|
شتان بين حذاء أبوتحسين وحذاء البعثي
سهيل احمد بهجت لم يكن من الغريب أن نرى واحدا من حثالات البعث المهزوم يرمي الرئيس الأمريكي الذي حل ضيفا ثقيلا على البعثيين والإرهابيين، فمنذ أن شاهد العالم البطل الكبير "أبوتحسين" وهويضرب صورة أبوهبل صدام حسين بحذائه، منذ ذلك الحين والبعثيون ومن على شاكلتهم من القوميين والإسلامويين يموتون كل يوم وهم يشهدون تقدم الديمقراطية العراقية، فحذاء أبوتحسين عكس آلام الشعب العراقي ومحنته الطويلة التي انتهت بالإسقاط الذليل للطاغية وزبانيته من قبل الرئيس بوش صاحب القرار الشجاع والجريء، بالمقابل عكس "منتظر الزيدي" ثقافته البعثية البدوية التي لا تمثل إلا الجرأة على الديمقراطيين، فرمى فردة من حذاءه على الديمقراطي بوش والأخرى رماها في وجه الديمقراطي المالكي المنتخب، وأشك أن الزيدي البعثي قادر على فعل ذلك مع أصغر مسؤول في حزب من الأحزاب العراقية، فسيلقنونه درسا من نمط ثقافة "الحذاء". بالمقابل علينا أن لا ننسى أن الحدث صادف ذكرى إعدام المجرم أبوهبل والبغدادية وهي القناة البعثية الممولة من حسني مبارك والتي تشغل البعثيين بحثت عن حجة للبكاء على الدكتاتور المقبور وكان هذا الفعل المشين ـ الذي اعتبره إهانة لكـل الشعب العراقي ـ فرصة سانحة لهم للتباكي على النظام المقبور، وهنا جدير بالحكومة العراقية أن تعاقب هذه القناة الإرهابية البعثية بمنع مراسليها من دخول المنطقة الخضراء وكل الدوائر الحكومية، ليس غريبا أن خريج كلية صحافة وإعلام البعث مستعد ليس فقط لرمي ضيوف العراق بأحذيته القذرة والوسخة بل وتفخيخ نفسه وتفجير نفسه بالآخرين وحتى "أكذوبة" اختطاف الزيدي كانت مدبرة من القناة البعثية نفسها لأن لا أحد يختطف الإرهابيين بل هذا العمل "الخطف" هوصفة بعثية بامتياز، من هنا علينا كعراقيين ومنذ اللحظة أن نفرض وبشكل إجباري على كل شبكة إعلامية عراقية (وهذا الإجبار لصالح الديمقراطية) أن تبث في مناسبات معينة ساعة من البرامج الوثائقية عن جرائم البعث الصدّامي وضحايا المقابر الجماعية والتعذيب. إن ثقافة "الأحذية" البعثية لا تزال تشكل تهديدا حقيقيا للعراق الديمقراطي الجديد ولا يمكن لنا أن نعيش في سلام وتسامح إذا تسامحنا مع البعث ومنهجه الإرهابي الإجرامي، فالمسألة ليست رمي حذاء بقدر ما هي تعبير عن غضب لتحرير شعب بأكمله، لا مصالحة وطنية مع البعث وحتى مع من وما يتشابه مع البعث وثقافة الأحذية، وإذا كانت قناة الجزيرة الإرهابية سعيدة بأن استطاع أمير قطر أن يرمي ضيوف العراق بأحذيته القذرة، فعلى الحكومة العراقية أن تغلق مكاتب هذه القناة في كافة أنحاء العراق ـ فهناك مكتب للقناة في أربيل ـ لأن هذه القناة تعلن على الدوام استعدادها لإيذاء الشعب العراقي. لا ننسى أن الرئيس بوش نفسه عبر عن ارتياحه لأن الحادث أظهر حرية التعبير في العراق الجديد. أخيرا أجد أن من واجب الحكومة العراقية أن تقوم بتكريم البطـل العـراقي الكبير أبوتسين لشجاعته وعكسه للإعلام العالمي مدى شوق العراقيين إلى الحرية والديمقراطية، كما أن الرئيس بوش معتاد في بلده على الحرية وحتى أن أمريكيين رموه بالبيض كما يفعلون مع كل رؤواسهم، لا شلت يدك يا أبى تحسين وشتان بين حذائك وحذاء الزيدي البعثي الذي أهان الكرامة العراقية وأساء إلى كل العراقيين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |