|
في الانتخابات القادمة هل نستعيد عراقيتنا
عماد خليل بِله تقترب انتخابات المحافظات من يوم الاقتراع وكما يقول المختصون في الاعلام والصحافة بدأ العد التنازلي لاجرائها. فهل نستعيد قيمنا، ثقتنا بانفسنا ونجعل هذا العد تنازليا للتخلص من العناصر التي نتفق جميعا انها تتحمل المسؤولية الكاملة بالخراب الذي خيم على حياتنا وسرقة امننا وتحطيم الوشائج العميقة التي جمعت اخوتنا لزمن طويل وسرقت ثرواتنا بطرق ووسائل باتت مفضوحة داخل العراق وخارجه. لقد كانت صدمة او بالاحرى كفخة قوية على الراس ان تسقط السلطات الثلاث العراقية بايدي شلة من الحرامية والذباحين، كفخة حولت فرحة الخلاص من النظام الظالم للطاغية صدام حسين الى ماساة يومية معمدة بدم الابرياء، وبخراب شامل لصور الحياة جميعها. ولا عيب ان نعترف بانه ( انضحك علينه)، وبهذا يمكن ان نبرر لانفسنا انغماسنا في وحل الطائفية والاقليمية والحنين الى النظام المقبور. لكن ان نقف ونعيد النظر في هرولتنا خلف مفككي الشعب وممزقي الوطن اصبح حريا ان يخرج من زوايا القلب ومن حواراتنا الخاصة الى واقع الفعل مستثمرا فرصة الانتخابات القريبة. كيف؟ بأن نستعيد عراقيتنا نختار نماذج اولئك العراقيين والعراقيات، من اخواتنا واخوتنا الذين نعرف انهم يتشرفون بخدمة الوطن، الذين نعرف ان الحلال في المال والمنصب والجاه يكفيهم، ويزيدهم التزاما بتقديم عالي الجهد لانتشال عراقنا المشترك من مستنقع المحنة الذي اغطسته فيه احزاب وقوى المحاصصة السياسية والوظيفية واللصوصية. اخراجه من مأساة المحنة التي طمس فيها بسبب اولاد وبنات نسوا حليبهم الطيب وغرقوا في القتل والتخريب والمال السحت، واستهانة كراماتهم والمتاجرة بالمقدسات والوطنية. يقترب موعد الانتخابات، فهل نقف مع احتياجاتنا ونقرر رمي العناصر الفاسدة في مفرزة التاريخ بانتظار محاكمتهم لاستعادة حقوقنا التي اختلسوها. لتحقيق هدفا عظيما مثل هذا نحن بحاجة لاستعادة الوعي العراقي وعدم الوقوع ثانية في حفرة الطائفية والقومية والحزبية الضيقة. ام يصر المؤمنون على ان يلدغو من نفس الجحر مرة ثانية. يمكننا ان نضع عراقنا.. عراق الجميع عل طريق العافية، رغم ان الفساد المالي والاداري ممارسة برع المتربعون حاليا في مواقع القرار من تنويع طرق ممارستها، وذلك بان قبل ان يضع اختياره في صندوق الاقتراع ليراجع كل منا بتروي شريط معرفته بهذه الجرائم ومرتكبيها، وقد خبرنا وقوعها في كافة محافظات العراق. وان كان الاهل في كركوك حكم عليهم باستمرار المعاناة، والانتخابات قد اجلت في اقليم كردستان، وبالاحرى لاحاجة للقيام بها لإن ما تختاره الدكتاتورية ملزم لضحاياها المتسلطة عليهم، ففي بقية المحافظات فرصة للتغيير. بكافة الوانهم ادرك اللصوص واحزابهم ان الانسان العراقي قد كشف زيف ادعائاتهم، لذا بدؤا منذ شهور يتملقونه. يحاولون تبييض صحائفهم السود. استمعنا الى خطبهم، قرأنا كتاباتهم، تابعنا احاديثهم، رايناهم يوزعون الرشا، يدينون الحكومة المركزية والحكومات المحلية لانعدام الخدمات وسوء القليل الموجود منها، كلهم يلعنون الفساد المالي والاداري ويطالبون بمحاسبة المفسدين، يبكون على اموال الميزانية واموال الاعمار اين تذهب. ممثلون بارعون لنصوص غبية اذ يحسبون العراقيين متفرجين بلا عقول. لاننا نعرف ان من سرق الاموال ومن حرمنا من الخدمات وجعل الفساد ممارسة يومية وافقدنا الامن هُمُ واتباعهم. اليسوا هم من احل البلاء في البلاد، اَوليس الفاسدون وعديموا الكفاءات والغير منتجون من وزراء ومحافظين واعضاء مجالس المحافظات من عناصرهم الحزبية؟. فكم منا سيخدع ثانية؟ ايها الاهل ان تبليط الشوارع المتكرر وتسوية الساحات لن يبني وطنا، وان المشاريع الفاشلة والمكلفة اضعاف مضاعفة لقيمها الحقيقية لن تنتج تطورا. لدينا دخل هائل يمكن للمخلصين الحريصين وذوي المقدرة من جعله اداة لانتشالنا من الفقر والعوز، ووضعنا على طريق التقدم المدني، فهل نقف في الانتخابات القادمة ندافع ان انفسنا؟ من نختار؟ لنسترجع حياتنا العراقية وحميميتها ونتذكر! وهذا في كل مدينة ومحافظة بغض النظر عن اغلبية القومية والمذهب فيها. الحقيقة التي لمسها كل منا ليس دين او مذهب العراقي او قوميته ما يحدد سلوكه، وانما كما قالها الاجداد وصدحت بها المرحومة صديقة الملاية، ونرددها كثيرا، وقد حان وقت تطبيقها، وهي حكمة " كلمن يرده حليبه"، ولنضع على جانب من خان حليبه الطاهر وتدنس في القتل والتخريب والسرقة منذ سيطرة البعث الفاشي على السلطة وقبله، وبعده. هل تتذكرون معلموكم ومعلماتكم الذين جهدوا لزرع العلم فيكم، وسقوا البذرات الفتية بالمعرفة... كم لجأنا لاطباء وطبيبات وعاملين في الصحة نشكو المرض وخرجنا معافين بفعل جهودهم... لنتذكر اؤلئك الذين نوروا ليالينا المظلمة، ونظفوا شوارعنا... لنتذكر السائقين الذين نقلونا بين مدننا، من بيوتنا الى مدارسنا ومواقع عملنا، واؤلئك الذين وفروا لنا الامن... رموزنا الثقافية... العلماء الذين افتخرنا بهم، رياضينا الذين رفعوا علم العراق عاليا.... والكثير ممن مد حيواتنا بدم طاهر من عاملين وزارعين، لنتذكر اصدقائنا. من المؤكد ان الذاكرة والواقع يضيء بالاسماء امام من يقرأ سطوري هذه. ولنسأل الم يكونوا من زهور العراق المتنوعة. لم يكن كل من احتجت اليه من هؤلاء وجمعتني به الحياة العراقية شيعيا مثلي.بل منهم من هو مسيحي ومندائي وكردي وسني بجانب الشيعي. اولست مثلكم؟ لم اجد خصوصياتهم الذاتية تمنع تقديم ما يمتلكون من معرفة وخبرة وجهد. ولولا خشية تكثير السطور لذكرنا نماذج. فلماذا لا نلجا الى بعضنا، ونستعيد الحالة الانسانية الطيبة التي كانت سائدة وبالاحرى محاولة التقرب منها بان نضع مثل اؤلئك الفضلاء الكفء في مواقع السلطة. نغير نحو الافضل من اجلنا جميعا. انتخابات المحافظات على الابواب. لنختار من نعرف عن حق ان به القدرة والرغبة على خدمتنا، نمنحه الفرصة ونجربه. ليس حجم الدعاية ولا كثرتها ولا حلاوة الكلمات التي فيها مصداقا لاهلية المرشح، بل مايعرف به بين الناس. وأظنكم توافقون قناعتي بان الحرامي الذي لمسنا بالتجربة خلال السنوات الماضية لصوصيته لن ينقلب الى امين شريف حسب الطلب. معا بالوقوف مع ضمائرنا نستطيع ان نبني عراقنا الافضل.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |