|
العرب الصداميون وقندرة الصحافة العراقية .. مفارقات قديمة!
حميد الشاكر مهما اختلفنا أو اتفقنا مع الفعل الذي قام به الصحفي العراقي منتظر الزيدي عندما رمى بحذائه على الرئيس الاميركي جورج بوش وهو في زيارته الاخيرة للعراق، فأن علينا ان نتفق على مبدأ اساسي في العراق الجديد الا وهو مبدأ : سماح الديمقراطية بفعل اللامتوقع منطقيا في التعبير عن الرأي !. لكن الغريب العجيب في المعادلة كلها بين قنادر العراقيين وقيمة بوش السياسية هو دخول العرب الصداميين كصوت نابح والصداميين العراقيين كمدعين بطولة لم تعرف في يوم من الايام عنهم لاسيما اخرها فضيحة اختباء بطلهم القومي في حفرة الصرف الصحي صدام حسين وهروبه من ارض المعركة أمام الجندي الامريكي، فياترى ماهو الداعي لدخول النباح العربي الصدامي على الخط واقحام الصداميين لانفسهم في معادلة صحفي عراقي غاضب على رئيس الولايات المتحدة ؟. السؤال بصيغة اخرى :مالذي دعى نقابة الصحفيين في مصر الخنوع والذلة للانتفاض لابن العراق وصحافته الحرّة منتظر الزيدي الذي وفرّ العراق الجديد له التعبير عن رأيه بحرية لتشيد بموقفه الحرّ في العراق ومن ثم لتنبري للدفاع عنه، بينما ان نفس هذه النقابة لم تدافع عن العراقيين كلهم عندما كانوا يبادون من قبل نظام العفالقة الصداميين او لم تدافع اليوم عن المحاصرين في غزة من الفلسطينيين والتي تشارك الحكومة المصرية نفسها بحصارهم ؟. وماالذي يدعوا الجزيرة القطرية والاخرين من نقابة الصحافة الاردنية للدخول على الخط من خلال محامي المقبور صدام حصين خليل الدليمي للتبرع بالدفاع عن منتظر الزيدي الذي هو لم يزل من وجهة النظر العراقية لم يُدن بعدُ ولم يقم بفعل اجرامي كالذي يقوم به يوميا الصداميون في الاردن للتحريض على ذبح العراقيين وقتلهم ؟. وما الذي اثلج صدر قناة الجزيرة القطرية الغارقة بذبح عائلة منتظر الزيدي نفسه من خلال قيادتها لهلكوست الفتنة الطائفية بزعيمها القرضاوي لابادة الشعب العراقي كله من فعل منتظر الزيدي الصحفي العراقي ؟. واذا كان المصريون الصداميون والاردنيون والقطريون كذالك يرون بفعل منتظر الزيدي قمة البطولة والمقاومة فلماذا لم يقم لا المصريون ولا الاردنيون ولا القطريون بممارسة قذف الاحذية على سيدهم الرئيس الامريكي بوش في بلدانهم التي هي مرتع امن للامريكيين او ولي نعمتهم شمعون بيريس وهم يجتمعون ليل نهار في رحاب بركته في مؤتمرات نيويورك وواشنطن برعاية واموال البترول السعودي اذا كان رمي حذاء على رئيس بهذه الاهمية عندهم ؟. عجيب غريب فعل هؤلاء الاعراب وادعائهم لانفسهم فضائل هي ليست من مقاسهم ولاتصلح لحالهم الاعرابي الجلف، فمتى كانت الكرامة لكم شعارا ايها الاراذل الجبناء، ومتى كانت لكم الشجاعة راية لتقفزوا وفجأة للدفاع عن عراقي انتم اول من دمّر بلاده واول من انتهك حرمته واول من باع دمائه للارهاب مجانا ؟. وهل لو سألنا منتظر الزيدي العراقي نفسه عنكم ايها الاعارب من مصر والاردن والسعودية وقطر، وياانصار الرذيلة والاجرام الصدامي بالامس فهل تعتقدون انكم على قائمة تفكير اي عراقي شريف يرى ان شسع نعله او حذائه اشرف من شريفكم ياقاتلي الاطفال وحارقي العراق؟. هل وفرتم الحرية ايها الاعراب الصداميون السفلة التي يوفرها عراق الطلباني والمالكي والمشهداني اليوم وعراق مابعد مقبوركم العفلقي لشعبه حتى وصلت حرية الشعب العراقي في التعبير الى رمي رئيس الولايات المتحدة الامريكية بالقندرة العراقية، هل وفرتم الحرية لشعوبكم حتى تتدخلوا وتطلبوا من الحكومة العراقية حماية الصحافة العراقية ؟. الا تعلمون لو ان شعوبكم نالت ربع حرية الشعب العراقي اليوم لرمت ملوككم الخونة وزعمائكم الاراذل ليس بالاحذية فقط بل وايضا بماهو احقر من الاحذية لتدركوا يانقابة صحفيي مصر والاردن وقطر وباقي شلّة الاوباش من الصداميين انكم اتفه واحقر من ان تطلبوا من حكومة العراق حماية ابنائهم ؟. ومتى كان خليل الدليمي وباقي صداميي الاردن حريصين على دمّ الشعب العراقي او حماية حرية الصحافة في هذا البلد الذي لم يُنكب الابسبب جواره للاردن وباقي الحاقدين عليه ؟. والغريب الاعجب : اذا كان الشعب الاردني الى هذا الحد حانق وغير سعيد بتواجد القوى الاجنبية على الارض العربية والاسلامية ومنها العراق الم يكن الاجدر بنقابة المحامين الاردنية ان تحاسب ملكها الموالي والمنخرط والمنتظم و....... المختوم والمطبوع والمصنع بالمصانع الصهيونية والامريكية، بدلا من الابتهاج بفعل فرد عراقي عبر عن غضبه في العراق على السياسة الامريكية ؟. ثم الى متى هذا النفاق يأمة الاعراب الصدامية، واذا كنتم كلكم لاترغبون برؤية بوش الامريكي في بلدانكم والعراق الم يكن الاجدر بكم ان تكونوا اشجع من ذالك وتعبروا عن ارائكم في دولكم التي تستقبل بوش بفرحة اعظم من فرحة عيد الفطر المبارك للمسلمين بدلا من سرقة الانجاز العراقي الديمقراطي ولتتشدقوا به باسم عروبتكم المزيفة ؟. صحيح اذا لم تستحي فافعل ماتشتهي ؟. اليوم والبارحة كان ولم يزل العرب ينظرون بعين الحسد والحقد لكل عمل عراقي مهما كان صغيرا او كبيرا !. بالامس كان العراقيون اهل نخوة وعزة وعروبة واسلام ...، لكن وفجأة نسبت كل بطولات وابداعات وتضحيات العراقيين لصدام جرذ العوجة وليلعن الشعب العراقي ويحرق ويقتل بلسان اعرابي طائفي صدامي مبين، لنكتشف ان جرذ بالوعات الصرف الصحي هو البطل القومي والشعب العراقي هو الخائن بنظر اعراب المنطقة ومنافقي العرب بعد تحرره من الدكتاتورية العفلقية البغيضة ؟. واليوم لم يزل الشعب العراقي هو هو رافضا للظلم متطلعا للحرية مبدعا للحياة محبا للسلام شجاعا .... ولكن وفجأة وجدنا اعراب الاردن ومصر وقطر والسعودية وخليل الدليمي يقفزون من جحور خيبتهم لينبروا امام شاشات الفضائيات العربية العبرية ليظهروا ان ليس الشعب العراقي هو الذي يرفض وليس منتظر الزيدي هو الذي يتمتع بحرية وشجاعة العراق .... بل هم اؤلئك الاعراب الاراذل الذي بالامس واليوم هم احقر واجبن من ان يقوموا بشيئ له معنى امام العالم !. اليس هذه كارثة ؟. يتبقى ان نقول : انه ومهما حاول اعراب المنطقة العربية ومنافقي التاسلم السلفي السياسي العربي من الوصول الى حذاء اصغر طفل عراقي شريف فانهم سوف لن يجنوا من نفاقهم هذا غير حذاء عراقي اخر يزحف الى وجوههم المشوهة ليعيدهم كجرذهم الصدامي الحقير الى بالوعات الصرف الصحي!. أما بالنسبة للصحافة العراقية وحقوقها الدستورية والقانونية في العراق فهي محفوظة بدماء وجماجم العراقيين التي قطعت على ايدي الارهاب الاعرابي الصدامي المصري والاردني والقطري والسعودي، الذي يحاول اليوم ان يكون عراقيا اكثر من العراقيين !. نعم ادعو حكومتي العراقية باطلاق صراح الصحفي منتظر الزيدي من منطلق ان دولتنا هي اليوم دولة القانون والحرية، ولاجريمة الا بنص قانوني ولم ينص القانون العراقي على تجريم التعبير عن الراي حتى وان كان غريبا برمي قندرة على الرئيس بوش!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |