|
ثورة 14 تموز بين الملكيين والجمهوريين
محمد علي محيي الدين التاريخ ملك للجميع ودراسة التاريخ يجب أن تعتمد منهجية خاصة تعتمد فيما تعتمد الكشف والتحليل استنادا للوثائق والأدلة التي يتناولها الباحث بالدرس والتحقيق من وجهة نظره مستعينا بشقشقة اللسان دون العودة إلى الوثائق ،وكثيرا ما اعتمدت الدراسات التاريخية على توجهات إيديولوجية تؤيد هذه الجهة دون تلك فتكون أحكامها خاضعة لتوجه الكاتب السياسي ورؤيته الفكرية ،فنرى البعض يجلب الأدلة العقلية والنقلية لإثبات وجهة نظره ضاربا بالوقائع المخالفة أو التي لا تدعم وجهة نظره عرض الحائط،ويحاول ما وسعه الجهد إثبات ما يؤمن به وقد يستعين بآراء بعض من كتب عن الموضوع فيجتزئ الجزء الذي يوافق وجهة نظره متجاوزا عن الآخر الذي يختلف معه ليثبت صحة ما يريد الوصول إليه. وثورة 14 تموز 1958 التي يسميها البعض انقلابا وآخرين مجزرة ،وبعضهم يعطيها اللون الأسود أو الأبيض أو الأحمر دون أن يورد دليلا واحدا على ما يقول معتمدا على إيديولوجيته التي ترى الخير كل الخير بالعمالة للبريطانيين ورجلهم الأول نوري السعيد ولا يتورع هذا البعض عن إطلاق صفة الرعاع على مجموع الشعب العراقي وكأنه ولد في جزائر الانتيل أو نشأ في مدينة البندقية ولعله في طرحه هذا يوحي لنا بأنه ليس عراقيا عندما يطلق على الملايين كلمة الرعاع ويجعل من نفسه فوق هذه الملايين وأكثر منها شرفا وثقافة وكان هذه الملايين كانت ترعى غنم أبيه او تعمل في أقطاعاته الممتدة على طول وعرض بلاد النهرين،وينعى على من رد عليه أنهم تجاوزوا الأدب في الرد على مقامه السامي متناسيا انه أطلق على الملايين كلمة مستهجنة لا تليق بمن أطلقها فكيف بشعب عرف عبر تاريخه بأنه مدوخ الحكام والسلاطين. ولا أدري ما الذي يريد أن يصل إليه هؤلاء السفسطائيون في إضفاء كل ما هو جميل على النظام الملكي البائد وإلباسه لبوسا لم تكن على مقاسه في يوم من الأيام ،ولا يستطيع الادعاء بها الملك ذاته لمعرفته بحقيقته وما هو عليه حكمه ،فهل يأمل هؤلاء أن تعود الملكية من جديد لتوزع عليهم المناصب والأراضي والقصور ،وهل لهؤلاء بعض من الواقعية عندما رأوا بأم أعينهم كيف أندحر سليل الملكية الدستورية في الانتخابات العامة التي جرت في البلاد مما أضطره للعودة إلى أسياده خاسئا ذليلا مدحورا يلعن العراق وأهله ومن أوجدهم على خريطة الكون،أم يتصورون أن العراقيين لا زال شيوخ العشائر يسوقونهم بالقرباج ليفرضوا عليهم ما يريدون،أو أن الشعب لا يزال على أميته السابقة فيعجب بالأفندية وأنصاف المتعلمين. لقد كتب أحدهم قبل أكثر من عام ونصف مقالا تغزل فيه بالملك والملكية والباشا السعيد وحكمته العربية ،وترنم بأحسن الأناشيد في مدح نفايات الجاليات وأنقاض العهد التركي الذين تبوؤوا المناصب العالية في العهد الملكي المقبور ،وكان أن رددنا على ما كتب مشيرين إلى هفواته وتخرصاته وشطحاته ثم أعاد الكرة في تموز الماضي بنغمة أشد من الأولى فكان لنا ردنا الموفق الذي أخرسه العام الماضي وألجمه هذا العام وأطل علينا بعد مضي هذه السنين برد كان سكوته أولى منه فقد أظهره على حقيقته الفجة شاتما لاعنا صاخبا ضد شعب ليس له ذنب سوى ثورته على حاكم مسخ أذله وسحق مقدساته وعامله معاملة العبيد، ولو كان ذلك الحاكم عراقيا لقلنا أنه من طبقة العراقيين الرعاع وكيفما تكونون يولى عليكم ولكنه من طينة خاصة ليست من طينة العراقيين لأن هؤلاء خلقوا من أرض سبخة والملك المنصب عليهم خلق من طين السماء ،وأن الباشا الذي يتغزل به هؤلاء لم ولن ولا يكون عراقيا في يوم من الأيام لأنه من حثالات الترك الذين انقلب عليهم ليصبح من سادة العهد الملكي الجديد،ومات وهو على رطانته التركية فهل أن الله خلق العراقيين ليكونوا عبيدا للأجانب فيحكمهم التركي والحجازي والفارسي والمغولي والانكليزي والأمريكي،وغيرهم ،ليأتي آخر الزمان أبناء هذه الجاليات ليصفوا العراقيين بصفات لا تليق بأي شعب من الشعوب فأحدهم يصفهم بالغوغاء وآخر يقول أنهم همج رعاع ،وثالث يصفهم بالسفاكين المجرمين وقد تناسى هؤلاء أن هذا الشعب الذي أواهم وأكرمهم لا يستحق منهم هذا النكران للجميل ،وأن يطلقوا عليه هذه النعوت ولكن أتق شر من أحسنت إليه ورحم الله المتنبي عندما قال: لا تشتري العبد إلا والعصا معه أن العبيد لأنجاس مناكيد ولا أريد بالعبيد أصحاب البشرة السوداء ولكن أريد بهم من عناهم الرصافي بقوله: عبيد للأجانب هم ولكن على أبناء جلدتهم أسود أن الرد سيدي الكريم يجب أن يكون مهذبا لأن الكلام صفة المتكلم وعلينا أن لا ننسى هذه القاعدة في مناقشاتنا ولكن يبدو أن البعض يحاولون جر الآخرين للكلام النابي واللفظ البذيء حتى يختلط الحابل بالنابل وتضيع الحقائق وسط التهريج الذي لا يستند للمنطق والعقل الذي هو صفة المتحاورين ،لذلك على الكاتب أن يكون بمستوى الكلمة لا ان تكون الكلمة سوطا يدفعه لبذيء القول ونابي الكلام ،لأن الحوار المتمدن هو سمة العصر وديدن العقلاء وعلينا عدم الانجرار وراء العواطف في معرض البحث المنهجي الهادف إلى بيان الحقائق وإثباتها بالأدلة والبراهين لذلك سأوجه لسيدي الكريم الذي احترمته سابقا ولا زلت أحترمه رغم أنه لا يعامل الآخرين بما يتوجب عليه الاحترام: *هل كان الحكم الملكي منتخبا من الشعب ليكتسب الشرعية الشعبية بوصفه اختيار شعبي إذا علمنا أن الانتخابات البرلمانية تلك الأيام كانت تستند لاختيار البلاط وأولي الأمر من الضباط ألأتراك وبعض المتنفذين دون ألاستناد لأي قاعدة شعبية. *هل ملوك العراق كانوا عراقيين حتى يحكموا العراق أم أنهم قوم طردوا من الحجاز بقوة الأمراء السعوديين فمنحهم الانكليز حكم العراق لعلاقاتهم المشبوهة معهم وبعد أن وقع فيصل ووالده الحسين أبن علي على أعطاء فلسطين لليهود. * هل يحق لقوات الاحتلال أن تمنح العراق هبة للحجازيين وأين هي السندات التي تثبت تملك الانكليز للعراق حتى يهبون ما لا يملكون ،وهل أن الشرعية التي يتشدق بها المدافعين عن الملكية يمنحها الانكليز المحتلين أم الشرعية تأتي من العراقيين أصحاب الأرض. * يدعي البعض أن الحكم الملكي ونوري السعيد ومن دار في فلكهم ليبراليين ديمقراطيين ،فهل اللبرالية والديمقراطية تأتي عن طريق القوة أو عن طريق الانتخاب وكيف للبرالي يا سيدي الكريم أن يقوم بإعدام أبناء العراق الأصليين لأنهم يختلفون معه بالمعتقد السياسي. *هل أعطى الحكم الملكي للعراقيين حرية تشكيل الأحزاب والانتخابات الحرة أم كان يمنع تشكيل ألأحزاب والمنظمات والنقابات والجمعيات إلا بعد التزكية من المندوب السامي أو المستشارين البريطانيين أو الملاط الملكي ،فهل هذه هي اللبرالية والديمقراطية والطركاعة السودة على روسكم وروس الخلفوكم. * هل كان النظام الملكي عادلا في توزيع الأرض على زراعها أم قام بتوزيعها على العملاء ممن ساروا في فلكه،أو القريبين منه ،فهل هذه هي العدالة الاجتماعية التي تتشدقون بها وتعتبرون أنها من ميزات ذلك النظام البغيض. * فرض النظام الملكي الطائفية السياسية وأختار الوزراء وكبار رجال الجيش والدولة من أبناء السنة وهمش الشيعة العراقيين رغم أنهم يشكلون النسبة الأكبر في العراق وهو الذي قام ببناء النظام الطائفي ومهد للتفرقة وغذاها بانحيازه للأقلية على حساب الأكثرية ويتحمل وأسياده الانكليز ما يجري حاليا في العراق من فتن وأحن طائفية لأنه من وضع الأساس لهذه التفرقة التي لا زلنا نعاني من أثارها حتى اليوم. ويقول الأستاذ المحترم " لم أكتب رداً على التعليقات والمقالات التي كُتِبت بمواقع الإنترنت المختلفة تعقيباً على المقالات الثلاث التي كتبتها بذكرى اليوبيل الذهبي لجريمة 14 تموز 1958 الأليمة"ولا أدري كيف أحتسبها جريمة ،هل لأنها حضت بالتقدير الشعبي والجماهيري أم أنه يعتبر هؤلاء الرعاع غير جديرين بالاختيار وأن حسن الاختيار يتمثل بالطبقة الراقية التي أصبحت راقية بفضل ارتباطاتها المشبوهة واغتصابها لحقوق الآخرين،وهل أن تقسيم المجتمع إلى سادة وعبيد ،وأشراف ورعاع من الإنسانية والعدالة بمكان ،وكيف له أن يواجه الناس بهذه العنجهية عندما يصنفهم هذا التصنيف الجائر،أليس فيما قرأ الأستاذ الفاضل ما يؤهله أن يصبح إنسانيا في تقسيمه للمجتمع على هذه الأسس البالية أم انه لا يزال يعتقد انه يعيش العصور القديمة بأفكارها ورؤاها البالية ولا يريد الارتقاء بنفسه إلى مستوى البشر هذه الأيام. ويقول في محل آخر" وأسعدني أن أثارت مقالاتي حراكاً فكرياً وثقافياً ومن ناحية أخرى حزنت حين وجدت أن هناك أشخاص يَدّعي أحدهم أنه مهندس ويَدّعي الآخر أنه صاحب مكتبة تحوي آلاف الكتب ينجرفون لسطحية التحليل وسذاجة الطرح وإنشائية الكلام ويبتعدون عن أبسط قواعد وآداب الحوار مع الآخر ويستخدمون جملاً ومصطلحات يأنف حتى الجهلة الأميون عن استخدامها لكن وكما علّمتنا الحياة(مو كُل مدعبَل جوز) لذا ليس كل مهندس فاهِم ومُثقف فالدراسة الأكاديمية اختصاصية ولا علاقة لها بالثقافة التثقّف مسألة شخصية كما أن ليس كل من أمتلك آلاف الكتب بات مثقفاً خصوصاً إذ لم يستوعب ما بداخلها ويتفاعل معه فأمثال هؤلاء لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُجروا مراجعة نقدية لذاتهم ولمعتقداتهم الفكرية التي باتت بالنسبة لهم مُسَلّمات مقدّسة ومُنزّلة من السماء لا يأتيها البطل لذا نراهم ينتفضون بطريقة فَظّة وخارجة عن السيطرة واللياقة كلّما حاول أحد مُجرّد الاقتراب منها فكيف بتعريَتِها وغربلتها ومراجعتها وإثبات خطأها وبطلانها كما نحاول أن نفعل بقدر استطاعتنا وسنبقى ولن توقِفنا أو تستفِزّنا طريقة الرد وأسلوب الكتابة الذي يَهبط أحياناً لمستويات لا تليق بالمكانة الاجتماعية والتحصيل الأكاديمي الذي يدّعيه كتابها فأنا لم ولن أتجاوز يوماً على أي منهم لأن أخلاقي وتربيتي الاجتماعية التي يصفها البعض بالأرستقراطية ويعتبرها البعض سُبّة علي لا تسمح لي بذلك ."وهذه المغالطة والسفسطة عندما يعتبر الثقافة والمعرفة هي النابعة من خلال السلطة والحكم وأن أرستقراطيته جنبته أن ينحدر إلى مستوى الرعاع لينطق بمثل ما ينطقون متناسيا أن كلامه بهذه الطريقة ينبئ عن نفسيته المريضة والمصابة بجنون العظمة حين يدافع عن عظام نخرة استحالت إلى تراب بمواجهة ملايين لا زالوا يعيشون وينتجون على سطح الأرض وأن ثقافته الاستعلائية لن تجعله بالمستوى الذي يتصوره بل أنزلته إلى أحط الدركات عندما ينعى على الآخرين الذين يتطورون مع الزمن التزامهم بالقديم في الوقت الذي يلتزم هو بما رث من طرق الحكم وأساليب قيادة الشعوب فالمؤمن بالجماهير في نظره منغلقا ومتحجرا وأن من يؤمن بالرجال الآلهة أو إنصافها هو المتقدم في تفكيره والحر في مبادئه. ويحاول قلب الحقائق وتسبيب الأسباب وطرح المقدمات الخاطئة ليصل إلى نتيجة خاطئة أيضا عندما يصف الصراع الدائر بين أنصار الملكية وأنصار الجمهورية بصراع التخلف مع الحضارة وصراع المثقفين مع الجهلة والأميين فيقول" هو أن الصراع الدائر بالعراق منذ 100عام على الأقل هو صراع طبقي أولاً وطائفي ثانياً يَتلبّس تارة برداء اليسار وتارة برداء القومية وتارة أخرى برداء الوطنية لكن حقيقته هي كما ذكرت وهو ما يمكن استشفافه من خلال ما كتبه البعض بهذه المناسبة وما يكتبونه دوماً عن النظام الملكي والذي يخفي ورائه كُرُه وعقدة طبَقيّة واضحة لديهم تجاه الطبقة المتوسطة المثقفة التي يصفها البعض بالبرجوازية ويحسبونها على النظام الملكي ويعتبرونه مسئولا عن وجودها واستمرارها والعكس"ولعله ينسى أو يتناسى أن الكثيرين من وزراء تلك الأيام لم يكونوا من المثقفين ،فالكثير من النواب والأعيان والوزراء أميون ولا يستطيعون كتابة أسمائهم فيستعملون (الختم) بدلا من التوقيع ،وبعضهم حديثي نعمة حصلوا على الجاه والثروة من خلال علاقتهم بالسلطة وتعاملهم مع المحتل وأستطيع أيراد الكثير من الأسماء لمن هم بهذه المستويات،وأود أن أهمس بأذنه شيئا يجهله أن الصراع منذ بدء البشرية ولحد الآن هو صراع طبقي أخذ لبوسا مختلفة تصب جميعها في هذا المجال وكانت الوجوه الأخرى للصراع تلفع بالقومية والدين وغيرها لتعطي لنفسها وصفا جديدا وهو في حقيقته صراع بين المستغلين والمستغلين ،صراع بين مالكي السلطة ووسائل الإنتاج وبين العاملين في الحقول والمعامل والحرف،لذلك لا يستطيع أحدا نزع الطبقية من الصراع لأنه الجوهر وغيره تخيلات وهمية يدفعها ذلك الصراع وعلينا التفريق بين الأدوات والجوهر ولعل هذا ما لا يدركه الكاتب الكريم لأنه لم يصل إلى هذا المستوى من الفهم لطبيعة الأشياء بفعل توجهاته التي جعلته أسير النظرة القاتمة التي لا تميز الأشياء. ويحاول من أجل تأييد وجهة نظره خلط الأشياء والمغالطة ليصل إلى النتيجة التي يريدها عندما يقول"لِكل شريحة بالمجتمع رؤاها فهناك شريحة تتمنى أن يحكمها (ملوك كِرام الحسب والنسب وسياسيون مثقفون ليبراليون ديمقراطيون وذوي خبرة وأكفاء) كجلالة الملك فيصل الأول وأبنه غازي وحفيده فيصل الثاني والأمير عبد الإله ونوري باشا السعيد والسعدون وجعفر باشا العسكري والجمالي ومحمد الصدر وأحمد مختار بابان والسويدي والمدفعي وغيرهم من جهابذة وحكماء السياسة وهذا حقها وهناك شريحة تتمنى أن يحكمها(رؤساء جمهورية دكتاتوريين متسلطين وسياسيون قليلي الخبرة محدودي الثقافة وغير أكفاء)كالزعيم الأوحد عبد الكريم قاسم والمُشير عبد السلام عارف"ولا أدري ما علاقة الحسب والنسب بالأهلية لقيادة الشعوب هل أن الحسب والنسب يمنح الإنسان صفات تجعله فوق مستوى البشر،أم أن الحسب السليم والنسب الكريم هو ما يقدمه الإنسان لأخوته في الإنسانية،وعندما يعطي مثالا عبد الإله أو نوري السعيد فهل يعلم الكاتب الفاضل أن أصحاب الحسب والنسب هؤلاء كانوا يرتكبون الأعمال المخلة بالشرف،وله مغامرات صبيانية يندى لها الجبين وأن أسرته المالكة صاحبة الحسب والنسب هربت بعض بناتها مع الخدم ،فهل هذا هو الحسب والنسب الذي يتفاخر به الكاتب المحترم. أما مسألة اللياقة التي أوردها لأهزوجة حاول من خلالها خلط الأوراق ليقارن بين قاسم الذي أستشهد وهو خالي الوفاض وصدام الذي أعدم وسرق المليارات فهذه لعبة عليه أن يجد غيرها فليس هناك من مجال للمقارنة بين قاتل الشعب ومنقذه وسبق أن دعوته لأجراء استفتاء حول شعبية رؤساء العراق من فيصل إلى جلال طالبني ليجد أيهم أكثر شعبية رغم علمي أنه سينكص عن مثل هذا الاستفتاء لأنه لا يؤمن بالشعوب لأنهم من طبقة الرعاع والرعاع لا يؤخذ برأيهم في أعرافه ورويته التقدمية الجديدة التي تحاول أعادة التاريخ إلى الوراء بما تحمل من تفكير فج ونفس مريضة تعلمت العيش على حساب الضحايا والفقراء لتبني لنفسها الجاه والنعمة التي سحقها الشعب صبيحة الرابع عشر من تموز. أما حديثه عن الطائفية المقيتة وادعائه بأن اليسار العراقي يحاول المتاجرة بها فهذا القول لا يستحق الرد لأنه لا يعرف المداخل والمخارج في هذه الأمور فخبط خبط عشواء أفصحت عن جهله الكبير ببواطن السياسة والعمل السياسي في العراق من خلال محاولته اعتبار العداء للملكية جاء نتيجة لحقد طائفي وهذا دليل على عجز في الرؤيا وخطأ في التحليل وتلاعب يهدف لخلط الأوراق وضياع الحقائق،فالطائفية السياسية لم تكن هي المحرك للأحداث وخصوصا في برامج أو سلوكيات الأحزاب اليسارية بل أن رجال الدين في العراق بمختلف توجهاتهم وقفوا صفا واحدا لمواجهة اليسار وحكومة قاسم مما يعني أن الحسابات الطائفية كانت تجد في قاسم عقبة كأداء في طريقها فعملت لإسقاطه بمشاركة فاعلة من علماء السنة والشيعة ووحدتهم التاريخية هذه ظهرت واضحة في العداء لعبد الكريم قاسم مما يعني أنه فوق هذه النزعات وخارج هذه الحسابات ،وأن العهد الملكي هو من وضع الأساس للطائفية السياسية في العراق ليكملها الأخوين عارف ونظام البعث وتأخذ مداها الشعبي الواسع بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. وفي مورد آخر لا يتورع عن سب العراقيين جميعا عندما يصفهم بالرعاع فيقول" ثانيها- هو أن البعض لا يزال يعيش أوهام وأحلام لا يريد أن يَصحوا منها فهم يَغطون بنوم عميق فاق نوم أهل الكهف الذين صَحُوا من نومهم فيما هؤلاء لا يريدون ذلك فهم لازالوا يُكرّرون مصطلح الجماهير ويَدّعون وأحزابهم الحديث باسمها ولا أدري عن أي جماهير يتحدثون فإن كانوا يقصدون بها الرعاع الذين قتلوا أفراد العائلة المالكة وسَحلوا جُثثهم ومَثّلوا بها والذين شدّوا شَعر الزعيم قاسم وبَصَقوا بوجهه أمام شاشات التلفاز فبؤس الجماهير"ولا أدري سر هذه النظرة الاستعلائية للجماهير وتوهين أمرها والزراية عليها ،والجماهير هي مصدر حركة التاريخ وهي المؤثرة في أحداثه وما كان منها في صبيحة تموز كان ردا على ما قام به النظام الملكي من أعمال إجرامية بحق الأكثرية لحساب الأقلية ،وآن لهذه الأكثرية أن تأخذ بزمام الأمور فتثار لأبنائها وأعراضها وتكيل لهم الصاع صاعين،وهؤلاء الرعاع يا سيدي الكريم لم يقوموا بإعدام قاسم أو البصاق عليه كما تقول بل دافعوا عنه دفاع الأبطال ولكن الإرادة الأمريكية والرجعية المحلية ودول الجوار كانت وراء نجاح انقلاب رمضان الدامي وحدوث تلك المجازر التي أرتاح إليها أنصار الملكية وكانوا ورائها ومن المطبلين لها كما يعلم الجميع،ولكن الأستاذ يبني أرائه على قاعدة خالف تعرف فيشتم الجماهير ويمجد الملوك في الوقت الذي أصبحت الجماهير هي المحرك للأحداث والملوك سبة على أهليهم رغم وجود من يلهث ورائهم من فاقدي التفكير ومن يحاولون أعادة التاريخ إلى الوراء ولكن القافلة تسير ولا يهم الصراخ والعويل وله أن كان قادرا أن يعيد الملكية بقوة طبقة الأشراف التي يتغنى بها بعد أن أصبحت هذه الطبقة تحت أقدام الجماهير.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |