القنبلة النووية الاسلامية الشيعية ضرورة لتوازن السلام في العالم!

 

حميد الشاكر

al_shaker@maktoob.com

هل أمتلاك السلاح النووي كارثة ودمار للوجود الانساني ؟.

أم انه توازن وواقعية لصناعة السلام العالمي ؟.

وفي حال وجود وامتلاك بعض الدول لهذا السلاح الفتّاك ، فهل يبقى معنى للمطالبة بعدم امتلاك كل الدول له لتقام عملية توازن الرعب النووية ؟.

أم انه يجب ان يبقى الحال على ماهو عليه لضمان تفوّق دول على اخرى لصناعة سلام الاقوياء مع الضعفاء ؟.

كنتُ فيما مضى من سالف الزمان اسمع معادلة : اذا اردت ان تمنع الحرب فعليك بامتلاك سلاح الحرب الاقوى !. فاتعجب في الواقع من هذا المنطق السياسي  الذي يرى ادوات الحرب المدمرّة هي هي نفسها ادوات السلام الحقيقية المعمرّة ؟.

وكان مايلفت نظري بقوة اضافة لهذه المعادلة السياسية الاستراتيجية  التي رأسها في اخمس قدميها ، هي ايضا معادلة : لايردع الحرب النووية الا امتلاكك للسلاح النووي نفسه ؟!.

فذهبت ولا اخفيكم سرّا لاسأل بعض العارفين بشؤون الامن والسياسة عن هذه المعادلات العجيبة الغريبة في عالم السياسة المخادع ، ولافهم النكتة من البداية ، وكيف ان الحرب تصنع السلام ؟.

وبعد التي واللتيا فهمتُ ان جزءا من اللعبة مختص بعالم فلسفة السياسة الدولية والداخلية  التي لاتفهم الا لغة الحق مع القوة ، والقانون تحت أمرة المصالح ، لاكتشف ان القانون الدولي ماهو الا الوجه الاخر لقانون القوّة ، وكلما كنتَ من الحائزين على ادوات الفعل والقوّة العالمية التكنلوجية والعسكرية الاستراتيجية كنت من اصحاب المجلس واركان الطاولة الذي يقاس على اساسهم صلاحية القانون من بطلانه في عالم السياسة ، ولهذا هناك خمسة كبار يمتلكون القدرة النووية الفعلية في العالم هم من يمتلك حق النقض على القانون الدولي ، وهم انفسهم من يخطط السياسات والقوانين العالمية التي ترى ان هذا مهددا للامن العالمي وهذا غير مهدد !.

امّا الجزء الاخر من اللعبة فهو الجزء العملي الذي ادركتُ من خلاله : ان اشنع حرب كونية وابادة جماعية في التاريخ الحديث هي عندما القيت قنبلتين نوويتين امريكيتين على الشعب الياباني لتبيد جيلا كاملا من الامة اليابانية لا لشيئ الابسبب ان الامة اليابانية انذاك لو كانت تملك نفس القنبلة النووية التي كانت تمتلكها الولايات المتحدة لما اقدمت اصلا على التفكير مجرد التفكير الادارة الامريكية باستخدام الاسلحة الذرية المحرمة على الامة اليابانية !.

هذا كله ادركته في ما مضى من حياتي الفكرية السياسية لافهم : ان السلام لاتصنعه النوايا الحسنة ،ولا اختلال التوازنات الاستراتيجية ، ولا الاتفاقيات الامنية ..... وانما السلام الحقيقي تصنعه القوّة التي تمتلكها امام عدوك لتفرض عليه السلام بدلا من استجداءه بلا فائدة !.

الحقيقة ان هناك الكثير من الاقلام والافواه والاعلام ... الذي استطاع خلال النصف القرن الماضي من بناء عقليات ثقافية وسياسية مسطحة في عالمنا العربي والاسلامي حول قضايا الحرب والسلام في هذا العالم ، وربما ولانبالغ في هذا القول اذا اكدنا على ان هناك استراتيجية اعلامية استعمارية حاولت خلال هذه الحقبة الزمنية المتأخرة وبمؤازرة العديد من المثقفين المتغربين فكريا وسياسيا من العالم العربي والاسلامي في التركيز على تسطيح الوعي السياسي للانسان العربي والاسلامي في الكثير من الرؤى السياسية والفكرية التي تحدد كيفية المسارات الصحيحة لتناول القضايا العربية والاسلامية الاسترتيجية الكبيرة ، ومن ذالك مثلا قضية (( السلام في الشرق الاوسط )) فبينما تعالت الاصوات في العشرين سنة الاخيرة من عمر هذه الامة لتنادي بصناعة السلام كيفما اتفق ، ذهبت اقلام اخرى لتضع التصورات الاستراتيجية الغريبة العجيبة التي تصور السلام على اساس انه هبة السماء والديمقراطية لعالم اليوم المتناحر في كل شيئ ، وفي المقابل شنّت حملة اعلامية وسياسية واقتصادية منظمة وكبيرة جدا ضد كل مامن شأنه ان يصب في تطوير قوى الدول العسكرية التي تؤمن لهم ولو الجزء البسيط من الحماية الدفاعية لهذه الدول التي تطلب السلام مع دولة هي بالاساس نووية الوجود في مقابل دول عارية تماما من اسم القوة والتصنيع والدفاع العسكري المتطوّر ؟!.

فهل ياترى بالفعل بامكان دول كدولنا العربية والاسلامية ان تصنع سلاما في الشرق الاوسط الصغير والكبير مع اسرائيل والعالم  وهي خاوية وعارية تماما من اي قوّة تصنع السلام ؟.

السؤال من جانب آخر مختلف : هل يصنع السلام بين قوة دولية ضعيفة وقوة دولية نووية وعظيمة ؟.

أم ان ضعف دول وقوّة اخرى يخلُّ بمعادلة اقامة السلام الحقيقي ؟.

ان اي معادلة تقوم بين طرفين ضعيف من جهة وقوي من جهة اخرى تسمى في واقعها وحقيقتها اتفاقيات حماية وتعاون او (( اتفاقية هدنة )) ولاتسمى معاهدات سلام وتوازن ، فليس هناك في عالم اليوم من يرضى ان يجلس على طاولة واحدة وبندية حقيقية مالم تكن موازين القوى العسكرية والفعلية الاستراتيجية على نفس المستوى او قريب من بعضها والبعض الاخر بين الاطراف المتجالسة ، أما ان كان هناك طرف لايملك من قوّة الردع النووية ولا العسكرية الاستراتيجية ولا الصناعية المتطورة ...، ثم بعد ذالك يطالب باقامة علاقة سلام متوازنة مع الاخر الاقوى في كل شيئ فهذا كطالب تنازلات اخلاقية لاهوتية في زمن يحكم العالم الغلبة والقوة ومصالح الدول وانتشار النفوذ لها وهكذا !.

نعم ربما كان هناك خلل ما في فهم السلام نفسه وكيفية ايجاده بواقعية وحسب القوانين والمقاييس السياسية المتعارف عليها  ، ولهذا اعتقد الكثير ان بالامكان صناعة هدنة ما بين طرف قوي ومتمكن كأسرائيل ومن ورائها العالم الغربي النووي الصناعي ،  واخر مجرّد من القوّة وعاري من النفوذ والفعل كعالمنا العربي والاسلامي لمجرد كون فرض معادلة القوي على الضعيف لاغير لتسمى فيما بعد ب (( عملية السلام في الشرق الاوسط ))!.

والحقيقة ان مايقام الان في الشرق وحتى بينه وبين الغربّ لايعدو في حقيقته ان يكون تهدئة مؤقتة تؤجل الانفجار الكبير (ان لم تجتهد دولنا العربية والاسلامية باصلاح خلل التوازن وامتلاك القوة الفعلية) وتعطل من سرعة حركته لاغير ، وهذا من منطلق ان قوانين السلام الحقيقية لايمكن لها ان تقوم بين دول  ضعيفة ومقهورة واخرى قوية  في عالم لايعرف الرحمة الا من خلال القوّة ، وربما لانغالي ان قلنا ان الوضع السياسي العالمي القائم وخصوصا في منطقتنا العربية والاسلامية لايبشر بخير مطلقا امام عملية اللاتوازن القائمة بين دولنا هذه وباقي العالم الانساني الاخر وبمافيهم دولة اسرائيل النووية ، وعلى هذا لانستبعد ان نصحو في صباح باكر لنرى دولة من دولنا العربية اوالاسلامية وهي ممسوحة من على وجه الخريطة البشرية بفعل استخدام القنابل النووية الفتاكة لابادة امة بكاملها من قبل اسرائيل او الولايات المتحدة الامريكية ، لالسبب واقعي الا سبب ان دولنا هذه لاتملك قدرة الردع النووية التي تؤمن السلام في العالم المعاصر ، وهكذا كما حدث في اليابان على يد الولايات المتحدة ، ليس من المستبعد مطلقا ان تقوم اسرائيل باستخدام نووي ضد اي دولة عربية واسلامية مادامت هي موقنة ان قوة الردع المقابلة لاتتمكن من الدفاع عن نفسها او ارجاع اللطمة بنفس القوة التدميرية للمعتدي عليها فمن المعقول والمنطقي عندئذ ان تفكر اسرائيل او غيرها بالاستخدام النووي الكبير !.

وهذا ان اردنا الواقعية بعكس مالو امتلكت دولنا العربية او الاسلامية القدرة النووية والتكنلوجية في واقع حياتنا السياسية ، فعندئذ بغض النظر عن ان حال دولنا ومنزلتها ستتغير فعليا بين الشعوب والامم ، فهي كذالك ستصبح :

اولا : قادرة على حفظ كيانها ومن ثم اشاعة الاستقرار النفسي لشعبها بانها في مأمن حقيقي من اي اعتداء خارجي يهدد وجودها في هذا العالم .

وثانيا: ستصبح هذه الدول قادرة ومؤهلة فعلا لصناعة السلام الحقيقي بينها وبين اعدائها الفعليين ، لامن منطلق عقد هدنة مؤقتة ، بل من واقع عقد صفقة سلام عالمية يكون فيها العالم على نفس مستوى المسافة بينه وبين الاخر الانساني الذي يرى فيك الكفوء والندّ الحقيقي الذي تفرض عليه السلام فرضا ولاتستجديه منه بلا فائدة !.

ان هذه الرؤية الاستراتيجية الواقعية هي التي تدفعنا للمطالبة بصناعة ترسانة نووية اسلامية شيعية تعيد روح التوازن الفعّال لمنطقة الشرق الاوسط ، ومن ثم تتمكن من ارساء معادلة مختلفة بين العرب والمسلمين من جهة ، وبين اسرائيل والغرب من جهة اخرى ، لا على اساس انها دعوة للحرب العالمية الثالثة !.

لا ... باعتبار اننا كلنا ندرك ان الحروب تقوم بسبب ان هناك لاتوازن طبيعي بين الدول والشعوب يغري الحروب الخاطفة بالتحرك هنا والتحرك هناك بخسائر بالامكان تحملها فعليا ، اما ان كانت هناك قوى نووية فاعلة وقوية فسيكون التفكير بالحرب شيئ من الصعب تصوره بهذه البساطة التي نراها هذه الايام في الحروب المتكررة في العالم اليوم !.

أذن : الحقيقة الواقعية التي ينبغي تثقيف افراد شعوبنا العربية والاسلامية عليها لادراك معنى وحقيقة السلام في هذا العالم ، هي ليست ثقافة القبول بالواقع الضعيف والاستسلام للامر الواقع والقبول من الحياة بالعيش على الهامش فقط ، بل ينبغي ان تدفع ثفافة السلام من خلال القوّة ، ومن خلال فهم سياسي واقعي مدرك الى ان السلام يصنع من خلال القوّة التكنلوجية والعسكرية والصناعية ، ولم يوجد في عمر البشرية سلاما صنع في السياسات الخارجية للدول اذا لم تكن القوّة هي حامية له ومساندة لوجوده ، وغير ذالك فهو الكارثة الحقيقية التي تدفع بعجلة الحروب واللااستقرار في المنطقة الى الاستمرار ، بل واضيف الى ذالك القول ان دولنا العربية والاسلامية اذا لم تسارع بامتلاك قوى الردع النووية المتكورة فهي حتما امام مواجهة ابادة واقعية بحرب شاملة تفرض عليهم الاستسلام لتثبيت معادلة العبد والسيد في هذا العالم العنيف!.  

   العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com