|
من الصعب القضاء على الارهاب مع أستمرار المملكة السعودية
حميد الشاكر
في الكثير من كتاباتنا حول الارهاب القاعدي الذي انطلق من افغانستان، بحثنا تقريبا مجمل مداخل ومخارج الارهاب السلفي التكفيري الذي كان مُصدّرا لافغانستان في حقبة حرب الاتحاد السوفيتي انذاك، وتناولنا فيما تناولناه الفكرة التي على اساسها نشأة فكرة القاعدة وماهي اهدافها وكيفية اليات عملها .... الى ان وصلنا الى بحث تسميتها ولماذا سُميت (( القاعدة )) كتجمع يهدف الى الاستقطاب في بقعة معينة ثم الانطلاق منها الى باقي العالم الاسلامي وغير الاسلامي لتتم حالة التمدد الارهابية !. والحقيقة ان مافاتنا هناك من دراسته هو تقسيم فكرة (( القاعدة )) نفسها الى : اولا : قاعدة مادية يتم فيها حشد المقاتلين في بقعة جغرافية معينة، ولا اهمية اينما كانت في افغانستان او في الصومال او الجزيرة العربية او السودان او العراق او لبنان حسب ماتهيئه الظروف الفوضوية لهذا التجمع من غياب لسلطة القانون والدولة، وهذا ماذكرناه في دراساتنا السابقة !. وثانيا : القاعدة الفكرية وهذا مانريد تسليط الاضواء عليه اليوم بعد ان تأخرنا باثارة هذا الموضوع طويلا مع ان غيرنا اشار له بكثافة !. نعم : كما هي الحال في الفكر الارهابي السلفي القاعدي الذي يرمي الى استحصال ارض تكون له الملجأ والتجمع والمأوى الآمن الذي منه يحرك قطعانه القتالية ليعيث في الارض الفساد، كذالك لايغيب عن بالنا مطلقا ان هذه الخلاية الاجرامية هي ايضا بحاجة ماسة لتأمين القاعدة الفكرية والتي تعتبر الهاجس الثاني لتنظيمات التطرف الارهابية اليوم، فياترى اين تكمن هذه القاعدة الفكرية والايدلوجية والدينية التي ترفد الارهاب العالمي اليوم بالتموين العقدي والنفسي والروحي ... وما من شك المالي الاقتصادي ايضا الذي يحرك هذه البؤر بروح من الانتقام والكراهية لباقي البشر ؟. بمعنى اخر اكثر وضوحا وتقريبا للمفهوم نقول : من اين استقى اسامة بن لادن وايمن الظواهري كقادة اليوم للفكر التدميري الارهابي، وكل هذه المنظمات الارهابية الخطرة التي انطلقت كالثور الهائج او كالوحش المتعطش لدماء البشرية كيفما كانت، افكارهم وايدلوجياتهم وعقائدهم الدينية التي بنت لهم هذه المنظومة الهائلة من النظر الى البشرية على اساس انهم فرائس محللة الدماء ولحوم طيبة للاكل والشواء ؟. الحقيقة ان في معرض الجواب على مثل هذه الاسألة التي تبحث عن القاعدة الرئيسية لفكر القاعدة اليوم لااعتقد ان اثنان في هذا الوجود يختلفان على ان القاعدة المدرسية والمنظومة الفكرية والبؤرة الدينية التي انتجت مدرسة الارهاب القاعدية في افغانستان وفي مجمل العالم العربي والاسلامي والعالمي ايضا : هي المدرسة السلفية الوهابية التكفيرية صاحبة الحظوة والرعاية الملكية السعودية في جزيرة العرب اليوم !. وهذا الحقيقة بدت من الوضوح بحيث ان العالم البشري كلّه التفت الى نصوع حقيقتها وعلى هذا الاساس طالب العالم البشري كلّه بوجوب تغيير المناهج التدريسية والافكار التعليمية للمنظومة التربوية السعودية في هذه المملكة من منطلق انها القاعدة الفكرية الحقيقية لانتاج التطرف والكراهية والارهاب في العالم !. لكنّ الحقيقة المؤلمة لهذه الواقعية الجوهرية في اكتشاف العالم لشريان وبحر وينبوع الارهاب الفكري الذي تحوّل الى ماكنة لانتاج الانتحاريين والقتلة والذبّاحين الدوليين هي استطاعة الفئات السياسية في هذه الدولة السعودية من اقناع العالم من خلال الرشى والمصالح المالية وكذا تقديم الخدمات الاستعمارية بلا حساب ... استطاعت هذه الفئة الحاكمة من اقناع العالم السياسي الانساني بمقولة : ان القضاء على القاعدة البشرية المادية لمكامن وقواعد الارهاب التكفيرية في العالم كفيلة بنهاية الارهاب من الوجود العربي والاسلامي ومن ثم العالمي ايضا ؟!. وبالفعل ترك العالم المتضرر من قوى الارهاب العالمية موضوعة الحرب على القاعدة الفكرية الارهابية المنتجة للفكر الاجرامي المتطرف، ومن ثم ليرمي بكل ثقله لملاحقة القواعد المادية البشرية في افغانستان والعراق واوربا .... وباقي تواجد الخلايا النائمة للارهاب القاعدي هنا وهناك، وبعد مايزيد على الثمانية عشر سنة من بروز ظاهرة الارهاب القاعدية في افغانستان وفي العالم ولهذه اللحظة من الحياة لم تزل ارتال الارهاب البشرية تنتج كل يوم مع مانال هذه الارتال البشرية من حرب وتدمير هائلة على يد الحرب الكونية التي قادتها الولايات المتحدة للقضاء على ظاهرة الارهاب القاعدية، ولكن بلا اي نتيجة ايجابية تذكر، وكلما قضت الحرب على فريق فسرعان ماتنتج الماكنات الفكرية للايدلوجية السلفية الارهابية الوهابية المتمركز بمملكة ال سعود والمتمتعة بايجاد القاعدة الامنة لنشر افكارها المزيد من سلع الارهابيين والمنتحرين والقتلة والذبّاحين لهذا العالم ؟!. أذن : وبعد كل هذا الدمار الذي الحقته الحرب الكونّية على الارهاب من خلال الكساد الاقتصادي العالمي اليوم وعدم الاستقرار الامني وبروز ظواهر سياسية غريبة عجيبة واخرها ظاهرة القرصنة البحرية التي كان العالم فحسب يقرأ قصصها في التواريخ الغابرة ...، الا يعني كل هذا ان الحرب على الارهاب قد ُزيفت اهدافها واخطأت مرماها عندما حوّرت من كونها حرب على القاعدة المادية والفكرية معا للارهاب والاكتفاء فحسب بحرب القاعدة المادية والبشرية لاغير ؟. اقصد ان المشكلة اليوم بالاستمرارية الارهابية بالحركة والحياة في هذا العالم هي منتج طبيعي لذهاب العالم كله بحرب (نتيجة الارهاب ) المتمثلة بمكونات قواعد وخلايا الفكر الارهابي البشرية المنتشرة انسانيا هنا وهناك من جغرافيا العالم الوطنية، وليس مبادئه وينابيعه الحقيقية المتمثلة بالمدارس والماكنات الثقافية التي تمد الخلايا الارهابية بالحياة، ولهذا استنزف الارهاب قوة العالم باستمراريته بدون ان يستطيع العالم القضاء على الارهاب بالنهاية !. وكيف يستطيع العالم القضاء على جميع الارهابيين في هذا العالم وهناك مؤوسسة دينية وماكنة فكرية ومصنع للموت والذبح يتمتع بالحماية السعودية واموال البترول الخليجية والمأمن المقدس للمسلمين في مكة المكرمة ينتج كل يوم سلع مختلفة من الارهاب تمد الساحة البشرية بكل ماتحتاجه الحركة الارهابية من رجال اصحاب استعداد كبير لدعم حياة الارهاب واستمراره في هذا الوجود ؟. الحقيقة انه من الصعب فهم عقلية هذا العالم السياسية التي ترى مكامن ومواضع انتاج الارهاب الدولي الحقيقي في الفكر والمدارس الارهابية الوهابية ولكن مع ذالك لايستطيع هذا العالم من الاشارة الى الاساس الذي ينتج الارهاب فكريا ويكتفي بملاحقة نتيجة الفكر الارهابي عندما تفرّخ صبيا او جاهلا هنا او هناك يتأثر بهذا الفكر التدميري ليتحول الى قنبلة تنفجر في مدرسة او سوق للتبضع او في مسجد للمصلين او في نادي للترفيه العائلي ؟. كما انه من الصعب والصعب جدا رؤية سلام يسود هذا العالم وهناك تواطئ شيطاني بين اصحاب المصالح السياسية الغربية والشرقية وبين مدارس وجامعات ومنابر وكليات ومناهج تدريس وبؤر برعاية مملكة سعودية تسيطر على قارة من اقدس بقاع الارض الاسلامية، مضافا اليها ربع الانتاج النفطي العالمي، لاعداد وانتاج كل الشر الارهابي العالمي فكريا وايدلوجيا ودينيا، ثم وبعد ذالك نقول لماذا لاينتهي الارهاب من العالم! نعم الارهاب اليوم في المنطقة العربية والاسلامية ومن ثم العالمية هو منتج فكر ارهابي وهابي تؤمن له المملكة السعودية القاعدة التي من خلالها ينشر هذه السموم التدميرية باسم الدين والمقدس، والعالم اليوم كما انه طولب بالماضي بالقضاء على الارهاب القاعدي المادي الطلباني والافغاني واللادني بالامس لنشر السلام والمحافظة على الامن الدولي، كذالك هو مطالب اليوم بالوصول الى القاعدةو الجذر والنبع الحقيقي للفكر الارهابي او الممون لهذا الارهاب الخطيرايدلوجيا، وهو ليس بغائب وغامض بل هو مكشوف في مدارس ومنابر وجامعات وكليات ... الفكر الارهابي الوهابي الذي تتبناه الحكومة السعودية جهارا ونهارا، لابل وتوظف له كل امكانيات هذه الارض الاسلامية المقدسة والمليئة بالثروات البترولية والاقتصادية الهائلة لخدمة هذا الفكر وتسهيل نشره بين الشباب ومن ثم ارغامهم بالايمان به باعتباره الوسيلة الوحيدة للدين المقدس، بينما هو في حقيقته نقل للانسان من طبيعته الانسانية السلامية العالمية الى طبيعة التوحش والتفرد وبغض الحضارة والنظر للاخر على اساس انه شيئ يجب ازالته من الوجود فحسب !. أخيرا : ندعو العالم المتحضر بالعموم والعالم الاسلامي بالخصوص بالدفع نحو شنّ حرب عالمية على قاعدة الفكر الارهابية بعدما شنّ حربه المدمرة على قاعدة الارهاب المادية بلا ادنى فائدة، فهذا العالم اليوم مدعو باسم السلام ومن اجل السلم والامن الدوليين باعلان حربه ورفضه لمناهج التفكير التكفيرية الارهابية الوهابية السعودية وكذا جامعات ومدارس ومقررات ومناهج التربية التي تمد روح الارهاب وعقليته وايمانه ونفسيته والتي تقوم برعايته دولة المملكة السعودية هذا اليوم، أما بغير ذالك فلا يحلم العالم البشري بنهاية الارهاب في منطقتنا العربية والاسلامية بالخصوص والعالم البشري بالعموم !.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |