|
ذوي الاحتياجات الخاصة .. والرعاية المطلوبة
المهندس/ جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة informationiraq_2005@yahoo.com أفرزت الحروب العبثية التي انتهجتها سياسات النظام المباد العديد من السلبيات التي تسببت بإنهاك شرائح متعددة في المجتمع العراقي، فضلا عن تنامي شريحة المعاقين الناجمة عن تلك الحروب والأسباب الطبيعية المكونة لها . وما أسهم في تفاقم مشكلة هذه الشريحة غياب الرعاية الكاملة لها وغياب المراكز التخصصية المتطورة التي يمكن إن تقدم لهم المساعدة العلاجية والنفسية إضافة إلى انعكاسات المشاكل الاقتصادية على الحياة المعيشية لهؤلاء المعاقين، كل هذه الأمور تسببت بظهور حالات نفسية تشاؤمية جعلت العديد منهم ينزوون بعيدا عن مزاولة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، مما يتطلب من الحكومة رعايتهم ومحاولة نقلهم من حالة القنوط واليأس إلى حالة جديدة يسودها الأمل والتفاؤل، إن إيجاد حلول ناجعة لذوي الاحتياجات الخاصة يتطلب تشريع قانون خاص بهم ينطلق بالدرجة الأساس من معاناتهم ومشاكلهم بعد معايشتهم بدقة والوقوف على ظروفهم المعيشية وحجم معاناتهم . لقد ظهرت منظمات وجمعيات تعني بذوي الاحتياجات الخاصة قامت بخطوات متقدمة لكنها لا تعدو أن تكون حلولا آنية لهذه الشريحة، في حين إن الحاجة تتطلب حلاً شاملاً وإستراتيجية واقعية تنهض بواقعهم وتزيد من تفاعلهم مع المجتمع . وقد خطت وزارة الشباب والرياضة (الجهة القطاعية) المختصة من ناحيتها بخطوات متقدمة لرسم سياسات وبرامج كفيلة بالعناية بهذه الشريحة من خلال سبل متقدمة تأتي في مقدمتها: - دعم اللجنة البارالمبية التي تعني بالرياضيين المعاقين من اجل تمكينها من أداء واجباتها بالشكل الذي يمنح هذه الشريحة نفحة أمل تتجسد في معظم الأحيان بانتصارات كبيرة في المحافل الدولية رفعت اسم العراق عالياً ومن خلال تقديم الدعم المالي لتغطية بعض احتياجاتها في المشاركات - إقامة المؤتمرات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وإنشاء المنتديات المتخصصة التي تصمم أبنيتها وفقاً لاحتياجاتهم، وتخصيص المركبات الاختصاصية وكراسي ومستلزمات أخرى لغرض تسهيل ممارسة أنشطتهم المختلفة . - مواظبة الوزارة على المشاركة مع اللجان العاملة (لذوي الاحتياجات الخاصة) في وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية والصحة وإشراكهم في مشروع الوزارة للشباب (كيف تنشى مشروعك) . إن الوزارة ترى هذه الحلول آنية تخدم شريحة المعاقين على المستوى الحالي وطموحنا تشريع قانون خاص بهم يسهم في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة على المدى البعيد ويلزم الدولة توفير الرعاية الكاملة في جميع المجالات الحياتية، الصحية والعلمية والاقتصادية وغيرها من الأساسيات - ولوزارة الشباب والرياضة رؤية خاصة تجاه القانون المقترح الذي نراه ضرورة تشريعية ونقترح أن ينطوي على : - ضمان مستوى معيشي مناسب لذوي الاحتياجات الخاصة والالتزام بإنشاء البنى التحتية التخصصية لهم . - انشاء ورش تخصصية لتشغيل المعاقين بما يتناسب وظروفهم وتحديد ساعات العمل لهم وقبل هذا تأهيلهم واشراكهم في دورات تدريبية لتعليمهم مختلف الحرف والمهن لاسيما الدقيقة منها (كصيانة الحاسبات، والساعات، واجهزة التصوير ... الخ) . - توظيفهم في دوائر الدولة في وظائف تتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم . - ومن اجل رفع مستواهم العلمي يتم قبول نسب محددة منهم في الدراسات الاولية والعليا وبشروط خاصة . - تشجيعهم على الزواج من خلال منحهم تسهيلات خاصة لذلك كغرف نوم أو منحة مالية . - ومن اجل ضمان حياة معيشية مناسبة للمعاقين لاسيما اولئك الذين لديهم درجات عوق شديدة . تقترح وزارة الشباب والرياضة إنشاء صندوق خاص يدعم المعاقين يتم تمويله وفق آليات معينة يجري إقراره لاحقاً على أن تسهم به بالدرجة الأساس مؤسسات الدولة كافة من خلال استقطاع نسب معينة من مواردها . هذا إذا ما أردنا أن نخفف المعاناة عن هذه الشريحة التي عاشت الظلم والغبن على مدى سنوات طويلة . ولنضمن الرعاية المطلوبة لهم بما يعزز اعادة الامل لهم ليكونوا جزءاً فاعلاً في المجتمع .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |