الاستفتاء الشعبي بين الحقيقة والوهم

 

 

محسن المطراوي

muhsinm001@gmail.com 

الاتفاقية الأمنية هي اتفاق بين دولتين وشعبين يمس حياة المواطن في الصميم لما تنطوي عليه من مسائل اقتصادية وسياسية وفي مجالات الأمن والعلوم والبيئة وغيرها، فيها ملامح كثيرة عن المستقبل فلا بد من إقرار الشعب لها وتقييم جدواها ومدى ما يمكن أن تحققه في تحسين ظروف حياته.

سنوات مرت على العراق يتنقل فيها العراقيون الأباة من سيء الى أسوأ وللأسف الجميع يتفرج على معاناتنا ويتاجر بقضيتنا ومنهم من أحكم الحصار إمعانا.

وتنكيلا بنا ولم تزل يد الخير العراقي تنهل عليهم عطاء وكرما.

وسط هذا الأذى وسوء الحال يثقل الاحتلال هموما أخرى عليهم في مسعى لتشويه المقاومة فيتحول الكفاح والمقاومة الى مفخخات وعبوات ناسفة والى تمزق طائفي والى أجندات وأوراق ضغط متبادلة من هذا الطرف أو ذاك ولا أحد يلتفت الى هذا الشعب ولو بكلمة تلامس أحزانه وجراحه فتكون الباسم الشافي.شرعوا لنا دستورا لا يصلح لنا منهجا لاخراجنا مما نحن فيه فأسهم هو الآخر في شق صفوفنا وبقي التعديل حلما يراودنا.

(الاستفتاء الشعبي سيوحد العراقيين بعد فرقة ويجمعهم بعد شتات) نعم نحن نريد الوحدة ولم الشمل ونريد مناسبة تجمعنا فنعيد النظر ونستذكر الآلام المشتركة ونستذكر قوتنا وعزنا ووحدتنا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا...

فالاستفتاء والحال هذه يعد هدية من السماء فيها نتوحد وفيها نختبر الوعود التي جاءت بها الديمقراطية!!! ووعود الإصلاح السياسي التي تطول قائمتها لتشمل كل المطبات التي أسهمت في ترسيخ الخلل والقصور وتعمل على نصب ميزان العدل والإنصاف.

 والاستفتاء الشعبي هو أحد مبررات المادة الثلاثون من الاتفاقية الأمنية والشعب سيكون القيم على استمرار الاتفاقية أو إيقاف العمل بها، وبعد الاستفتاء ستقوم الحكومة الوطنية وبناء على رغبة الشعب في ذلك بتطبيق الفقرة (3) من المادة الثلاثون وفي حال رفض الشعب لها تقدم إخطارا خطيا الى الجانب الأمريكي بإنهاء العمل بالاتفاق بناء على الرغبة الشعبية في ذلك وتكون الاتفاقية لاغية بعد مرور سنة واحدة على الاستفتاء. فأي وهم تتحدث عنه الدوائر المغرضة والمتربصة!.

هذه هي إرادة الشعب هذه هي إرادة الجياع والمشردين هذه كلمتهم الفصل بعد رحلة طويلة من المعاناة وبعد 7 شهور من اختبار النوايا إن كانت مفيدة قبلناها وإن زادت في الطين بله محقناها ورفضناها.

الاستفتاء الشعبي احتكام لقول الحق سبحانه وتعالى " وأمرهم شورى بينهم" وممارسة ديمقراطية وحضارية تستحق الثناء والتقدير والدعم والتأييد وإن غدا لناظره قريب. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com