|
الحـرة .. من خان الأمانة؟ سهيل احمد بهجت للإعلام دور كبير وأساسي في حرب الإرهاب والقضاء على ظواهر العنف والاضطهاد وما سواها، وليس غريبا أن نجد قنوات فضائية كالجزيرة والعربية والرافدين وما سواها كثير، تتخذ هذه القنوات مواقف متعاطفة مع القتلة والمجرمين "دعاة المقاومة"!! وإذا خشيت على نفسها من الفضيحة والتحيز الواضح الواضح لصالح الإرهاب والإرهابيين ودعاة الكراهية والحروب، نجدهم يتخذون مواقف تغض الطرف عن وصف الجريمة بالجريمة والإرهاب بالإرهاب بحجة الحيادية والموضوعية وهذا الإعلام الحر في الظاهر والمُسيّر باطنيا وفي السر يصنف العنف في دول معينة كالسعودية مثلا على أنه "إرهاب" بينما في العراق يسمى "عنفا" و"عمليات مسلحة" و"مسلحين"، وهذا تصنيف متحيز بلا شك وكيل بمجموعة مكاييل. لكن المؤسف أن من يراقب "قناة الحرة" مثلا والتي ننتظر منها أن تسمي الأشياء بأسمائها ولا تكيل بمكاييل النفاق والمجاملة خصوصا وأن القناة تحصل على التمويل من الشعب الأمريكي عبر الكونغرس، بالتالي لا بد أن تكون مرآة للحرية والديمقراطية والإنسانية وحقوق الإنسان وأن لا تصنف المواضيع والقضايا حسب جدول للمجاملات والرشاوي، ومن ضمن ذلك ما رأيناه في نشرة الأخبار ليوم الإثنين 8\12\2008 وعلى عناوين نشرة الأخبار قول الملك السعودي عبدالله "الإســلام بريء من الإرهـاب"!! وحقيقة ليس لي اعتراض على نقل الخبر بحد ذاته فذلك أمر طبيعي، ولكن نقل الخبر وعلى العناوين الرئيسية يبدي ضمنيا إضفاء شرعية على "قيادة السعودية للعالم الإسلامي" وكأن هذا الملك "الأمّي" هوفعلا قائد وإمام و.. غير ذلك من المزاعم. كان يمكن للقناة أن تتحدث عن أكثر من خطبة جمعة ولا بأس لوكان كلام أحد أهم مروجي الإرهاب "ملك آل سعود" من ضمن تلك الأخبار، فالملك السعودي في تصريحه لم يقل ما هوخطير، فهولم يسم "الإرهابيين: المجاهدين"!! بالاسم وإنما تحدث عن "الإسلام" وكلنا يعرف أن الملك قصد بوضوح "أن ما يحدث هوجهاد وليس إرهابا" ومراقبة بسيطة لخطبة الجمعة المنقولة من "مكة المكرمة" تظهر بوضوح لا شك فيه أن الخطيب يذم الخروج وخلع طاعة "الملك" والعنف في السعودية "كفر" بينما يجوز ـ وهذا ما يعنيه ضمنا ـ تخريب العالم كله، وكما يقول أحد الأمثال العراقية: ما احد يقول لبني حامض.."!! إذا لماذا يقوم موفق حرب ـ مدير الحرة ـ بتوجيه كل هذا الاهتمام إلى كلام فارغ نطق به ملك إرهابي لا يمكنه صياغة عبارة صحيحة وذات معنى، وكلما أتذكر خطاب الملك السعودي في القمة العربية أكاد أموت من الضحك، فقد كان الوفد السعودي مصابا بالهلع والخجل وهويرى أعلى سلطة في البلاد وهويتكلم بكلام غير مفهوم وأشبه بهذيان السكران. من ضمن ما تفعله الحرة أيضا أنها حينما تناقش شأنا "سعوديا" تستضيف إثنين وثلاثة أشخاص كلهم يتحدث باسم "الحكومة السعودية" ويحاول بكل ما أوتي من قوة أن يلمع صورة النظام وشيوخه الإرهابيين، أما المعارضون من أمثال "علي آل أحمد" وغيره الذين يفضحون أكاذيب النظام السعودي، فما عادت الحرة ـ التي يفترض أنها حرة وحيادية ـ تستضيفهم وتوفر لهم فرصة للتعبير عن معاناة المضطهدين والمغيبين في دولة الإرهاب وقطع الأيدي والرؤوس وتجويع المعارضين وقتلهم. مرة أخرى حينما شهد العالم جرائم الإرهابيين في مومباي وكيف حاول إسلاميون ـ تابعون لآل سعود وعبادة السلف الملعون ـ تدمير وقتل أكبر عدد ممكن وأكبر مساحة ممكنة، نقلت قناة الحرة الأحداث واصفة منفذي العمليات بـ"الإرهابيين" وطبعا ارتحت وأنا أشاهد الوصف الصريح لتلك الجرائم بـ"الإرهاب"، ولكن الحرة وبمجرد أن انتقلت إلى مجريات الحدث العراقي وما يعانيه من "إرهاب المقاومة" حتى رأيت المذيع والمذيعة والمراسلين يصفون الإرهاب بـ"الأعمال المسلحة" و"مسلحون يقومون بـ .. إلخ" وكأن الساحة العراقية ولخاطر عيون ملك عبدالله وكل أنظمة المنطقة هي شأن آخر وما يسري على الهند والسعودية لا يسري على العراقيين ومعهم الحلفاء الأمريكيون والبريطانيون وسائر ضيوف العراق، أليس هذا كيلا بمكيالين؟ أليس هذا خيانة من "موفق حرب" وسائر الكادر لأمانة الشعب الأمريكي الذي بنى حضارة ملؤها التسامح والمحبة؟ أترك الجواب لك يا أستاذ موفق حرب
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |