|
علاوي .. في مهب الريح
كتابات - ابو جعفر البغدادي الدكتور أياد علاوي، زعيم حركة الوفاق الوطني، لاأحد يشك بوطنيته ولا بتاريخه النضالي من أجل العراق، ولكن وكما هو القول "النيات الطيبة لاتصنع التاريخ"، وتاريخ الدكتور علاوي بعد وقوعه في فخ مجلس الحكم و فقدانه لرئاسة الوزراء، تاريخ يمكن وصفه بـ "لاهو في العير ولافي النفير". لابد ان نسجل للدكتور علاوي نجاحة في تنفيذ اول انتخابات نيابية بعد السقوط للعراق ولابد ان نسجل له ايضا" تصديه للجماعات المسلحة مع ضعف قدرته العسكرية آنذاك وهو قرار شجاع، ولوتسلم غيره رئاسة الوزراء في الوضع المضطرب في حينه وفي أي من بلداننا العربية، لأستغل ذلك ووسع من نفوذه وسلطته وبما يضمن عودته للسطة مجدا"، ولكن الدكتور ركن لحسن نوايا العراقيين، وحسب شعبيتة بطريقة خاطئة اكلها وابتلعها الاصطفاف الطائفي والاثتي الذي بوغت به ولم يدخله في حساباته، ولعب بورقة خاسرة بمجاملة البعثيين دون تمييز . وفي تشكيله لقائمته العراقية، ضم حاجم الحسني المفعم بطموح يتعدى قيادة علاوي، وصفية السهيل،مصاهرة الاكراد،والحزب الشيوعي بتقيته وانتهازيته الجديدة، وخير الدين البصري بعمامته غير النافعة، وعدنان الباججي الذي اخذ اعمار غيره، ومهدي الحافظ بتقولاته الاقتصادية العقيمة والمتاخرة وطموحه بالحصول على وزارة بأي ثمن، ووائل عبد اللطيف المثقل بكراهية البصريين الذين لن ينسوا له اغتصابه منصبين في آن واحد، محاقظ البصرة وعضوا مجلس الحكم، في الوقت الذي فرط فيه بنصير الجادرجي وحزبه الوطني الديمقراطي . هذه التشكيلة الفضفاضة للقائمة العراقية سرعان ما انفرطت، منهم من يدعي دكتاتورية علاوي في القيادة ومنهم، من لم يحظي بمنصب وزير وهو في القائمة فاراد الحصول على المنصب وهومستقل ولكن الكل ضربوا "بوري "، وعودة مهدي الحافظ لايمكن تفسيرها الا بهذا الاتجاه . الدكتور علاوي لم يحول حركته الى حزب سياسي، يتوائم مع معطيات العمل السياسي في الواقع الديمقراطي، وجوهره انتخاب القواعد للقيادات، بل بقى على نفس اسلوب العمل السري، وهو تعيين القيادات لا انتخابها، فتبوء قيادة حركته بمن حوله نزولا" الى المحافظات، عناصر تفتقد للاسلوب الديمقراطي في العمل الحزبي وتفتقد لأجندة التوجه الليبرالي العلماني للحركة، فحظيت وخصوصا" في المحافظات بأنصاف المتعلمين وارباع المثقفين، وحصلوا على عضوية مجالس بعض المحافظات، فكان ادائهم فيها لمصالحهم الشخصية فكونوا عصابات ولوبيات مع بعضهم البعض، واغلقوا الحركة امام القادمين للعمل الوطني من التكنوقراط والمتعلمين، فباتت حركة الوفاق الوطني بلا شعبية، والدليل ان مكاتب الحركة في كافة المحافظات، لايوجد لها أي نشاط ثقافي او سياسي يمكن ان يغني الحركة الوطنية، ونتيجة لهكذ قيادات ابعدت الحركة وطردت من التنظيمات الاخرى ذات الاتجاه الوطني، وقد شكل اعلان الاتفاق مع صالح المطلك منقذا للوفاق، ولكن سرعان ما انسحب الدكتور المطلق اذ ادرك ان مستويات القيادات لدى علاوي في المحافظات ليست مؤهلة للحصول على مناصب قيادية، وتفنقد الشعبيعة بادنى مستوياتها . الدكتور علاوي وبعد فقدانه لرئاسة الوزراء، وحصول قائمته على عدد من المقاعد، لاتكفي لتكون قوة برلمانية مؤثرة، كان النطق يقول ان عليه ان يعترف بالواقع الجديد ويشكل معارضة برلمانية ترصد وتقوم الحكومة، وكما فعل الدكتور المطلق، ولكن علاوي وبعد نتائج الانتخابات حزم حقائبه وتوجه الى اصدقائه الاكراد طالبا" منهم الدعم، ولكن الصداقة شيء والمصالح شيء آخر فردوه خائبا" ببرغماتيه اشعرته بالكآبه، اذ ليس من المنطق ان يبدلوا الائتلاف الشيعي الذي جعل الدولة نهبا" لهم بعلاوي الذي لايملك عشر مقاعد البرلمان . وعلاوي لم يعي الدرس بعد، فقام بزيارات مكوكية لهذا البلد وذاك، مدعيا انه ينشد مصلحة العراق، ولكن هيهات ساعة مندم فعلاوي اليوم خارج السلطة، ومصالح كافة دول العالم تحتم عليهم الاتفاق والتعاون مع منهم في السلطة وبالتالي رحلات علاوي لم تكن الا هباء منثورا وعودة بخفي حنين . في خضم هذه الدوامة اهمل علاوي بناء وترميم حركته، والعمل السياسي لها داخل العراق، فانصمت شعبيته وبات مستقبله السياسي في مهب اليرح وربما لن يحظي بانتخاب مجلس النواب القادمة حتى بمقعد واحد له . نصيحة اوجهها لأثنين في القائمة العراقية هما، اياد جمال الدين وعزت الشابندر واقول لهم " انكم تدفنون انفسكم مع القائمة العراقية، فما تتمتعون به من حس وطني وتنظير فكري وسياسي، يظاْ وبجوع له الشارع العراقي، وآن لكم ان تؤسسوا لحزب او حركة سياسية جديرة بكم، ومن شانها منحكم الشرعية في تحويل افكاركم وتنظيراتكم الى التطبيق العملي وهو ما يحتاجة منكم المواطن العراقي، أما بقائكم مع علاوي وحركته السائبة، فهو بمثابة الحجر على انفسكم، نصحيتي ابتعدوا عن الوفاق، واتركوا علاوي لمهب الريح
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |