|
سهير لا تزال ترقص على الوحدة ونص
ميادة العسكري تكلمت مع اخ عزيز في الداخلية العراقية اليوم.. كان يمزح ويضحك، ولعله بذلك اراد ان يزيل كآبتي حول ما يحدث في العراق .. قال: اللي جوة باطة عنز يمعي، واحنا، الحمد لله، ما عدنا شي جوا اباطنا .. حمدت الله على ان جزء كبير من لطمية الدفاع والداخلية قد شارفت على نهايتها من دون اراقة الا لكثير من الكلمات والعرق والدموع .. ولكن دون دماء ولا ارواح *** كتب لي احد الاخوة معلقا على مقالة "سهير زكي " وزمن الاعدامات العراقية خلال سبعينات القرن الماضي قائلا: "كانت كلمة السر الحزبية هي رقصة سهير زكي، وكنت انا وقتها خريج جامعة وكان هذا هو انذار الى الحزبيين ليخرجوا الى الشوارع لوجود خطر على النظام واود ان اقول ان التغيير في العراق واضح كما قارنتي بين الان وبين ما كان يحصل للضباط في زمن الكابوس! والتغييرات نحو الاحسن سارية لكن ببطئ مثل ذلك الذي يتعلم الكتابة والقراءة من البداية. اما عن الاعتقالات التي حصلت فانا اؤيد ماحصل ولو للاحتياط لاننا في زمن العجائب ولايجوز ان لا نتوقع المستحيل كما ذكرتي لان المقابل عقله "موتمام" فاذا كان عقلي "مايشيلها المقابل يسويها لانه مخبل !" واقصد الانقلاب فالانقلاب ليس كما هو شائع عندنا -انا عاصرت كل الانقلابات من14 تموز1958 الى هذا اليوم وربما الانقلاب الان هو احتلال مباني وزارية واعتقال رهائن والمساومة على حياتهم! توقعي المزيد والعجيب فانا لم ار في حياتي السابقة مارايت في اواخر عمري من ذبح على الشاشة وتعليق جثث وقطع رؤوس وخطف بريء ليس له في الطين ولا في العجين ويقف ورائه ملثمين يساومون على قتله وغيره من اعمال عجيبة غريبة! ان ما قامت به الجهات الامنية باعتقالهم هو الصواب بعينه بعد ان جاءتهم تقارير بذلك فلا يمكن تجاهلها مثل انذار بوجود قنبلة على طائرة فلا يمكن المجازفة بانه انذار كاذب واهماله! لكن الذي يفرحني انه اطلق سراحهم دون المساس بكرامتهم واعيدوا الى وظائفهم مكرمين معززين دون اهانات!وسيتم التحقيق بمن اعطى معلومات كاذبة وهذا من اجمل فقرات تطبيق القانون ومدى التغير الهائل في العراق-واذكر لكِ حادثة عاصرتها انا اذا لم تعرفيها وهي-في سنة 1973 حدث انقلاب ناظم كزار وكان هذا الشخص مدير الامن العامة وكان عبد الخالق السامرائي مسجون بالمؤبد قبلها بمدة، وكانت نية المتآمرين ان نجحوا ان يختاروا السامرائي رئيسا او ماشابه ذلك دون علمه بالانقلاب طبعا لانه في السجن الانفرادي ولايتصل باحد، وعندما فشلت المؤامرة اعتراف المتآمرين بنيتهم في تعيين السامرائي" .. فماذا حصل ..؟؟؟ *** الذي حصل ولم يذكره الاخ هو ان عبد الخالق رحمه الله، اعدم بعد هذه الحادثة بعدد من السنوات عندما صف صدام معظم رفاق مسيرته في صف الخونة واعدمهم كاول اجراء "جمهوري" يقوم به بعد ان قذف بالبكر بعيدا عن كرسي الرئاسة ، وجلس مكانه ليكون اسوأ حاكم رآه العراق منذ امد طويل للغاية *** منذ يومين وانا اسير على غيمة لا علاقة لها بالقرن ال 21، ولا علاقة لها بالمكان الذي اعيش فيه .. منذ يومين وانا اعيش عالم السبعينات في العراق.. عندما كان الخوف من الاعتقال والاخذ على الشبهة يتربص بنا جميعا عندما كان قصر النهاية والمخابرات والامن العامة عبارة عن "منتجع" لا بد ان يزوره معظم العراقيين .. فاما حكم طويل او اعدام .. في تلك الايام .كنت اتخيل "قصر النهاية" كهف مخيف او قبو يشبه اقبية زنازين تعذيب القرون الوسطى، فمخيلة الاطفال واسعة، الا انها لا يمكن ان تكون باتساع الشر في نفوس كنفس مهندس الدمار، الذي قادنا الى هلاك بعد هلاك وهلك هو في النهاية.. *** امامي سحر الحاج سري تبكي رفعت الحاج سري رحمه الله، امامي الخالة ام عامر تبكي عبد الرحمن البزاز .. امامي عمي المرحوم حسن النقيب، ياتي بليل الى بغداد ويجلس مع والدي ويقول له: تفض على خير يابو ميادة وبعد ما من وراها رجعة للعراق وبالفعل، تم استدعاء بطل الجبهة الغربية الذي كان يدعم المقاومة الفلسطينية في حربها ضد اسرائيل، الى العراق لان عبد الخالق اتهم بقيادة انقلاب .. وليس لان العم حسن رحمه الله كان له يد في اي مؤامرة.. ولكن اسمه جاء عرضا في التحقيق .. فما كان من هذا البطل الذي كان صدام يغار منه لبطولاته الحقيقية، وابعده في سفارة اسبانيا ومن بعدها السويد، الا ان ترك السفارة ، واعلن وقوفه ضد صدام، مسجلا موقف بطولي اخر في صفحته الناصعة .. امامي يمر العراق المسكين، الذي امم نفطه ليس ليستخدم كسلاح كما فعل مصدق اوالمرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز ، ولكن لتصب اموال البترول في جيب ابو عدي وقصي، نبتتا الشر الصدامي، وليعيش كل العراق على حصة ال 5% التي كانت تسمى بحصة كولبنكيان ** والان دعونا نجلس امام رقعة الشطرنج العراقية ونمعن النظر فيما يحدث اليوم، ونفترض جدلا احد هذه السيناريوهات.. لنفترض وجود عدد من الضباط العراقيين حاولوا الانقلاب على الحكم فالامر لا يتعدى احد هذه النقاط * الحكومة العراقية روجت لهذا الأمر لتصفية حسابات مع عناصر معارضة او ربما لقبضة اقوى في انتخابات مجالس المحافظات من خلال زعزعة موقع اشخاص لا تريدهم كمنافسين لها في اللعبة السياسية.. فليس الكل من حزب واحد، وانما تشعبات الحكم من احزاب عدة ضمن التحالف * أما لو كانت بفعل أمريكي، فهذا مستحيل لان الاميركان لو كانوا يريدون رجال غير الموجودين حاليا لدعمو الجلبي الذي لولاه ما جاءوا الينا، او لابقوا على ابنهم العاق صدام .. * وقد يذهب البعض ان الاميركان يريدون ان يرسلوا رسالة للمسؤولين العراقيين بان امنهم هش ومقدور عليه .. ولو كان هذا صحيحا، لما وقعوا الصوفا، ولاشعلوا العراق حرائق، في حين ان 2 من اعز اخوتي في العراق اليوم كانوا يتجولون من دون حماياتهم وتناولو الغذاء مع اصدقاء لهم في مكان عام، كانت الموسيقى تصدح فيه وكانهم كانوا يجلسون في يالدزلار في بيروت .. * اتهام دول مجاورة بانها تقوم بدعم عمل انقلابي، لتبين بانها لاعب أساسي في الشؤون الداخلية العراقية ، هذا السيناريو يفتح شهية التصديق لاننا جميعا قد "لعبت انفسنا" من تدخل الجيران في ما لا يعنيهم..ولكن هذا السيناريو ايضا استبعده لاسباب عديدة، اهمها ان الجاران المرشحان لمثل هذه الدناءة لن يقوما باي عمل معادي اليوم لان الاثنين يريدان ان يكونان في دفتر "الحبابين العاقلين" الخاص بالرئيس الاميركي الجديد اوباما، لانهم يعتقدون بان فيه "لزمة" ويمكن ان يكون في صفهم وليس ضدهم مستقبلا.. لا يزال الضباط محتجزين رغم صدور اوامر باطلاق سراحهم ..وتبقى الكرة في ملعب رئيس الوزراء، الذي يمكن ان يصغر الموضوع ويدفعها "بقصبة" كما يقال، ويمكن ان يجعل من النار الصغيرة حريق نووي ، من الممكن ان ينفجر في وجهه مع المزيد من التداعيات التي لن تحمد عقباها .. والبلد "ما ناقصة ضيم وقهر" على اية حال ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |