لــماذا 290 ؟!
 

عبد الرزاق السلطاني

ralsultane@yahoo.com

لم يعد خافيا ما قامت به قوانا الدينية والوطنية من جهود كبيرة في تحريك العملية السياسية وعملها الجاد على إحداث تغييرات على الخارطة السياسية بهدف تعزيز البناء الديمقراطي الدستوري وتعزيز حماية العملية السياسية, الذي استمد من الرصيد الفكري والخزين الوطني للنهج الذي ارسى قواعده شهيد المحراب(قده) واستكمال مشروعه البنيوي التغيري بأطروحته العراقية الوطنية النابعة من صميم الامة والجماهير، فقد أكد في تصوراته تشكيل اية امة من خلال تكامل العناصر الاساسية في مرتكزاتها البنيوية وصولا لانجاز ذاتها وهويتها ووجودها النوعي المتميز، وان وحدتها وقوتها مقترن بوحدة وتراص انظمتها الذاتية المشكلة لكينونتها في الوجود، فإن استكمال السيادة لن يتحقق الا عبر بوابات الاستقلال والارادة والقرار الوطني لانعاش العملية السياسية واستكمال ذلك البناء وصولا لموقف متماسك وموحد نعززه من خلال استثمار نقاط القوة لكي نحدد اتجاه البوصلة لتأسيس قواعد رصينة لبناء المعطيات البنيوية وفق معايير تقوم وتسهم لذلك التأسيس، قد نختلف مع البعض بالرؤيا والفهم الوطني الذي افرزته معايير ومعطيات الواقع الحالي من المسيرة السياسية العراقية، لكن ماطرحته قياداتنا الدينية والوطنية من منظومة وبرامج متكاملة للبناء والاعمار وإرساء قواعد الاستقرار الأمني من خلال القائمة الوطنية 290التي تعد ركيزة متميزة في استراتيجيات العراق الجديد وعلى الرغم من حراجة الظروف التي اجتازتها العلمية السياسية للمرحلة السابقة الاانها حققت الكثير من الانجازات وبكفاءة عالية.

ولكي نتوصل الى رؤية تضع البلاد في مناخات حضارية نابعة من دراسات استراتيجية مستفيضة لابد من السعي في دعم تلك الجهود، وهذا هو الخط البياني المتصاعد نحو رصد وترميم آفاق المعالجة الدقيقة، اذ أن ما طرحته قوانا في برنامجها الوطني هو المسار الاول للتوجه نحو البناء والاعمار وبناء دولة المؤسسات الدستورية، اما فيما يتعلق ببوصلة التوظيف للمضامين البنيوية للامة فإن المشكلة هنا تتمثل بالتعاطي مع الذات العراقية الوطنية الجديدة من خلال الانا التي يتميز بها البعض والتي تعد محاولة تقزيمية ورائية لتعطيل عجلة العراق الجديد باساليب غريبة عن الواقع الوطني العراقي، فالثقافة والخطاب لهذه المحددات الضيقة التي تحاول القفز على كل المعطيات هو غلبة الانا على النحن في عملية هستيرية لا تتورع من توظيف كل الممكنات لخدمة هذه الانا والحقيقة التي يجب التوقف عندها هو امتلاكنا خطا متقدما من النخب الوطنية المترفعة عن خندق العرق والطائفة، وتلك من أهم عوامل النجاح، وبطبيعة الحال أن هذه النخب تعد رأس حربة التغيير والتحول والتطور لما لها من وعي وبرامج شدت لها قطاعات واسعة من الشعب كونها الاكثر واقعية وتحظى بمصداقية متاصلة من تاريخها الجهادي ضد الطغاة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com