|
أين المواطنة يا وزارة التعليم؟
ويصا البنا لا أدري ماذا اكتب أو فيما اكتب، فقد مرت أحداث كثيرة جداً في الفترة الماضية تستحق التعقيب وتطرح أسئلة ولكني كلما اقتربت من جهاز الكمبيوتر أو من القلم اشعر بعدم رغبة في الكتابة أو التعليق وكأني قد سلّمت بالأمر الواقع أو أني فقدت الأمل في الإصلاح أو أني انتظر تدخل القدر والظروف، وكم حلمت –ومازلت- بنوم عميق يستمر سنوات لكي استيقظ منه لأجد شيئاً قد تغيّر إلى الأفضل وهذا نوع من أنواع الهروب من الواقع والتعبير عن قلة الحيلة وأملاً في تدخل السماء لتغيير الأوضاع وعملاً بالمقولة التي تقول دوام الحال من المحال، فعلى سبيل المثال وليس الحصر وباختصار سوف أطرح موضوع كنت أود أن اكتب عنه بصفة منفصلة وهو الموضوع الذي يتكرر كل عام. لقد أعلن سيادة الرئيس محمد حسني مبارك أن يوم السابع من يناير أجازة لكل المصريين وهو الموافق عيد الميلاد المجيد عند الأقباط الأرثوذكس، ومن المعروف أن يوم العيد تتم فيه الزيارات والتهاني بين الأهل والأصدقاء وكلاً منّا يأخذ أبنائه في رحلة أو الخروج إلى مكان للتنزه ليرجع الجميع في وقت متأخر للراحة والاستعداد لبدء يوم جديد. هذا هو الوضع الطبيعي ليوم يتيم لأجازة عيد للأقباط بعكس إخوتنا في الوطن الذي وصلت فيه الأجازة هذا العام إلى أسبوع وإلى هنا لا اعتراض، ولكن إصرار وزارة التعليم على إفساد فرحة أولادنا بالعيد بتحديد يوم الثامن من يناير أول أيام الامتحانات لصفوف النقل الابتدائي والإعدادي رغم أن هذا اليوم هو يوم خميس (أي أنه نهاية أسبوع) ويوجد فارق كبير بين هذا الميعاد وموعد امتحان الشهادات فهذا يمثل إلغاء لقرار الرئيس حيث أنه على أولادنا الاستعداد للامتحان في هذا اليوم وإعلان لحالة الطوارئ في كل بيت به تلميذ ابتدائي أو إعدادي فهل هذا القرار صائب وهل تكرار هذا الميعاد كل عام من قبيل الصدفة أم أنه متعمد؟ وهل هذا القرار الغبي والمتزمت يمثل المادة الأولى من الدستور وهي المواطنة؟ أي مواطنة هذه يا سادة التي تحرم الأطفال فرحتهم بالعيد؟!!!!! وهل نسعى جميعاً لرفع قضايا على الدولة من أجل أن تصبح أجازة العيد يومين أو ثلاثة بما أننا مواطنون في هذا البلد ولنا نفس الحقوق والواجبات؟ أم أن التيار المتزمت والمتشدد أصبح هو التيار السائد هذه الأيام؟ وهل لو تم تأجيل الامتحان يوماً آخر سوف يستفز مشاعر إخوتنا في الوطن حيث أن هذا هو السبب والذريعة المتعارف عليها في أي حدث طائفي؟ آما آن الأوان أن نترك هذا التعصب والتخلف وننظر إلى مستقبل هذا الوطن ونترك صغائر الأمور التي قد تسبب ضغائن وشعور بالاضطهاد والتعسف من أجهزة الدولة لكل ما هو قبطي؟ هل يخرج علينا الوزير الهمام ليعلن لنا الحكمة من موعد هذا الامتحان وإن كان في مصلحة الوطن سنلبي خاضعين وفرحين أيضاً؟ ليتني أستطيع أن أصف هذا الموقف من قبل المسئولين في بلدي أو أجد مبرر لكي أكتبة ولكني أجد نفسي أمام موقف يحتاج تفسير بما أن الدولة والإعلام يقولون أنه لا يوجد اضطهاد في مصر إذاً بماذا نسمي هذا؟ هذه دعوة للإعلام المصري الواعي والمستنير وغير المتعصب لحل هذا اللغز وننتظر رد من أي أحد ليعلن لنا أسباب هذا الاستفزاز ولن نلجأ إلى أي أحد سوى إلى حكومتنا وللحزب الوطني والمعارضة وكل التيارات داخل مصر لكي يجيبنا أحداً مَن السبب في إفساد فرحة أولادنا بالعيد وهل هذا واجب قومي وضرورة مُلحّة وفي مصلحة الوطن؟ حتى لا يلومنا أحد نرجو الرد يا مَن تنادون بالحوار داخل الوطن ها نحن نتحاور هل مَن مجيب؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |