الأكاديمية الوطنية العراقية للعلوم .. حقيقة أم تهريج!!
 

د . عبد علي عوض

dr.abidali@hotmail.com

قبل يومين شاهدنا على شاشة الفضائيةالعراقية رئيس الوزراء السيد المالكي يستقبل وفداً من علماء الأكاديمية الوطنية العراقية للعلوم برئاسة د . حسين لشهرستاني (وزير النفط) وبعض رؤساء الجامعات العراقية .

في البدء يجب أن أوضّح معنى مصطلح أكاديمي، إذ أنّ المفهوم السائد له، هو كل مَن أنهى دراسته الجامعية الأولية والعليا. وهنا تكمن نقطة الإختلاف .

الأكاديمي - هو لقب علمي ما فوق لقب الأستاذ، يحمله فقط كل مَن هوحاصل على عضوية الأكاديمية التي يحصل عليها الباحث العلمي نتيجةً لبحوثه وعطائه العلمي بغض النظر عن الفترة الزمنية . لذلك يُعتَبَر كل أكاديمي أستاذاً وليس كل أستاذٍ أكاديمياً . أوجز الملاحظات التالية بصدد هذا اموضوع :-

1- مِن أجل تأسيس أكاديمية العلوم يجب أولاً تشكيل لجنة تحضيرية من العلماء المرموقين، تأخذ على عاتقها دعوة جميع الأساتذة الناشطين في مجالات البحث العلمي مِن خلال دراسة ملفاتهم العلمية التي توضّح وتؤكد نشاطاتهم العلمية، مِن أجل إنعقاد المؤتمر التأسيسي العام للأكاديمية، الذي بدوره ينتخب هيئة رئاسة الأكاديمية المتكونة من الرئيس ونوابه وعدد من الأعضاء، وهذا لم يجري !!

2- هيئة رئاسة الأكاديمية تكون متفرغة كلياً لإدارة شؤون الأكاديمية ولا يجوز العمل في وظائف أخرى، بينما نجد أن رئيس الأكاديمية هو (وزير النفط)!

3- كيف أصبح الشهرستاني رئيساً للأكاديمية وعلى أي أساس تمَّ إنتخابه لهذه الأكاديمية المصطنعَة؟.

4- تأسيس أكاديمية العلوم يتم بقرار مِن مجلس الوزراء وتتم المصادقة عليه في مجلس النواب، وهذا لم يحدث!!.

الذي أثار غضبي هو الإعلان عن هذا المشروع بصورة إرتجالية ومفاجئة، الغرض منه دعائياً وليس بناء أكبر وأهم صرح علمي حقيقي .أقول بكل تواضع وثقة، لقد دفعني وشجعني بعض الأصدقاء للكتابة عن هذا الموضوع، لكونهم واكبوا الجهد المضني الكبير الذي بذلته طيلة سنة كاملةمن أجل إعداد

(مسودة مشروع تأسيس اكاديمية العلوم)، ذلك الجهد الذي تجسدَ بزيارات عدة أكاديميات علمية في مختلف البلدان، إضافة إلى تواصلي العلمي مع أكاديمية العلوم الروسية والتي تعتَبر إحدى أشهر وأكبر الأكاديميات في العالم . كنتُ أنتظر الوقت المناسب عندما تتم دعوة الأكاديميين المغتربين والمغَرّبين الى بغداد للإعلان عن هذا المشروع المتكامل في المؤتمر المزمع عقده هناك، ولكن للأسف لم يتحقق، لذلك لاأزال أحتفظ بالمسودة الكبيرة للمشروع لحين قدوم الوقت المناسب والفرصة السانحة . لربم يسأل البعض، لماذا لم أُرسِل مسودة المشروع إلى الجهات الرسمية المسؤولة، الجواب هو أنهم (المسؤولون) تعوّدوا على سرقة جهودالآخرين وغالبيتهم من المتسلقين والذين يربتون على الأكتاف!!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com