البصرة .. عاصمة العراق الثقافية لعام 2009

 

د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

حين تم الأعلان عن أعتبار البصرة عاصمة للثقافة العراقية لعام 2009 شعر أهل البصرة بالأنتشاء وغمرت الكثيرين منهم الفرحة لهذه الألتفاتة (المتأخرة!) لمدينة عرفت منذ الأزل بحبها للآداب والفنون وأهتمام أبناءها بالثقافة وخاصة الشعر والغناء. وماكان لمثل هذا الأمر أن يتحقق لولا ألتفاتة ذكية من الحكومة المركزية في بغداد ، أو في الأقل ، أنتباهة من وزارة الثقافة لأن الحكومة المحلية في البصرة لم تبدي، منذ سقوط النظام الصدامي في عام 2003 ، أي أهتمام بالجانب الثقافي وأنهمك أعضاءها بعمل واحد هو رصف الأرصفة وزرع بعض الجزرات الوسطية البادية للعيان والتبليط السيء جدا لبعض الشوارع والأنهماك بدل ذلك بمليء الجيوب بالأموال المستوفاة من عوائد الأتفاقات الجانبية مع المقاولين ، وهو أمر يعرفه القاصي والداني في البصرة ، ولاندري كيف يتم تجاهل ذلك من جانب حكومة المركز!!

ونقول هنا: البصرة بحاجة ماسة الى أجراءات سريعة تتناغم مع كونها عاصمة بلاد الرافدين لعام 2009 ، فأولا لابد من تشييد مدينة ثقافية أو مجمع ثقافي ضخم مثلما حصل من توجه لبناء مدينة رياضية ضخمة فيها على أن يضم المجمع قاعات متطورة ومجهزة للمحاضرات والعرض الفني ومسرحين وأماكن لأقامة الضيوف وحديقة غناء. ويمكن في هذا الشأن الأستفادة من تجارب بلدان الخليج وخاصة الأمارات والكويت التي نجحت نجاحا باهرا في خلق أجواء ثقافية طيبة. وبسبب عطش مدينة البصرة للثقافة لابد من أقامة مكتبة ثقافية عامة في كل قضاء وناحية فيها وتزويدها بالكتب والأقراص المدمجة التي تنمي الثقافة الحقيقية فضلا عن توفير عدد من أجهزة الكمبيوتر المربوطة بشبكة الأنترنت لتوفير ثقافة معاصرة. فضلا عن ذلك يتعين تزويد كل مدرسة أبتدائية أو متوسطة أو ثانوية في البصرة بمكتبة ثقافية خاصة بها وتكليف معاون مدير المدرسة وأحد المدرسين المهتمين بالثقافة للأشراف عليها. ولابأس ان تبدأ المدرسة بتبرعات من أولياء أمور الطلبة يصاحبها تخصيص مبالغ مالية من ميزانية المدرسة ومديرية التربية لشراء الكتب الساسية لتنمية قدرات الطلبة الثقافية.

من جانب لآخر لابد من تقدجيم الدعم الواضح لنشاطات أتحاد الأدباء والكتاب في البصرة والذي ظل طيلة السنوات الماضية محاصرتا بالأهمال والتهميش سيما وأن أدباء البصرة ومثقفيها مايزالون يقبعزن في بناية متهالكة لاتتوفر فيها أبسط مقومات الأبداع.

دعوتان (صرختان) نطلقهما في هذا الشأن: أولاهما للأدباء والمثقفين في البصرة بضرورة التحرك الفوري ولملمة الصفوف وخوض الأنتخابات بقائمة ثقافية مستقلة بهدف أستقطاب محبي الثقافة وطلبة الجامعة والمدرسين والكوادر المتعلمة في البصرة وعدم ترك الحبل على الغارب للقوى المتسلطة التي عاثت في البصرةالفساد وأذاقت الناس الويل. والدعوة الأخرى موجهة الى أهالي البصرة أنفسهم: أذهبوا الى صناديق الأنتخاب هذه المرة بكل قوة لكن أنتخبوا من يأخذ بأيديكم الى الوعي الأفضل والحياة الأحسن وتيقنوا أن المثقفين الحقيقيين والآخرين من ذوي الأيدي النظيفة والوطنية الحقة هم من يعول عليهم في هذا الزمن الصعب.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com