لماذا التستر على القتلة والمجرمين الذين اغتالوا الكاتب والباحث والمفكر الوطني والشيوعي الشهيد كامل شياع

 

 

جبار العراقي

jabbar.dillaa@inode.at 

** أي هدية تقدمها إلى الموت، يوم يقدم ليقرع بابك؟

آه سأضع أمام زائري كأس حياتي المترعة ولن أدعه يعود فارغ اليدين.

 نعم هذا هو الكاتب والباحث والمفكر الوطني والشيوعي كامل شياع، هكذا تحدى قوى الظلام الإرهابية أعداء الفكر النير والوطني والإنساني.

أن الطلقة التي اخترقت جسد الشهيد كامل شياع المثقف الموسوعي والمناضل الذي قارع النظام الدكتاتوري المقبور الذي مارس الظلم والاضطهاد بحق كل شرائح المجتمع العراقي وخصوصا المثقفين أصحاب الفكر الوطني والإنساني منهم، حيث تم اعتقال البعض منهم من قبل أجهزة الأمن والاستخبارات لنظام البعث الشوفيني المقبور ومورس بحقهم أبشع أنواع التعذيب والقتل داخل السجون وزنزانات التعذيب، أمثال الخضري وعايدة ياسين وصفاء الحافظ وصباح الدرة ومحمد سلمان حسن والعشرات غيرهم .

وإما البعض الأخر منهم ومن ضمنهم الشهيد كامل شياع اضطروا مجبرين لمغادرة العراق الذي تحول إلى ساحة لتصفية وقتل كل من لا يتفق مع سياسة البعث الفاشي، وخصوصا الأساتذة والمفكرين والباحثين والكتاب المثقفين من حملة الأفكار التقدمية والوطنية الرافضين للأفكار الدكتاتورية والفاشية التي كان يمثلها حزب البعث.

وفي بلجيكا الدولة التي أختارها الشهيد كامل شياع كمنفى له حتى عودته للعراق عام ( 2003 ) لم يتوقف لحظة واحدة عن العطاء سواء في المجال الإعلامي أو الفكري والثقافي من خلال هيئة ورئاسة مجلة الثقافة الجديدة، لقد كان صاحب مشروع فكري وثقافي وحضاري وأنساني، حيث كان على علم بأن التركة الثقيلة التي تركها النظام المقبور والتي تمثلت بالخراب الثقافي والفكري والخلقي والاجتماعي الذي طال كل شرائح المجتمع العراقي ليست بالسهلة، وبصفته كاتب ومفكر وباحث وطني وشيوعي وكذلك صاحب مشروع فكري وثقافي وحضاري وأنساني، تحدى كل الخواطر والقوى الإرهابية والظلاميين والمجرمين أعداء الثقافة والفكر الإنساني

وجازف بحياته التي كان يعتبرها ملكا لمشروعة الفكري والثقافي والحضاري والإنساني الذي عمل عليه أكثر من ثلاثين عاما قضاها بالبحوث والكتابة كي يحولها إلى مشروع عملي لبناء الخراب الفكري والثقافي والخلقي والاجتماعي الذي تركة النظام الفاشي المقبور وكان يحلم أيضا بوطن حر وشعب سعيد.

وفي أول أيام السقوط والاحتلال عام ( 2003 ) حملة حقائبه وترك حياة الراحة والاطمئنان في بلجيكا متوجها نحو العراق حيث كان يعلم بأنه متوجه إلى بلد يقتل فيه العالم والمفكر والمبدع وكل من يحمل بذرة المحبة لهذا الوطن والشعب الجريح الذي عانى ما لا يتحمله العقل على يد أبشع وأشرس أعداء الكلمة الحرة والإنسانية طيلة خمسة وثلاثين عاما على يد نظام دكتاتوري وإرهابي نظام يفتقد لكل القيم الإنسانية والخلقية بلد كانت الذئاب والوحوش المفترسة التي تمثلت بما تبقى من أزلام النظام المقبور والقوى الظلامية والإرهابية وكذلك المليشيات المسلحة التي كانت تابعة للأحزاب الطائفية الحاكمة والتي كانت تحلل وتحرم ما يعجبها حيث كان سلاح كل هؤلاء الذئاب والوحوش المفترسة موجة ضد كل من يحمل مشروع ثقافي ووطني وحضاري وإنساني يسعى لبناء مجتمع زاهر ومثقف ومتعلم مجتمع يحكمه العلم والوعي والأخلاق وليس المجرمين.

هذا هو الشهيد الباحث والمفكر والوطني والشيوعي كامل شياع الذي وهب حياته لخدمة الوطن والإنسانية حتى في استشهاده كان شامخا كالنخيل تموت وهي واقفة لم يوطئ رأسه للمجرمين القتلة الذين لا زالوا يمرحون وطلقاء وأحرار بانتظار أي أشارة أخرى من مسئوليهم تأمرهم بتصفية مفكر ومثقف ووطني أخر.

أنا هنا اسأل أين هي لجان التحقيق بقضية اغتيال كامل شياع لماذا هذا السكوت هل يوجد مسئول في الدولة له اليد بجريمة الاغتيال حتى لو كان أحد المتهمين مسئول فلماذا لم يكشف ويقدم للقضاء كي ويحاكم وينال جزائه  على جريمته، هنا قضية تثير شكوكي وتساؤلاتي إلا وهي لماذا تم التعرف وكشف قتلت ( العكيلي ) نائب التيار الصدري في البرلمان خلال أسبوع على ما أعتقد؟؟؟

كامل شياع لم يمت ولم يرحل عنى أنه في ضمائرنا ووجداننا يعيش.

** الفيلسوف وشاعر الحب والجمال (رابندرانات طاغور) شاعر الهند العظيم.  

   العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com