|
في زمن الديمقراطية .. السعادة علبة شوكلاته!
منذ بدايات القرن التاسع عشر الميلادي في بلادنا العربية والاسلامية توالت علينا سُلط سياسية مؤدلجة مرّة بالقومية وبعدها بالاشتراكية و بالشيوعية الماركسيا وكثيرا منها بالملكية .... وهكذا حتى يومنا هذا، وبعد التي واللتيا تخلص العقل العربي والاسلامي من كل الايمان بهذا التاريخ المثقل بالدكتاتورية والمتعب بسادية تعذيب البشر وامتهان كرامة الانسان، لننتقل واخيرا الى الجنّة التي رسمتها هوليود السينمائية عن الحلم الرأسمالي الليبرالي الديمقراطي الغربي والامريكي بالخصوص لنعيش أخيرا حلم الديمقراطية وحقوق الانسان والرفاهية الاقتصادية والحرية الفردية والانتخابات السياسية ...... وهلم جرّا !. ولكن وقبل حتى ان نتمتع قليلا بهذه الديمقراطية الرأسمالية الغربية صدمنا بكميات هائلة من المتناقضات الليبرالية التي كنا نفهمنا بعقل الجائع الذي يحلم برغيف خبز، او بعقلية الظمآن الذي يرى كل سراب بحرا من المياه المدنية العذبة، ويفهمها الاخر الغربي بعقل آخر وهي تزحف لتطبّق في بلداننا وعلى شعوبنا العربية والاسلامية المسكينة، وأول هذا الفهم المعوّج الذي كنّا نفهمه حول الديمقراطية الراسمالية انها على اساس مشروع الحرية والاستقلال للاوطان، وكرامة وشعور بالانسان، وتقرير مصير وندية بين البلدان !. مير أن اول يوم من تطبيق هذه الرأسمالية الليبرالية الديمقراطية في اوطاننا بانت الخدعة وظهر العوار وسقطت الاصباغ من على وجه العجوز الشمطاء المتصابية التي ارادت ان تبدو عروس الجنة فبدت على انها ساحرة تركب مكنسة مع اسنانها المتهالكة من تدخين المارلبورو الامريكي، واذا نحن امام كونديليزا رايس في ليلة العرس التي انطفأت فيها الشموع الانوار !؟. فادركنا عندها ان لزمن الديمقراطية معنى غربي مختلف جدا عن ما كنا نعتقده !. في زمن الديمقراطية ليس المهم ان تحصل على خبز لاطفالك للعشاء بقدر ماهي السعادة في دعاية الشوكلاته على قناة فضائية ؟. في زمن الديمقراطية ليس المهم السيادة للاوطان بقدر ماهي مشاهدة برنامج عن المخنثين وحقوقهم الجنسية الضائعة في بلدان العربان !. في زمن الديمقراطية ليس المهم ان يكون للوطن صناعة وسلاح ودفاع بقدر ماهو دعم لراقصة ليلية باسم الدعم للفن والابداع !. في زمن الديمقراطية ليس المهم ان تملك بيتا مادام الكمبيوتر قادر على صناعة الصور وعرضها على اساس انها حقيقة الميدان !. في زمن الديمقراطية لابأس ان تكون عاطلا وبلا عمل مادام هناك شطائر البيزا وعليه كثير من الجبن في الافران !. في زمن الديمقراطية ليس المهم ان نأخذ صورة للاحياء الفقيرة مادام للقرى السياحية الف شاطئ وشاطئ وساحة للعريان !. في زمن الديمقراطية ليس المهم ان تشعر باخيك في العنوان مادام هناك حرية الشخص الفردية اساس الاديان !. في زمن الديمقراطية لايهم ان يقتل مليون انسان وحيوان مادامت مؤتمرات السلام تقرع اجراسها واصواتها بدلا من الاذان !. في زمن الديمقراطية لاتعني الكثير الاخلاق ولا مشاعر الوجدان مادام في كل ليلة هناك مسكنات روحية متوفرة في حانات الشارع والحواري في كل مكان !. في زمن الديمقراطية يكفي ان تأكل فقرة اعلانية عن دجاج كنتكي الغالية الاثمان، ويكفي ان تركب الشيفروليت والفورد من على قناة النسوان !. في زمن الديمقراطية ليس من الضروري ان تصنع عائلة وتكون لك أقران مادام كلب مهجن راسه راس خنفساء ورجليه ارجل حصان يغني الصوت والحس في البيت ويخيف الجيران !. في زمن الديمقراطية ليس من الضروري ان تكون مثقفا وكثير القراءة والكتب مادام هناك سهرة ليلية يتحدث فيها عمر باروكة عن نضاله في مكوى القمصان !. في زمن الديمقراطية ليس المهم ان يكون الحلم العربي تقنية ودفاع وقوّة ومصانع وجيش مادامت نانسي عجرم غنت للاحلام !. في زمن الديمقراطية ليس المهم القائد المبدع والشعب المتطلّع اذا كان يكفي مجلة اباحية وشامبوا سانسلك لتسريح الشعر وتسليك المجاري وتفريش الاسنان !. في زمن الديمقراطية ليس المهم اتعاب العقل في التفكير والاستماع لكل مايقال، مادام كل انواع الامراض والارهاب من عمل العقل والتفكير والمآسي والاحزان!. في زمن الديمقراطية اكبر حقيقة ينبغي على الانسان ان يؤمن بها هي ( الكذبة الجميلة ) التي لايكتشفها المصدّق بها الا بعد فوات الاوان!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |