الشعب العراقي يستعيد رأيه المُغيّب

 

محسن الكاظمي

lpeiraq@gmail.com

بعد كل ممارسة من ممارسات العملية السياسية في العراق لا سيما ما يخص القضايا الوطنية الكبرى تفرز الأمواج المتلاطمة الزَبَدَ واللؤلؤ وغير ذلك كلا على حدة ولا تعرف تلك الأمواج مجاملات في عملها لأن عملها (أوتوماتيكي) كما هو عمل أمواج البحر الحقيقية.

وخلال الحكومات المتعاقبة في عراق ما بعد 2003 فإن قلة من السياسيين من يتذكر أن هناك شعبا يجب احترام رأيه، فضلا عن إن من يدعون تمثيل الشعب العراقي لا يمثلون بالتأكيد كافة الشعب إذ أن أعداد منه لم تشارك أصلا في العملية السياسية فمنها من التزم الصمت ومنها من كان معارضا، فكيف يكون لهؤلاء ممثل في مجلس النواب أو الحكومة؟.

كما أن ممثلي الشعب الذين تم انتخابهم فعلا من قبل الشعب الذي تحمل مخاطر جمة في سبيل الوصول الى صناديق الاقتراع، لم يحترم أولئك (الممثلون) رأيه ولم يرجعوا إليه في المسائل المصيرية فضلا عن المسائل الأقل خطورة.

واليوم كسابقاته حيث لم يُرجع إلى الشعب في قضية هي تقرير للمصير هي مسألة حياة أو موت، وكان صوت الشعب ينطلق ولا يرجع صداه لأنه يصطدم بأجسام ماصة للصوت وليست عاكسة، إنها آذان الدكتاتورية المتعددة الجديدة في العراق.

نعم نستطيع القول إن الاستفتاء على الاتفاقية بعد ستة أشهر من التوقيع أعاد للشعب كلمته ووضع زمام الرفض أو القبول بيده لكن الاستفتاء حقه والقضية تمثل مصيره ولا أحد متفضل عليه لكن لا مانع أن نقول (شكرا) من باب الأدب ليس أكثر لمن ساهم في إرجاع حقه المغيب.

وهناك شيء آخر أود التعريج عليه في مقالتي هذه يتعلق بسمعة الشعب العراقي التي هي من مسؤولية أولئك القادة أيضا. فمن يسافر خارج أسوار الوطن اليوم لا يجد ذلك الصدى الطيب والسمعة المثلى التي كان يتمتع بها العراقيون في أي جزء من أجزاء العالم حيث شرع كثير من أولئك بتمريغ سمعة العراق وشعب العراق في التراب بقصد أو بدون قصد وتصدى لتمثيل العراق وقول كلمة من مثل (أبناء شعبي !) كل من هبّ ودبّ، وضاعت المعايير والمقاييس في تقرير من يصلح لهذا المنصب ومن ينفع لذاك.كل هذه الأسباب وغيرها أدت إلى عكس صورة مشوّهة عن الشعب العراقي الأبي، فضلا عن الأجندات التخريبية التي لعبت في ساحته ألعابا ظاهرها البراءة والعمل السياسي والديمقراطي وباطنها المكر والتخريب وبث الطائفية إلى أن وصل حاله إلى ما وصل إليه وليست هي الحقيقة بالتأكيد.

يوم الاستفتاء قادم وإن غدا لناظره قريب وسنقول كلمتنا وسنسعى جاهدين لإيصال صورتنا الحقيقية للعالم أجمع بأننا شعب أرفع وأسمى مما يدعون، شعب واعٍ يعرف ماذا يراد منه وماذا يريد.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com