|
أخي العراقي: ألعراق حبيبنا الأول والأخير، لنعمل جميعا" ضد التمييز بكافة أشكاله"
طعمة السعدي / لندن يا موطن آبائنا وأجدادنا، وأولادنا و أحفادنا وأحبابنا، يا وطن العشيرة ومهد الحضارات والمدنية، ياوطن الخيرات والبركات والمقدسات، لك علينا دين أن نعمرك ونجعلك مفخرة بين دول العالم، بوحدتنا وتكاتفنا وتكافلنا الأجتماعي وكأننا أولاد عائلة واحدة من حدود تركيا حتى حدودنا الجنوبية ومن حدودنا مع ايران الى حدودنا الغربية، فأبونا العراق وأمنا دجلة والفرات. ألوطن عزيز، وطموحاتنا من أجل مستقبل زاهر وحياة مستقرة سعيدة لنا ولأولادنا ولأحفادنا طموحات مشروعة ويجب أن تتحقق بالحوار والتفاهم الأخوي ودون تفريق أو تمييز. خيرات هذا الوطن تكفينا جميعا" وتكفل لنا حياة" سعيدة رغيدة هانئة اذا تكاتفنا وتآزرنا وصرنا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا" لاينفذ منه لص أو مخرب أو مفرق أو حاسد أجنبي لا يريد لنا خيرا". هذا هو سلوك الأنسان المتحضر والمؤمن بالله الصادق بايمانه. ولغة القتل والتفجيرات هي لغة الشياطين و الهمج المتوحشين الضالين الكافرين. لا شيء في هذا العالم أثمن من روح العراقي الشريف المنصف المحب لوطنه وشعبه بمختلف قومياته وأديانه ومذاهبه، المواطن الذي يقبل بحقه في المواطنة كاملا" ولا يتعدى على حق أخيه في المواطنة الكاملة بأي شكل من الأشكال. قوتنا وعظمتنا بحب بعضنا بعضا"، وخستنا وتدهورنا وانحطاطنا بتفرقنا وكوننا اضحوكة والعوبة بيد دول الجوار والأجانب الذين لا يسرهم تقدمنا وعزتنا ورفاهيتنا وعيشنا عيشا" رغيدا" سعيدا" كريما". الأمر بأيدينا وليس بيد أعدائنا أو حسادنا أو المتطفلين بالتدخل في شؤوننا الذين يسرهم رؤيتنا يقتل بعضنا بعضا" كالوحوش الضارية، ويرعبهم شموخ العراق أبو الحضارات والعلوم والفنون والآداب والمدنية والقوانين التي سنت من أجل سعادة الأنسان وتأمين حقوقه المدنية. لتكن المبادرة بأيدينا وليس بيد الأجانب والدخلاء والمجرمين. أخي وحبيبي العراقي الأصيل: ان ظلمتني سابقا" فقلبي كبير فيه مساحة واسعة للتسامح والغفران وفتح صفحة أخوة جديدة، فهذه شيمة وأخلاق الأنسان النبيل. وان ظلمتك سامحني يا أخي فأنت كريم وأخيك يستأهل الصفح ونسيان الماضي لنبدأ حياة الأخوة والتآخي والتلاحم والتعاضد من أجل بناء عراقنا الحبيب لنسعد فيه نحن وأولادنا ونبني وطنا" غنيا عزيزا" لنا و لأحفادنا وللأجيال القادمة ولا نترك لهم صومالا" يقتل فيه الأخ أخيه وتسود فيه شريعة الغاب. ليكن هدفنا التفوق على دبي وأبو ظبي وغيرها من المدن التي لم تكن الا قرى بائسة قبل أربعين عاما" في حين كان العراق أرقى بلد في الشرق الأوسط، وصارت دبي الآن تضاهي نيويورك وطوكيو بأقل من أربعين عاما" معتمدين على العمالة الأجنبية بكافة أشكالها. وفي نفس الوقت تدهور العراق بسبب الحكومات الطائشة والدكتاتورية والأرهاب ليصبح بقايا بلد يقارن بالصومال. نحن لدينا أضعاف سكان شعوب هذه الدويلات من العاطلين عن العمل. سيتوفر العمل والعيش الكريم اذا ساد الأمن وبدأ الأعمار والتصنيع وبناء البنية التحتية المخربة. ان القتال والتناحر سيزيد العاطلين وعدد العوائل التي تعيش تحت خط الفقر في عراقنا الذي هو من أغنى الدول بثرواته الطبيعية وسواعد رجاله الأشاوس ونسائه اللاتي عليهن ارضاع أطفالهن حب الوطن والعراقيين كما يرضعنهم الحليب الطاهر. وعليهن وعى أزواجهن تقع مسؤولية تلقين أولادهم الجنوح الى السلم والحوار وتحقيق مطامحهم واهدافهم بالوسائل السلمية المتحضرة وليس عبر فوهة البندقية والمتفجرات التي تنتهي بهم الى السجون والأعدام وبأخوانهم العراقيين موتى في القبور مما يزيد عدد الأرامل من بناتنا وأخواتنا العراقيات ويزيد عدد الأيتام ثم ليعلموا أن مأوى الأرهابيين جهنم وبئس المصير. لأن من قتل نفسا" بلا نفس ولا فساد في الأرض كأنما قتل الناس جميعا" كما تنص الآية الكريمة في القرآن المجيد. ان العالم المتحضر يسير باتجاه التوحد والتكتل الأقتصادي واجغرافي. والوحدة الأوروبية ومجلس التعاون الخليجي خير دليل على ذلك . ونقول لمن يريد تفتيت العراق وتجزأته راجع نفسك فأنت تريد أن تخلق كيانا" صغيرا" تافها، وعزتك في العراق الحر الديمقراطي الفدرالي الموحد القوي الذي يخضع لسلطة مركزية قوية ترعى المحافظات والفدراليات كما يرعى الوالد الحنون أولاده البررة. ان أي خلاف يمكن أن يحل بالحوار والنقاش المتحضر الهاديء غير المتشنج وسيصل المتفاوفضون الى حل عادل مهما طال زمن التفاوض والنقاش. ان التهديد بالسلاح والقتال هو سلاح الفاشلين المفلسين الذين يضمرون شرا وليس لديهم ايمان بعدالة قضيتهم ويستهينون بأرواح أبناء شعبهم وقوميتهم كما يستهينون بأرواح اخوانهم العراقيين وكأننا بحاجة الى مزيد من الدماء بعد بحور الدم التي سالت على مدى أربعين عاما" من الحكم الدكتاتوري الذي لم يسلم من شره أحد حتى أقارب صدام، والمجرم حسين كامل وغيره والشهداء من التكريتيين الذين أعدمهم صدام خير مثال على ذلك. عشنا في وطن غابت عنه التربية الوطنية الحقيقية منذ سقوط الملكية رغم أن ذلك العهد لم يخل من التفريق والتمييز وعدد رؤساء الوزراء الشيعة من عام 1921 الى عام 1958 خير دليل صارخ على الظلم والجور وعدم المساواة. هذا عهد مضى بحسناته الكثيرة وسيئاته القليلة مقارنة بما جا بعده. ليس من الحكمة أن نبكي عما كان قبل يومنا هذا. الحكمة في أن نكون أولاد اليوم ولا تظلم الأكثرية الأقلية، بل تضعها في عيونها وقلوبها لأننا اخوة وأولاد عمومة وعلينا أن نعترف أن في الأقلية خبراء مرموقين في ادارة الدولة وفي كافة المجالات فعلينا أن نعطي كل ذي حق وكفاءة حقه. وعلى الجانب الآخر أن يبعد عن أذهان بعضهم رغبتهم في التسلط المطلق على أسس غير مشروعة وغير قانونية. العراق للكل بالتساوي وميداننا صناديق الأقتراع. وأنا الشيعي سأفخر اذا انتخبت سنيا" قديرا" على قيادة السفينة، وعلى أخي السني أن يكون كذلك. هل سمعتم أن سويسريا" قتل آخرلأسباب سياسية علما" بأن سويسرة الصغيرة (7 ملايين) تضم أربعة قوميات هي الألمانية ثم الفرنسية ثم الأيطالية والرومانية حسب تسلسل عدد نفوس كل قومية؟ لم يحدث هذا ولا أظن أنه سيحدث، لأن الشعب السويسري متحضر جدا" يعترف ويحترم كل فرد حق المواطن الآخر ويعتبره أخ له في المواطنة. ولم تدخل سويسرة أي حرب مع دول الجوار أو غيرها منذ عام 1815 لحد الآن ولا أظنها ستحارب أحد علما" أن تأريخ كيانها الحالي يرجع الى عام 1948 حين أعلن الدستور الأتحادي . عشت في سويسره تسعة سنوات بعد هروبي من العراق عام 1980 بسبب تهمة جاهزة ضد كل شيعي تريد عصابة صدام تصفيته (حزب الدعوة، ولم أكن كذلك ولا أنا اليوم ) وكنت أتردد عليها منذ سبعينات القرن الماضي ولم أجد بلدا" أمينا" آمنا" مثلها. اترك باب بيتك مفتوحا" ونم آمنا" مطمئنا" فيها. أليس الأحرى بنا أن نقتدي بهؤلاء القوم الذين يصنفهم ارهابيو الأسلام من جماعة بن لادن والظواهري وشيوخ الشر في مملكة نجد والحجاز والأحساء والقطيف بأنهم كفارا" ويريدون قتلهم وهم من أهل الكتاب!!!!!!!!!!! نحن في أمس الحاجة لتربية وطنية وتدريس حقوق الأنسان والتآخي منذ المرحلة الأبتدائية على مبدأ المساواة التامة واحترام عقائد ومذاهب وحقوق الآخرين احتراما" تاما" . ولا يجوز لأي عراقي أن ينال من معتقدات عراقي آخر فالدين لله والوطن للجميع كما قال المغفور له الملك فيصل الأول عند تسنمه عرش العراق. لا أعلم بأي حق ينتقص المواطن العادي من أعلام الأسلام والصحابة الذين كان يحب ويجل بعضهم بعضا" وان اختلفوا فلم يفسد الخلاف واجتهاد الرأي الود والتعاضد فيما بينهم فكانوا أصدقاء أوفياء وتصاهروا مع بعضهم بعضا" بدون استثناء وعاشو في ود وتآخي تحت راية الأسلام. ثم يأتي جاهل أو حاقد أو مندس لتلقين الناس التفرقة والنيل من عمالقة كالصحابة أو مسلمين مرموقين اجتهدوا فأسسوا مذاهب اسلامية كان أتباعها عدد هائل من المسلمين. أنا لي مذهب أفخر به ولاشك أن أخي الآخر يفخر بمذهبه ويعتز به، ولكننا جميعا" متفقون على الأركان الأساسية للأسلام . فلم الأختلاف والعداء بسبب الجزئيات؟ ليناقش بعضنا بعضا" بالحكمة والموعظة الحسنة كما يفعل المتحضرون. أذكر هذه الحقيقة لأنها من أسباب التفرقة والحقد والكراهية التي آمل أن تزال وتبتر من حياتنا كما تزال الخلايا السرطانية من جسم الأنسان. لا شك أن كل عراقي لديه قريب في المهجر المتحضر، وأقصد به أوروبا وأميركا وكندا وأستراليا وغيرها من دول أهل الكتاب وليس الدول العربية (الشقيقة ﻠﻠﮜشر التي تعامل العراقي كالكريم على مائدة اللئيم) أو الدول الأسلامية التي لو اطلعت عليها لوليت منها فرارا" وصعد قلبك الى حنجرتك رعبا". ولا شك أنك يا أخي العراقي الكريم تعلم أن بعض الدول، ومنها بريطانيا، تمنح اللاجيء السياسي جنسيتها بعد عام من حصوله على اللجوء، وتمنح الدول الأخرى الجنسية لمن يقيم فيه 3 سنوات أو خمسة سنوات أو أكثر حسب القوانيين المرعية في تلك البلاد. يصبح العراقي أو الأجنبي مواطنا" له كل حقوق المواطنة بعد حصوله على جنسية ذلك البلد ولا يجوز التفريق بينه وبين أي مواطن أصلي يعيش في ذلك البلد منذ ولادته وولادة آبائه وأجداده. ان من يفرق بين هذا المواطن العراقي الأصل والمواطن الأصلي في ذلك البلد يعاقبه القانون. أما نحن، ويا للعار، يقيم العراقي في محافظة أخرى عشرة سنوات أو عشرين سنة أو أكثر ويعامل من بعض الفئات وكأنه أجنبي يجب أن يعود الى مدينته أو قريته أو جبله أو صحرائه الأصلية. والأنكى من ذلك يقول البعض أن هذا معيدي جاء من الهند وقت الفتوحات الأسلامية قبل ألف وثلاثمائة عام فيتهمه أنه غير عراقي!!! ولو راجع بعض هؤلاء تأريخ دخولهم العراق لوجدوا أنه لا يتجاوز المائتي عام قادمين من دول الجوار الى بلاد السواد الغنية!!!! ثم هذا كردي فيلي (ايراني) وهو وآبائه عاشوا في هذا الوطن عشرات أو مئات السنين، بل أن بعضهم كانو هنا قبل الفتح الأسلامي، فيجب تصحيح الوضع وتشريع قانون لمنحهم الجنسية العراقية ومساواتهم بالعراقيين الآخرين، وعليهم أن يكونوا عراقيين أقحاح، ولا شك أن غالبيتهم كذلك. نحن أولاد اليوم كما ذكرت، وعلينا معايشة الواقع كما هو وعلى كل منا ان يعترف بعراقية الآخر ويتآخى معه، والمثال السويسري، أو الهندي الذي يتكون من مئات الملل والقوميات واللغات مثال وقدوة لنا. فهل الهنود أرقى منا وأكثر تحضرا؟ على السلطة التشريعية سن قوانين صارمة ضد التمييز العرقي أو الطائفي في العراق على ضوء ما تأمرنا به الآية الكريمة: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءُ من نساءً عسى أن يكنّ خيراً منهنّ ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسمُ الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) . ولا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى، ان أكرمكم عند الله أتقاكم. يجب أن تكون عقوبة من يمارس التمييز بأي شكل من الأشكال صارمة رادعة لنلقي بتراث الأتهامات المتبادلة في مزبلة التأريخ ونعيش اخوانا" متعاضدين متحابين تحت راية العلم العراقي وحكومة الوحدة ألوطنية المركزية. وهذا طريقنا للأزدهار والأعمار. تخيل يا أخي كم سيصيبك وأفراد عائلتك من الخيرات وزيادة الدخل والرواتب حين يقوم العراق بتصدير ستة ملايين برميل أو أكثر من النفط يوميا" اضافة الى عشرات ملايين الأمتار المكعبة من الغاز الذي كان يحرق هدرا" أمام أعيننا في العهود السابقة التي لم تكن تهتم الا برفاه الحكام ومرتزقتهم. وعلينا الأنتباه الى التكتلات العرقية أو المذهبية أو الحزبية داخل القوات المسلحة في الجيش والشرطة والأمن الوطني، لأن التكتل والأنحياز في استغلال الترقيات والأيفادات وتوزيع المناصب داء سرطاني يهدد مستقبل العراق وينذر بالأنقلابات التي لم تأت الا بالكوارث على وطننا الجريح وشعبنا المظلوم. وآخر ما نتجت عنه تلك الأنقلابات احتلال العراق وتخريب البنية التحتية للبلاد بسبب الحروب المجنونة المتكررة داخليا" وخارجيا". اللهم احفظ العراق وأهله جميعا" بدون استثاء، واهدنا للتي هي أحسن وانعم علينا بالحكمة والبصيرة والتبصر والجنوح الى السلم والتآخي يا أرحم الراحمين. وأملنا كبير بصناديد العراق وعشائره الأصيلة وشيوخها الذين هم بمستوى المسؤولية الضخمة الملقاة على عاتقهم. وأدعو اخوتي في القوات المسلحة جميعا" على نبذ أية تفرقة تهدد الوحدة الوطنية وأسأل الله أن يحفظهم ويسعدهم ويجنبهم كل مكروه انه سميع الدعاء.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |