|
ترسانة السلاح التدميري الشامل العراقية كانت موجودة فعلا
ميادة العسكري استغرب من العرب عندما يبكون صدام بدموع حارة، ولكني اشعر بأشمئزاز مصحوب بحيرة عالية عندما يتباكى "عراقيون" على صدام ومن معه من الذين كانوا يجلدون العراق كل يوم بسياط القهر.. ولا افهم كيف تكون الذاكرة قصيرة الى هذا الحد.. احدهم يطلق على عواد البندر اسم شهيد .. اذا كان عواد البندر الذي كان يحكم بدون دليل ويعدم حسب المزاج والجو شهيدا، فقد انقلبت الموازين كلها راسا على عقب .. في الثمانينات التي مضت، كان البندر يحكم على 13 عراقيا اتهموا بدون دليل في قضية اعتبرها حزب البعث الحاكم تمس بسيادة وامن الدولة (لا ننسى بان هناك من اعدم لاسباب امنية طارئة وخطيرة للغاية فعلا، كامتلاك هاتف نقال من نوع ثريا!!! .. وبان احكام تتراوح ما بين ستة اشهر وسنة كان يحكم بها من يمتلك ستلايت في بيته، ويمسك بجرم مشاهدة قنوات العالم الفضائية) وقف المتهمون امام القاضي من دون محام ولا سند ولا دليل ، واذا حاول احدهم ان يتكلم كان القاضي الجسور يصرخ به (انجب) .. قال البندر وهو يشير الى شخص يرتدي قميص ازرق : "من يمين هذا ابو قميص الازرق اعدام، ومن يسار هذا ابو الازرق مؤبد" وقف "ابو قميص الازرق حائرا" وقال: وماذا عني؟ احس الغبي البندر بهفوته فقال : انت روح ولي لبيتكم .. ** لم يعتذر بوش عن خطأ ارتكبه هو، تسبب فيما بعد بغزو العراق .. بل تأسف، اي شعر بالأسى لان القارير الاستخباراتية الاميركية لم تكن دقيقة بشان وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق مئات الآلاف قتلوا، وكان امثالهم يقتلون في زمن صدام البائد، وكأن العراق ابتلي بحمامات الدم ولكني أسال، بعد ان قال صدام لاكثر من جهة وفي اكثر من مطبوع وفي مذكراته التي تعمل ابنته التي تسكن في الاردن على الاحتفاظ بها الى امد غير معلوم قبل ان تطلقها للعلن كقنبلة فساد وطماطة "معفنة " وقمامة قديمة (مثل تلك التي كان عدي يأمر الناس بقذف المغضوب عليهم لديه بامثال تلك المخلفات) حيث قال: كنت اشعرهم بان لدينا امكانيات نووية لابعادهم طيب.. هل مطلوب من الاستخبارات الاميركية ان "تضرب بالتخت رمل " لكي تقدر بان صديم يلعب معها "ختيلة"؟؟ ومن منا لا يتذكر صدام وهو يلّوح بجهاز صغير في الجامعة التكنلوجية قبل نهاية الحرب مع ايران بقليل، قائلا ان المجاهدين في التصنيع العسكري قد صنعوها وهو مفتاح لشيء متعلق بصاعق يدخل في صناعة اسلحة الدمار الشامل؟؟ ** عندما نعتدي على الجار تلو الجار، ونجيش المجتمع، وعندما يصبح لدينا جيشان، احدهما جيش نظامي تعداده يسد عين الشمس، وجيش اخر شعبي يلاحق الناس في منازلهم ويحرم الاسر من الكهرباء والماء، إن تخلَف رجالهم عنه، وعندما يصبح لدينا جيش للقدس لا علاقة له بالقدس او اي اقداس الارض والسماء، وفدائيو فلان وابنه، همهم الذبح، وعندما نرى القائد يذبح اولاد عمه وازواج بناته وترفع اشلائهم بسيارات القمامة..عندما نفعل ذلك واكثر بكثير، ما هو شكل الصورة التي نعكسها الى العالم؟ وان قمنا بلعبة القط والفار، نخبيء ما هو ليس موجود، لنوهم المقابل ان لدينا ما هو ليس لدينا، فماذا نتوقع من المقابل الذي كان "بالباكيت" من ناحية القوة والنفوذ والتسليح ان يفعل؟؟ ماذا نتوقع من اكبر دولة في الكرة الارضية ان تفعل ونحن نلوح لها ونقول "تََي، كل إشوَي" ؟؟ ** تقرير قرأته قبل فترة طويلة واحتفظت به قام كينيث بولاك الذي عمل كمستشار للرئيس كلينتون في مجلس الأمن القومي كما عمل مع رؤساء أمريكيين سابقين وهو حالياً يتولى مسؤولية مدير الأبحاث في مؤسسة بروكينجز الأمريكية الشهيرة، بتحقيق موسع وأصدر تقريرا عنه لمعرفة أسباب عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق على الرغم من كل ما قيل وما نشر. ** عندما قام الرئيس بوش باعطاء مهلة لصدام في ايلول 2002، تلقيت مكالمة هاتفية من صديقة اميركية وكنت في وقتها اسكن في الاردن، قالت: ماذا تعتقدين سيحصل؟ قلت لها: انتهى امر صدام هذه المرة.. قالت كيف؟ قلت لها سيبيع العراق كله ولن يسمح لاحد بان يكتشف كذبته..وسيفضل ان تدخل قوات عسكرية وتدمر العراق على ان يكشف زيفه وكذبه الذي جعلنا نعيش 12 عاما (في حينها كان ذاك العام هو الرقم 12 من سنوات الحصار على العراق) تحت ظل اسوأ حصار في تاريخ الحضارات الانسانية وبسببه وسبب غبائه.. ** لماذا مارس صدام حسين عملية التضليل والخداع الواسعة هذه وأقنع العالم بوجود أسلحة دمار شامل عراقية ليست موجودة فعليا؟ أكد تقرير بولاك أن هناك عدة تفسيرات لموقف صدام حسين هذا. التفسير الأول قدمه طارق عزيز ومسؤولون عراقيون سابقون آخرون إذ إنهم أبلغوا المحققين الأمريكيين أن صدام حسين أراد إعطاء الانطباع بأنه مازال يملك أسلحة دمار شامل (لتعزيز موقعه وموقع العراق في المنطقة) إذ إن هاجسه الرئيسي كان لعب دور قيادي في الشرق الأوسط لذلك كان يعلن ويؤكد رسميا عدم وجود أسلحة محظورة لديه لكنه كان في المقابل (يفعل كل شيء) للإيحاء بوجودها. التفسير الثاني هو أن صدام حسين كان مقتنعا بأن العقوبات الدولية سترفع عن بلده أو أن نظام العقوبات سينهار تلقائيا من تلقاء نفسه, حتى لو لم يسمح للمفتشين الدوليين بالعودة إلى العراق, وإنه يستطيع حينذاك مواصلة عملية إنتاج وامتلاك أسلحة دمار شامل إذ إن لديه التصميم الكامل والأموال اللازمة وآلاف العلماء العراقيين الذين سيساعدونه على تحقيق طموحاته هذه. واضطر صدام إلى تغيير موقفه والسماح بعودة المفتشين بعد صدور القرار 1441 أي بعد فوات الأوان. التفسير الثالث هو أن صدام حسين كان حريصا في الدرجة الأولى على حماية نظامه وموقعه في الداخل لذلك كان يوحي ويعطي الانطباع بأعماله وتصرفاته وليس بأقواله بأنه مازال يملك أسلحة دمار شامل من أجل إرهاب خصومه ومعارضيه المحتملين وزرع الرعب في نفوسهم خصوصا أنه سبق له أن استخدم هذه الأسلحة ضد الأكراد ومواطنين عراقيين آخرين وكذلك ضد الإيرانيين. اما نحن العراقيين فقد كنا نعلم ونعلم الان ومستقبلا بان سلاح الدمار الشامل الذي كان في العراق منذ عام 1968 كان صدام حسين المجيد نفسه، لا ارانا الله مثله ابدا في الدنيا ولا في الاخرة ..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |