    ---------  وإن كان منطيقاً يقولون مهذرُ

وإن كان صواماً وبالليل قائماً---------- يقولون كذاب يرائي ويمكرُ

فلا تحتفلْ في الناس بالذم والثنا -------- ولا تخش غير اللهِ  فالله أكبرُ

                                                                   ابن دريد الازدي

قال عيسى بن هشام عن جحفل بن انمار:

 اما الفريق الثاني كان يتربص بالجاني، ويمني لنفسه الاماني، كي ينال من صاحب الاغاني، فبحثوا بالمعاني ، ونقبوا ما بين السطور، فقالوا أنه مأجور، ولن تنفعه النذور، فالويل له والثبور، ودمه اليوم مهدور،  وسحقا لكل كذّاب كفور,  سنرجمه بالقدور،  ونسكنه القبور ، ليعلم من يبور، دجاج التنور أم سمك الصبور .

ما الخير صومُ يذوب الصائمون له ---------- ولا صلاةُ ولا صوف على الجسدِ

وإنما هو ترك الشر مطرحاً ------------ ونفضكَ الصدر من غل ومن حسدِ

                                              المعري

 قال عيسى بن هشام، حدثني جحفل بن انمار:

اما الفريق الاخير، كان يخشى تأنيب الضمير، فرفضوا نعته بالشرير، وأدانوا الوعيد والنذير،  بل أفاضوا عليه بالمدح الكثير، فالأمر جلّه دعابه، ولا يجرح ذبابه، ولا يستدعي الكآبه، فكل الذين ذكرت أسماءهم  أحبابه،  ودعوا كل من كشر أنيابه،  أو سال لعابه، بالكف عن سبابه .

وإن أساء مسيءُ فليكن لك في ---------- عروض زلته صفحُ وغفرانُ

وكن على الدهر معواناً لذي أمل ---------- يرجو نداك فإن الحر معوانُ

واشددْ يديك بحبل الدين معتصماً ---------- فإنه الركن إن خانتك أركانْ

                                             ابو الفتح البستي

 قال عيسى بن هشام، حدثني كعب بن كمال، وهوعدل لا يكيل الا بمكيال : قال

التقيت بكاتب المقال، وكان بصحبة بعض العيال، يشرح لهم سورة الانفال، فعرضت عليه تلك الفعال، وما أقترفت يداه من الآثام الثقال، فسرح  في الخيال، ثم أردف فقال، والله ما قصدت غير المزاح، لكثرة ما أصابنا من أتراح . ولا داعي لهذا الصياح، فلم أدعوا معاذ الله للسفاح، أو جعل كل شيء مباح،  أو درأ المشاكل بالسلاح، فقليل من التروي والانفتاح، والتحلي بالجود والسماح، فلا نضيع  القفل والمفتاح،  فقسما بمنزل الكتاب والالواح، إن لم تهدأ هذه الرياح، سأكشف كل عورات البياح.

 أما والله إن الظلم لؤم ---------- وما زال المسيء هو الظلوم

الى ديًان الدين نمضي ---------- وعند الله تجتمع الخصومُ

قال عيسى بن هشام :

أن الكاتب قد أستغاث، ورام تحطيم الأثاث، بعد رميه من الذكور والإناث، فقد أساء للتراث، فلا تنفعه الآحناث، يوم لا مرءُ يغاث، حتى ولو كان عالم أبحاث، أومكتشف الأنزيمات في الكراث، ولا ينبغي لكل من احواله مبسوطه، وعيونه مبطوطه، وأقلامه مقطوطه، يهاجم المسموطه، وقد نأى بنفسه أبن بطوطه، عن ذمّها في أي مخطوطه، فهذا ليس الصواب، وقد نال الجواب، ومع أنه قوي الخطاب، لكنه يستحق العتاب، بعد أن سعى في الخراب، وشمّت الأعراب، وقسّم الأ نام الى شيع وأحزاب، والأنتخابات على الأبواب .  

   العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com