البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السياسية .. الحلقة الاولى

 

د. مؤيد الحسيني العابد/ أستاذ جامعي

متخصص بالعلوم التقنية (الفيزياء النووية)

mouaiyad@hotmail.com

ربما يكون من الضروري ان يتم التطرق الى برنامج نووي مثل البرنامج النووي الايراني لسبب مهم هوأنّه لم يسبق لاي برنامج ان يأخذ هذا الاهتمام الاعلامي على المستويات كافّة.. ومن الضروري ايضاً أن يتمّ التطرق الى هذا البرنامج بشيء من الحرفية والعلمية متجرّداً عن كلّ التأثير الاعلامي والتأثير السياسي والعوامل الاخرى التي تؤثّر على عملية التحليل العلمي الى درجة ما! خاصة فيما يتعلق الامر بالتأثير الايراني على الوضع العراقي بكلّ حيثياته..

في خضم الارهاصات التي تثار بين الفينة والاخرى حول البرنامج النووي الايراني تظهر التخبطات الاعلامية حول هذا البرنامج بشتى الصور التي تثير شجون الكثير من الناس وخاصة المتخصص منهم. لذا وجب تسليط الضوء بشكل كبير حول هذا البرنامج.. لكنني أرى من المهم أن نستوعب العديد من المسمّيات والمصطلحات علاوة على البعض من السّرد العلمي الذي أرجو أن لا يكون مملّاً للعامة لكنّما الضرورة الملحّة!
وجب التطرق الى عدد من الامور المهمة التي ارى من الضروري ان اسلط الضوء عليها قبل الولوج الى الموضوع الاساس (كما قلت):

اولا: ان المصطلحات التي باتت متداولة هذه الايام هي عديدة وقد اثارت العديد من التساؤلات منها هل هذه المصطلحات هي حكر على المتخصص ام ماذا ؟ وهل من حق العامة ان يفهموا ما المقصود بها؟

ثانيا:هناك العديد من الامور الواجب التطرق لها لتوضيح البرنامج النووي الايراني وكل برنامج نووي: من هذه المصطلحات البرنامج النووي نفسه! ما المقصود به؟ ما المقصود بدورة الوقود النووي؟ ما المقصود بعملية تخصيب اليورانيوم؟ ما المقصود بعملية الطرد المركزي؟

ثالثا: هل امتلكت ايران الاسلحة النووية بالفعل ام لا؟ هل لديها الامكانية للحصول على الاسلحة النووية؟ ما هو قرارها السياسي في ذلك؟ بل ما المقصود ب( ناتانز) التي اصبحت من الاسماء التي تثار حولها العديد من الشكوك؟و ما هي محطة بوشهر؟

رابعا:هل السلاح النووي هو فقط ذلك الذي القي على اليابان في عام 1945 ام هناك اسلحة اخرى تعد من الاسلحة التدميرية وهي بعيدة عن ذلك التأثير الآني؟
خامسا: هل للمنطقة ( اقصد منطقة الشرق الاوسط ) الحق في التسابق على امتلاك البرامج النووية؟ ما مدى امكانية الدول الفقيرة كالاردن او مصر على الدخول الى حلبة التسابق في هذا الاطار؟

سادسا: ما المقصود بدول النادي النووي؟ وهل يحق لايران او غيرها الدخول الى ذلك النادي؟

سابعا: ما هو مستقبل ايران مع الوضع الحالي في الاطار العلمي وهل لديها الامكانية في الاعتماد على نفسها في هذا البرنامج؟

اسئلة كثيرة يمكن اثارتها في هذا البحث الا انني احاول التطرق الى اهم هذه الاسئلة واحاول الاجابة عليها قدر الامكان. وقبل الولوج في الموضوع ادعو من يرغب في متابعة خارطة المنشآت النووية الايرانية ان يدخل الى المواقع العديدة التي تشير الى هذا. ويضع الخارطة امامه لكي يتابع معي ما اريد توضيحه(ومنها):

http://ccablog.blogspot.com/2006/02/nuclear-map-of-iran.html

ثامنا: تخطّط ايران لتوليد 6000 ميغاواط من الكهرباء بمحطات الطاقة النووية بعام2010. ابتداء من الطاقة في عام 2006 أي ان ايران تريد بناء المزيد من المفاعلات التي تنتج الطاقة الكهربائية.

إنّ العالم في وسط أزمة نووية ليس لها علاقة بإيران أو كوريا الشمالية، لكن فيها الكثيرمما يتعلق بإحياء صناعة الصراعات المستديمة التي تتغير تبعاً للغاية التي يريد منها المتصارع ان يصل الى غاياته والتي تتغير وفق الزمان والمكان. وهذه المرة صراع من النوع الذي تتشابك فيه العديد من العوامل، هذا الصراع يمكن لنا ان نسميه بالصراع النووي الذي ابتدأته الدول النووية التي تسعى الى السيطرة على مصادر وتكنولوجيا الطاقة النووية. والصراع الذي تقوده الولايات المتحدة هذه المرة ضد ايران الدولة الاسيوية والنفطية والتي بلغت من القوة بنواحيها العديدة الى ان تعتقد الولايات المتحدة ان هذه الدولة تقود حملة ارهاب ضد مصالحها في المنطقة بل في العالم !! لذا فان الازمة التي تثار حول البرنامج النووي الايراني انما هي ازمة عالمية على مستوى الطاقة النووية عموماً. وان الازمة هي ازمة الطاقة النووية في العديد من البلدان النووية المهمة كالصين وكوريا الشمالية والهند وباكستان وغيرها. لكن الشكوك تثار حول البرامح النووية التي تتبناها دول الانتاج النفطي حيث ان هذه الدول تمتلك من الاحتياطي الشيء الكثير مما يجعل الأخر في دوامة الشك المستمر. لكن الشيء الذي يخفى هو الجانب الاهم في الموضوع. حيث ان الطاقة النووية ليست فقط لانتاجها للغاية المعروفة بل لابحاث تتجاوز ما ذكرنا. وامر الاهتمام بالطاقة النووية من قبل دول الانتاج النفطي بدأت بالصين التي امتلكت من إحتياطيات الطاقة النفطية الشيء الكثير وقد كانت مصدراً صافياً ومهماً للنفط لكنها حالياً من الدول التي تستورد النفط من جارتها روسيا الاتحادية بعد ان اعتمدت لفترة معينة على طاقة الفحم الذي تشتكي منه عشرات الدول لما يسببه من مشاكل للبيئة مما حتّم على الصين ان تنتقل الى عدة مصادر للطاقة منها الطاقة المائية وطاقة الرياح ثم الطاقة النووية التي وجدت فيها الفائدة الكبرى في الحصول على الطاقة العالية والمستمرة. حتى وصل الامر بالصين ان تفكر في البناء المتعدد للمحطات الكهرونووية حيث أعلنت الحكومة الصينية خطّة لبناء بحدود 30 مفاعلاً نووياً جديداً حتى العام 2020. وقد أثار هذا التحول الصيني المستمر في الطاقة المثير من القلق للولايات المتحدة الامريكية. ولا يخفى ما تتصف به العلاقات الصينية الكورية الشمالية من تطور مصيري على المستوى الفكري والسياسي فالضغط على الصين قد تحول الى الضغط المستمر على كوريا الشمالية وبالفعل بين التهديد الاقتصادي والترغيب بعدد من العوامل قد رضخت كوريا الى جل المطالب الامريكية. والضغط الجديد الذي تتبناه الولايات المتحدة الامريكية هو ضغط مركّب ان صحّ التعبير على دولة اخرى من دول التحالف النووي! وهي ايران.

وابدأ اولا بالسؤال الاول للاجابة عليه:

بالنظر لما يتمتع به العالم من تقدم في المجالات كافة اصبح من المحتّم الاتصال بالمعلومة من السهولة بمكان ان يستطيع الانسان ان يصل اليها ووجب على المتخصص ان يدلي بدلوه في هذه الحالة لعدم حصول التباس حول هذه المفاهيم عموما. بل ومن حق العامة على المتخصص ان يوضح بالاسلوب الذي يوصل المعلومة الجاهزة له حتما. ومن هنا تاتي محاضراتنا وشروحاتنا التي ابتدأتها منذ العام 1995 والى الآن كلما امكن ذلك.

جواب السؤال الثاني:

المقصود بالبرنامج النووي عموما هو ما يرتبط بخطة العمل للحصول على الطاقة النووية من خلال المواد التي يكون فيها الوقود النووي قد مر بسلسلة الاجراءات التي تبتديء بتعيين المكان للمنجم الذي يستخرج منه اليورانيوم ليمر بدورة الوقود النووي الى دخوله المفاعل وخروجه كنفايات نووية واعادة دورة الوقود الى ان ينتهي من فعاليته بشكل كبير.

اليورانيوم فلز مشع أبيض فضي اللون رمزه الكيميائي U وهو مصدر الطاقة المستخدمة في توليد الطاقة الكهربائية في كل محطات القدرة النووية التجارية الكبيرة فبإمكان قطعة من اليورانيوم في حجم كرة المضرب إطلاق كمية من الطاقة تساوي كمية الطاقة التي تطلقها حمولة من الفحم الحجري يبلغ وزنها ثلاثة ملايين ضعف وزن قطعة اليورانيوم

وينتج اليورانيوم أيضًا الانفجارات الهائلة لبعض الأسلحة النووية.واليورانيوم هو أثقل عنصر موجود في الطبيعة و هو ثاني أثقل عنصر مستقر بعد البلوتونيوم

قد يتصور البعض عند الحديث عن اليورانيوم بان استخدامه فقط في الاسلحة النووية والصحيح ان هذا النظير متعدد الاستخدامات حيث يستخدم في عدد من التطبيقات فهو يستخدم في البوصلات الدوارة في الطائرات لحفظ توازن الجنيحات وغيرها من سطوح التحكم وفي المركبات الفضائية. ويستخدم اليورانيوم أيضًا لتحديد أعمار الصخور والمياه الجوفية وترسبات أحد أشكال الحجر الجيري في المواقع الأثرية ونسبة تواجده في الطبيعه

إنّ لليورانيوم دورة وقود معقّدة لا كالمعادن الاخرى مثل الفحم والغاز الطبيعي, حيث أنّ اليورانيوم له دورة تسمى دورة الوقود النووي الذي يمرّ بعدة خطوات في هذه الدورة. خطوات التعدين والطحن والتحويل والاغناء والتصنيع لذلك الوقود وهذه الخطوات يطلق عليها بالدورة(أنظر الشكل أدناه):

http://www.uraniumsa.org/fuel_cycle/nfcycle.htm

تبتديء عملية دورة الوقود النووي من استخراج اليورانيوم كخام من باطن الارض  الى عملية الطحن: القطع المفتوح, الطحن في موقعه الاصلي, والطحن في باطن الارض

إنّ اليورانيوم المستخرج من باطن الارض وبالتحديد في قشرتها لا يكون قابلاَ للاستعمال بصورة مباشرة إنما يجب أن يمرّ بسلسلة من العمليات التي تجعله في طور الاستخدام، وأنّ المعالجة المتعددة يجب أن تنفّذ لزيادة تركيز النظائر المشعة الانشطارية ففي حالة اليورانيوم يتم تركيزه بزيادة تركيز اليورانيوم 235 في اليورانيوم 238 لكي يكون الناتج كفوءً لتوليد الطاقة اللازمة حينذاك لتوليد الكهرباء أو لاغراض أخرى.

وعندما يصبح اليورانيوم وقوداَ مستهلكاَ تضاف الى هذه الخطوات خطوات أخرى إذا ما أريد لهذا الوقود الاستخدام لاغراض إنتاج الكهرباء. وهذه الخطوات هي الخزن المؤقت وإعادة المعالجة ثم التخلّص من النفايات.

إنّ إنتاج اليورانيوم كوقود نووي ينطوي على عدة خطوات:

تحمل الشاحنات خام اليورانيوم من المنجم إلى وحدات المعالجة وهناك تنتج ركازة يورانيوم تسمى الكعك الأصفر وبعد عدد من المعالجات يضغط اليورانيوم إلى كريات يورانيوم.

ما هو هذا اللغز العجيب في هذا العنصر الثقيل الذي تكمن فيه هذه الطاقة وهذه المواصفات؟

اكتشف الكيميائي الألماني مارتن كلابروث اليورانيوم في عام 1789م حيث وجده في البتشبلند، وهو معدن داكن، أسود مزرق اللون وقد سمى كلابروث اليورانيوم على اسم كوكب أورانوس الذي كان قد اكتشف في عام 1781م وفي عام 1841م فصل الكيميائي الفرنسي يوجين بليجو اليورانيوم النقي من البتشبلند.

يوجد اليورانيوم أساسًا في الصخور ولكن بتركيزات منخفضة جدًا ففي المتوسط يوجد 26 رطلاً فقط من اليورانيوم في كل مليون رطل من القشرة الأرضية ويوجد اليورانيوم بتركيزات أقل من ذلك في الأنهار والبحيرات والمحيطات وغيرها من الأجسام المائية حيث يوجد ما بين 0,1 رطل و10 أرطال من اليورانيوم في كل بليون رطل من الماء بما تحتويه من مواد محتوية على اليورانيوم. يوجد اليورانيوم في معظم القارات حيث تمتلك الولايات المتحدة أكبر الرواسب تليها كندا ثم أستراليا ولا تتوفر معلومات عن رواسب اليورانيوم في بعض الأقطار(يوجد بكميات قليلة في بعض مناطق العراق ككردستان العراق وفي مناطق اخرى ولا فائدة من استخراجه بسبب التكلفة التي تكون اكثر مما لو يستورد من الخارج).
المصدر الأساسي لليورانيوم هو اليورانينيت ومن أهم أنواعه البتشبلند الذي اكتشف فيه اليورانيوم لأول مرة ومن الخامات الرئيسية الأخرى اليورانوفان والكوفينيت والكارنوتيت وقد يحتوي الحجر الجيري والطفل والفوسفات على ترسبات قيمة من خامات اليورانيوم بينما يحتوي الجرانيت عادة على كميات قليلة من اليورانيوم وفي نهاية تسعينيات القرن العشرين بلغ إجمالي وزن اليورانيوم القابل للتعدين بتكاليف معقولة حوالي 2,700,000 طن متري ويبلغ إنتاج العالم السنوي من اليورانيوم حوالي 35,000 طن متري وتأتي كندا في مقدمة الدول المنتجة لليورانيوم في العالم(كما قلنا بالاضافة الى الولايات المتحدة) حيث تنتج منطقة ساسكاتشوان أكثر من نصف ما تنتجه كندا من اليورانيوم.

يوجد اليورانيوم في الطبيعة في ثلاثة نظائر (أشكال) عددها الذري (عدد البروتونات في النواة) 92 ولكل من هذه النظائر عدد مختلف من النيوترونات ولذلك تختلف هذه النظائر في العدد الكتلي الذري (مجموع عدد البروتونات والنيوترونات في النواة) ويحتوي أخف هذه النظائر على 92 بروتونًا و142 نيوترونًا بعدد إجمالي قدره 234 من الجسيمات النووية ويسمى هذا النظير اليورانيوم 234 والنظيران الطبيعيان الآخران لليورانيوم هما اليورانيوم 235 واليورانيوم 238 ويحتويان على 143 نيوترونًا و146 نيوترونًا على التوالي ويشكل اليورانيوم 238 حوالي 99,28% من إجمالي اليورانيوم الطبيعي بينما يمثل اليورانيوم 235 حوالي 0,71% واليورانيوم 234 حوالي 0,006% ويعرف اليورانيوم 238 باليورانيوم المستنفد أو الخامد أو المنضّب واليورانيوم 235 هو النظير الطبيعي الوحيد الذي يمكن إخضاع نواته لعملية الانشطار أي الانشقاق إلى نصفين وتنطلق عن عملية الانشطار الطاقة النووية المستخدمة في محطات القدرة وفي الأسلحة.

الوزن الذري لليورانيوم 238,0289 وكثافته عند 25°م = 19,05جم لكل سنتيمتر مكعب وينصهر اليورانيوم عند 1,132°م ويغلي عند 3,818°م وهو ينتمي إلى مجموعة العناصر المسماة سلسلة الأكتينيدات يتحد اليورانيوم بسهولة مع العناصر الأخرى ويوجد في الطبيعة عادة مكونًا مركبات مع الأكسجين وفي معظم المياه السطحية والجوفية يوجد اليورانيوم في شكل أكسيد أو كربونات أو فوسفات أو فلوريد أو كبريتات وبالإضافة إلى ذلك يتفاعل اليورانيوم مع الأحماض مكونًا مركبات تسمى أملاح اليورانيل وكل مركبات اليورانيوم عالية السمية

كل نظائر اليورانيوم مشعة حيث تنحل نوى ذراتها مطلقةجسيمات وطاقة. وخاصة جسيمات ألفا وجسيمات بيتا وأشعة غاما وعندما ينحل النظير يتحول إلى نظير آخر وبحدوث سلسلة من الانحلالات يتحول اليورانيوم في النهاية إلى نظير للرصاص غير مشع ويقيس العلماء معدل إشعاع أي نظير على أساس عمره النصفي أي الفترة الزمنية التي يتبقى بعدها نصف عدد النوى المكونة لعينة من النظير. ولنظائر اليورانيوم أعمار نصفية طويلة فالعمر النصفي لليورانيوم 238 يبلغ حوالي 4,5 بليون عام ولليورانيوم 235 حوالي 700 مليون عام ولليورانيوم 234 حوالي 250,000 عام ويعتقد أن جزءًا كبيرًا من حرارة باطن الأرض ينتج عن الإشعاع الصادر عن اليورانيوم.

ينشطر اليورانيوم 235 إلى شظيتين عند قصفه بنيوترون وتنطلق عن ذلك طاقة كما ينطلق نيوترونان أو أكثر وتسبب هذه النيوترونات بدورها انشطار نوى أخرى مطلقة أيضًا طاقة ونيوترونات وتحت ظروف معينة يمكن لهذه العملية أن تستمر في سلسلة من الانشطارات ذاتية الاستمرار تسمى التفاعل المتسلسل. ولا تنشطر نواة اليورانيوم 238 عند قصفها بنيوترون إلا نادرًا وذلك لأنها عادة تمتص النيوترونات التي تصطدم بها.

يمر اليورانيوم بعدة عمليات ليكون بالشكل الذي يكون فيه وقودا او مهيئا ليكون وقودا في المفاعل النووي.

يتبع...

   العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com