|
دخول التأريخ يكون عبر بوابته الحضارية والعلمية وليس من خلال لغة القنادر
جبار العراقي/ فيينا / النمسا تعتمد مهنة الصحافة والأعلام على الوعي الثقافي والخلقي والمهني ومعرفة طرق وأسلوب الحوار الحضاري وسلاح الصحفي الواعي هو قلمه وحواره الذي يعتمد على خلفيته الثقافية وليس ( القندرة )؟ أن الطريقة التي مارسها مراسل قناة البغدادية منتظر الزيدي الذي يدعي بأنه هو صحفي وأعلامي في الحقيقة ما هي الا ممارسة غير خلقية بعيده كل البعد عن الخلقية والمهنية الصحفية والإعلامية التي يجب أن يتحلى بها أي صحفي يمارس هذه المهنة . لكن منتظر الزيدي أتخذ من ( القندرة ) رمز وسلاح كي يدخل من خلالها التأريخ بدل القلم والحوار الصحفي ولغة الادب الرفيع . وظلت قناة البغدادية التي ينتمي لها منتظر الزيدي تدافع عن جرم اقترفه مراسلها الذي يفتقد للأخلاقية المهنية الصحفية الإعلامية بدل أن تقدم اعتذارا لما قام به مراسلها خلال المؤتمر الصحفي الذي دار بين بوش والمالكي احتراما للأخلاقية المهنية التي كان يجب على منتظر أن يتحلى بها كصحفي ومراسل لها. حيث راحت هذه القناة تطبل وتزمر وتبث الأناشيد القومية معتبرة قندرة مراسلها رمز للبطولة الوطنية التي من خلالها سوف يتم تحرير العراق. لقد ذكرتني هذه الأناشيد والخطابات المزيفة بخطابات واناشيد النظام المقبور أيام حكمة الدموي الذي أوصل العراق إلى ما نحن عليه لان حيث كان يحول من خلال هذه الأناشيد والخطابات كل هزيمة يمر بها إلى نصر قومي عربي يرفع رأس المطبلين القومجية ويذكرني أيضا بالمذيع المصري أحمد سعيد عفوا أقصد التشابة الذي بين أحمد سعيد وعبد الحميد الصائح مذيع بيانات البغدادية ، والمذيعين الذين كانوا يذيعون البيانات الانقلابية التي كانت تحمل رقم واحد حيث بدأ فعلا يذكرني بتلك الأيام السوداء المتمثلة بالخطابات الغوغائية والبيانات التي تقطر من بين أحرفها دماء كل الوطنيين والمخلصين للوطن والمواطن العراقي. فعلى قناة البغدادية وطاقمها الصحفي أن تبتعد عن هذه الطرق والأساليب الرخيصة والمزيفة التي أصبحت معروفة لدى المواطن العراقي الذي تحمل الويلات والعذاب والقتل من خلال هذه الأساليب الرخيصة الذي كان نظام البعث الفاشي يمارسها بحقهم ، لا أن يأتي علينا عبد الحميد الصائح ليذكرنا بها ، والتي كان المواطن العراقي يدفع حياته ثمنا لها طيلة أكثر من خمسة وثلاثون عاما على يد نظام بعثي فاشي جلب للعراق طيلة فترة حكمة الدموي التي طالت أكثر من خمسة وثلاثون عاما الدمار الاقتصادي والخراب الفكري والخلقي الذي لازال الشعب العراقي بجميع أطيافه يعانون من هذه التركة الثقيلة التي تركها النظام المقبور. وكان من المفروض على الصائح الذي لازال يحلم بتلك الأيام السوداء ان لا يعيد أيام أذاعة البيانات والخطابات الغوغائية المزيفة التي لا تحمل بين أسطرها ومضمونها الذي يفتقد لأي صيغة إنسانية وخلقية سوى المضمون الذي كان يشجع على القتل والعداء وتفتيت النسيج العراقي الذي مارسه نظام البعث الشوفيني، والغريب أيضا أرى الكثير من الوجوه العراقية والعربية الذين كانوا يطبلون ويرقصون للنظام المقبور الذي أوصل العراق إلى هذه الحال ويعتبرون الجرائم الذي مارسها بحق الشعب العراقي المتمثلة بعمليات الأنفال السيئة الصيت بحق أبناء شعبنا الكردي والتي راح ضحيتها ( 182 ) ألف مواطن كوردي بريء وكذلك الإبادة بحقهم في مدينة حلبجة التي قصفها بالسلاح الكيماوي والتي راح ضحيتها أكثر من. ( 5000 ) ألاف شهيد بين أطفال ونساء وشيوخ، وقمعه لانتفاضة آذار المجيدة والمقابر الجماعية والشباب الذين لا زالت مصائرهم مفقودة. هنا أسألك يا عبد الحميد الصايح بصفتك أعلامي تمثل السلطة الرابعة كما تدعي من الذي أتى بقوات الاحتلال للعراق ألم يكن النظام المقبور في خيمة ( العار ) خيمة صفوان حينما قدم للأمريكان وحلفائهم العراق على طبق من ذهب بشرط أن يبقى هو في السلطة وهل نسيت الحصار الاقتصادي الغير إنساني على الشعب العراقي والذي راح نتيجة هذا الحصار ألاف الأطفال الأبرياء والذي كان يجعل من موتهم دعاية أعلانية لحزبه الفاشي لماذا يا من تدعي الشهامة والأخلاق العربية أنت ومن تستضيفهم سواء كانوا عراقيين أو عرب لم تنددون بالأعمال الإرهابية والإجرامية التي يتعرض لها كل أطياف الشعب العراقي على يد ما تبقى من أزلام المقبور ( صدام ) والقوى الظلامية والمجرمة الأخرى مثل تنظيم القاعدة ومن يدعم ويمول هذه المجاميع الإرهابية المدعومة من قبل بعض دول الجوار. ختاما أقدم أليك وإلى كل ضيوفك وللبغدادية أيضا التهاني الحارة على موقفكم الذي لا يحمل أي صفة مهنية وأخلاقية كإعلام حر ، ومبروك على دخولكم التأريخ عبر بوابة ( القندرة العربية الاشتراكية )
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |