|
أحداث مومباي الإرهابية .. تداعيات الزلزال العراقي
سهيل احمد بهجت أحداث مومباي الإرهابية... تداعيات الزلزال العراقي سهيل أحمد بهجت يهمنا ونحن نتابع كيف أن الإرهاب السلفي السعودي يتصاعد هنا وهناك، إلى تلك العقلية النرجسية التي يقوم بصياغتها مجموعة "مفكرين" عرب ومسلمين والتي تركز على الدوام على النظر في عيوب الآخرين، يهود، نصارى، بوذيون وهندوس وغيرهم، بينما هم بالمقابل ينزهون الذات "المـسلمة" وكل ما هوإسلامي، فالدولة الإسلامية "الإمبريالية الكولونيالية الإسلامية" توسعت عبر الرحمة والسلام ويزيد لم يذبح حسينا ولا أحدا من معارضيه والعباسيون فازوا في انتخابات "ديمقراطية" ليهاجر الأمويون سلميا إلى أرض أخرى.. وهكذا نجد سلسلة طويلة من الأكاذيب والخرافات، بل إنني أذكر وأنا صغير حينما كنت أقارن بين كتب التاريخ "المنهجية الرسمية" أيام البعث وبين كتب التاريخ فأجد كيف أن المنهج الحكومي يصر على "تزوير" و"تحريف" التاريخ وإظهاره على غير حقيقته مما يصيب – الأنـا – المسلمة والقومية بمزيد من التقيح والانتفاخ المرضي المزمن. إن الغرب سارع إلى التطور حينما قام بحملة نقد ضخمة للذات وفتح أبواب النقد وبدون قيد وشرط ليتجاوز الإنسان الغربي كل الآفات والأخطاء والجرائم التي ارتكبت تحت شعارات الدين والقومية، بينما حكوماتنا ـ عدى الحكومة في العراق الجديد ـ تنتهج منهجا تحريفيا لتجميل السلطة وإظهارها وكأنها "ظل الله في الأرض"، وطبيعي أن أي دولة تنتهج نهجا كهذا كستنتج وبالتعاون مع طبقة الوعاظ والملالي المحترفين للكذب، أجيالا من الإرهابيين والقتلة والمنتحرين. وبعد أن تلقى الإرهاب والإرهابيون ضربات ساحقة ماحقة على يد أبطال العراق من قوات أمنية وصحوات وقوات التحالف الصديقة، راح الإرهاب السعودي يحاول البحث عن مناطق أخرى من العالم ليضرب فيها كالهند (ما حصل في مومباي مؤخرا) وباكستان والصومال، والحقيقة هي أن الحرب ضد الإرهاب ليست بحرب هينة وقصيرة وذات جبهة محددة نستطيع أن نلقي عليها اهتمامنا عبر الإعلام ومصادر المعلومات، هذه الحرب ستستغرق عشرات السنين بل ربما أجيالا، ونحن كعراقيين يجب أن نرسخ في بلدنا الثقافة الديمقراطية الإنسانية كي نستطيع هزيمة ثقافة القتل والكراهية وإلغاء الآخر. إن الإسلام النفطي السعودي يجد لنفسه مناطق شاسعة لينتشر فيها وذلك عندما يجد بيئة مليئة بالفقر والجهل والعرف العشائري وأعراف وعادات القتل والتناحر، لذلك نجد أن تنظيم القاعدة والإخوان ومثيلاتها تهيمن في الدول المنهارة والمدمرة كأفغاتستان وباكستان ـ لا أدري ما الرابط المستمر بين الإرهاب وستان هذه؟ ـ والصومال (صومـالستان)!! بالتالي فإن مواجهة الإرهاب لا يمكن أن تتم بالسلاح فقط، بل أيضا بحملات للإنعاش الاقتصادي والتوعية الثقافية ونشر ثقافة الحياة والشعور الفردي للإنسان. صحيح أن الفقر والمعاناة كانت دوما مرتعا وبيئة مناسبة لنموالتطرف، ولكن لا يمكن أن يتخذ البعض هذا الأمر كذريعة لتبرير الإرهاب، لكن الفقر هوسبب من ضمن قائمة طويلة من الأسباب مع ملاحظة أن عددا كبيرا من الإرهابيين ينتمون إلى عوائل غنية ومن أبرزهم زعيم تنظيم القاعدة بن لادن، إن الدكتاتورية والاستبداد تمثل سببا وركنا أساسيا آخر لتنامي ظاهرة الإرهاب كنوع من التعبير، ففي السعودية نجد أن السلطة تمارس أبشع أنواع الاضطهاد الفكري والنفسي ومنع الاطلاع الثقافي وترسيخ عقيدة (الفرقة المنصورة الناجية) التي تحولت الآن إلى كابوس عالمي، ولهذا فإن على العراق أن يكون حذرا من التعامل مع الدول ذات الطابع الطائفي الدكتاتوري الذي يرمي دوما إلى إيذاء الغير وعبادة الذات.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |