|
الانفتاح على الجماهير سر نجاح العملية الديمقراطية مما لاشك فيه ان عملية تغيير النظام السابق لم تلبي حاجة الجماهير لاسباب عديدة منها الاخلال بالسيادة لمدة طويلة من قبل قوى الاحتلال وتدخل تلك القوات في اهم الملفات ومنها الملفات السياسية والامنية والاقتصادية في الوقت الذي اصبح الشعب رهين سياسات الاحزاب الهزيلة ومشاركة اصحاب المصالح بشتى اشكالهم وصورهم فوقع هذا الشعب ضحية بين سياستي الاحتلال وتللك الاحزاب خلال تلك الفترة. واذ يمر شعبنا بازمات حادة بسبب خطط الاعداء وسياسات الاحزاب الضعيفة وقع العراق اسيرا للطامعين وانكشف زيف الكثيرمن الادعياء الذين لبسوا ثوب الوطنية وابطنوا في انفسهم رغبتهم في السلطة والمال فلاخلاص لمان يعاد النظر في امر الديمقراطية وآلياتها والعمل على تغيير الوجوه التي ثبت انها غير كفوءة وغير قادرة على تحقيق مطالب الجماهير وحماية الثروات وضمان حقوق الانسان. لقد خلقت التكتلات السياسية مجموعة من الصراعات الداخلية على السلطة وعكست رود افعال غير متوازنة لما كان يجري في زمن النظام السابق كرد فعل طبيعي لما وقع عليها من الظلم الذي شاركت فيه الشبكات الدولية وسياسات حكام المنطقة فلم يعد يرى المواطن العراقي اداءا وطنيا صادقا. ان الديمقراطية التي يحتاجها شعبنا العراقي هي الديمقراطية المنفتحة على الجماهير والتي تحقق الخيارات الوطنية وتحافظ على حقوق الشعب، ولن تتحقق الاحلام بتضييع اصوات المواطنين الذين لايثقون اليوم بالمشهد السياسي الهزيل الذي انتقدته المرجعية الرشيدة التي ادانت السلوك غير المنضبط لممثلي الكتل السياسية. ان على قيادات الاحزاب الكبيرة ان تنظر بجدية الى تغيير نوعي في هيكلية احزابها وعلاج الخلل في جهازها الحزبي واعادة تقييم الاعضاء من جديد لترشيد قياداتها واعادة صيغ العمل الحزبي قبل ان يفوت الاوان اذ ليس من السهل ان نعود الجماهير على الشعارات والوعود فقط ولابد من حساب ردة فعل الجماهير التي لابد من اعتماد خيارها وتحقيق رغباتها المشروعة. ان الازمة التي تمر بها البلاد وهي تحاول الخروج من مازق الاحتلال وتحقيق السيادة الكاملة يدعو الى اعتماد الاجماع الوطني في القرارات المصيرية واللجوء الى الخيارات الشعبية المباشرة عن طريق التصويت في القضايا المصيرية وتحقيق الرضا الشعبي الكامل بانتقاء الاكفاء الاوفياء في عملية الانتخابات المقبلة الذين يمكنهم الحفاظ على الثوابت الوطنية وصيانة المصالح العليا للجماهير. ان التجربة الديمقراطية الاخيرة في العراق تمربمرحلة عسيرة وهي بين خيارين.. اما ان تنجح او ان تنحسر فان ارادت خيار النجاح فعليها ان تحسن الاداء وتخرج من دائرة الصراع على السلطة والمغنم وليس لها اي خيار غير الشراكة الحقيقية والتعايش داخل الاسرة العراقية بعيدا عن المزايدات والمساومات التي تجري على حساب المبادئ الوطنية ولابد لممثلي الشعب ان يذوبوا في حب العراق والحفاظ على مصالحه العليا. ان الرغبة الحقيقية الصادقة لانجاز المهمات الوطنية العادلة لاتتحقق الا بنكران الذات وتذكر حساب التاريخ الذي لن يرحم المسيئين ولن يغفر للظالمين. وفي الاخير فاننا اذ نقيم الحالة السياسية داخل العراق لاجل اصلاح العملية الديمقراطية وتحقيق رضا الشعب ندعو الى التمسك بالوحدة الوطنية ونؤكد على جملة من الامور منها: اولا: الاهتمام بمصالح العراق العليا، ورعاية حقوق الجماهير، وتحقيق وحدة المواقف السياسية لممثلي الشعب وبالاتجاه الذي يراعى ويرعى المبادئ والقيم الوطنية . ثانيا: اصلاح الوضع الديمقراطي واعادة النظر في شكل الديمقراطية ومحاولة رسم خطوط جديدة لها. ثالثا: بناء الدولة العراقية على اسس انسانية وتقليص التشعبات السياسية والتكتلات الفائضة داخل البرلمان. رابعا:ضرورة الانفتاح على الجماهير لانها الاهم في عملية بناء الدولة. خامسا: تنشيط الحركة الجماهيرية بالاتجاه الذي يعمل على صيانة العملية الديمقراطية وحماية البلد . واخيرا ندعو الله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراق وشعبه ومرجعياته الدينية ويسدد حكومته من اجل عراق حر مستقل ومزدهر لتحقيق العدل التام ورعاية مصالح الجماهير في جو من السلم والسعادة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |