ممارسات ُزمن ٍولى

 

رشيد كَرمة

rashid_karma@hotmail.com

طرد العراقيون عن طيب خاطر، الكثير مــن الممارسات التي كان حزب البعث العربي الإشتراكي !! قد شّرعنها وأسّسَ لها بُغية إذلال وتركيع ليس فقط المعارض لنهج الدكتاتور ومنهج حزبه،وإنما إذلال وتركيع كـل الشعب العراقي، بمختلف أثنياته،ومعتقداته الدينية والمذهبية،فلقد ولى على سبيل المثال للحصر "نظام" عسكرة المجتمع، وإفساد طفولة العراق،وكتابة التقارير، كما كنس الشعب العراقي وإلى الأبد" نظام "التعهدات السيئة الصيت، بل لقد ولى تماما ً الحزب الأوحد وخيمته ولم تعد الصحف العراقية تُسَبح وتحمد وتمجد بالفرد الصمد، أو تأخذ إذنا ً للنشر أو تذعن لما تدبره أجهزة القسوة التي رعت أركان دولة بوليسية لأكثر من ثلاثين عاما ً.
وهاهي ممارسات جديدة لم يألفها الشارع العراقي من قبيل الإنتخبات البلدية أو عموم البلد كما أن مؤسسات الدولة قائمة على مواد دستورية وتمارس هي الأخرى عملها وفق سياق ٍ ديمقراطي وإن كان هشا ًوبدائيا ً، ألا أنه يشكل الخطوة الأولى لبناء أساس دولة ديمقراطية عصرية تتماشى وحقوق الإنسان،و تحتاج إلى عمل ـ جَبّار ـ من الجميع، ولاشك أن القنوات الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الألكترونية هي الفصيل الحامي للعملية الديمقراطية، كما لم تعُد أجهزة البث التلفزيوني مُلكاً صرفا ًلرأس الدولة وعائلته،ناهيك عن إمكانية نقد مجالس الرؤساء الثلاث والوزراء والمسؤولين أيا كان موقعهم من على القنوات الفضائية دون تحفظ ٍ أو خشية من أحد .
والأهم من هذا كله (تحرر الناس من الخوف والرعب) وذلك بدلالة مشاركتهم في الحديث السياسي والأجتماعي والأقتصادي والفساد الحكومي والتعبير عن إستيائهم لمظاهر لا تمت الى التمدن والحضارة بشئ، وهذا ما تلمسته ُمن الناس في بغداد والحلة والنجف وكربلاء  والناصرية والبصرة ومن مختلف الإنتماءات، بل أن أحد سائقي التاكسي ترحم جهارا ًعلى حجاج العراق المقبور  ِ!!!
وما من شك بأن الولوج في ثنايا المجتمع من خلال مؤسسات الدولة تفضي الى المنصف والباحث الجاد بوجود ترسانة من الممارسات التي تنتمي لنظام مُباد كأن (( يطالعك أُمي ٌُ مُرتشي ذو وجه ٍ عبوس وآمر في منفذ صفوان الحدودي،أو يستهجن وجودك موظف يعمل في مختبر صحي للعائدين في كربلاء، أو موظف يعرقل لك عملا مــن الممكن إنجازه في مديرية طابو الحلة أو يزجرك إداري في محكمة إستئناف محافظة كربلاء بطريقة تدل دون أدنى شك على تمرس ٍ في قلة الأدب وهذا ما يتمتع به رجل الأمن الصدامي وليس غريبا ً أن تجد رجلا ً يرتدي ملابس عربية فاخرة، بشماغ ٍوعقال ٍ عراقيين مميزين، ويلوكُ بسيجارٍكوبيٍ فاخر يتمختر بين العاملين في طابو الحلة يأمرهذا وذاك،والجميع يعرف تزلفه للنظام السابق بل أنه الوحيد الذي كان يتقدم مع أغنامه لنحرها عند قدم الريس !!!!؟؟؟ وقد تجد ممارسة بعثية سيئة في مضيف الروضة العباسية في كربلاء بدافع المحسوبية والمنسوبية !! ولعل طبيب الأطفال في بابل أكد على ممارسة غاية في الخسة و لم يخجل من تكفير ــ سحر ــ عندما حملت طفلتها مستغيثة لعلاج  !!! كما أنه لم يعر بالاً لرد ٍ كان ضروريا ً من أم عراقية أصيلة .
وقد تجد جيلا ًبديلا ًعن البعثيين الصداميين ’ غير أنهم وقعوا في نفس المستنقع الذي يتسم بالوساخة والضحالة الفكرية، إذ يمارسون تعاملا ً فظا ً مع زوجاتهم والمرأة بشكل عام وكأنهن عبيدا ً وجدوهن في سوق النخاسة و يبدي هذا البديل تعففا ًمفرطا ً من تطبيقات البعثيين !!!!!!!!!
ولاحرج في أن ترى موظفا ً يتخندق بكتاب الله ــ القرآن ــ طيلة فترة الدوام يراقب فقط موظفي النشاط الرياضي،  التابع لمديرية تربية كربلاء، إذ هو لايحسن غير الرقابة !!!!

والممارسة البعثية المفضوحة  "إقطعوا الأنفاس فالمسؤول هنا", تجدها في أماكن عدة يكثر فيه رجال وجدت أحدهم في مديرية جنسية كربلاء يتحسس سلاحه  بمناسبة ودونها سواء كان ذلك صباحا أم الساعة العاشرة مساء في شارع باب طوريج، المدينة التي يتندرُ كثيرون على أنها عوجة هذا الزمن بعد أن تأكرتت كربلاء)
غير أن الوعي الديمقراطي وما يخلقه من مناخ كفيل بإزالة ممارسات لابد أن يعلم الجميع بأنها من زمن ٍ ولى وإلى الأبد ...
وما علينا إلا نثير حمية المخلصين لغد ٍ ديمقراطي واعد .
أؤكد هنا أنها إنطباعات خاصة لزيارة عامة، نقلتها كما هي دون مغالاة الهدف منها المساهمة في خلق مجتمع سليم يئن ُتحت وطأة مرض الأمية ’ الآفة التي تحمل الينا العنف والدمارالمتعدد الأوجه .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com