الإنقلاب العسكري أت ٍ طالما بقي جنرال بعثي في القوات المسلحة

 

 يحيى السماوي

yahia.alsamawy@gmail.com

 يصعب تصديق إقدام حفنة من مريدي النظام المقبور على التخطيط لانقلاب عسكري بقصد إعادة حزب البعث إلى السلطة في ظل تواجد عسكري أمريكي في العراق ... فسائق القطار الأمريكي الذي سبق  وأفرغ حمولة حزب البعث في بغداد، ماعادت له الرغبة في إعادة تجربة الأمس القريب ـ ليس لأنه كفَّ عن دعم الإنقلابات العسكرية التي من شأنها إيصال مريديه إلى مواقع صنع القرار وتنفيذه في هذه الدولة أو تلك، إنما لأنه يدرك تماما أن الشعب العراقي لن يسمح بعودة حزب البعث مرة أخرى ليجعل من العراق وطنا للمقابر الجماعية، أو معتقلا على هيئة وطن .... لذا يصعب تصديق إمكانية أن تقدم مجموعة من يتامى الديكتاتور المقبور على التخطيط لانقلاب عسكري ... لكنه، وبالمقدار نفسه : يصعب تصديق إمكانية أن يكفَّ هؤلاء عن الحلم بالعودة الى السلطة، مثلما يصعب تصديق مشاركتهم في دعم الأمن والاستقرار اللذين تحققا في الآونة الأخيرة، وبالتالي فمن غير المستبعد أن يكونوا وراء الثغرات التي استثمرها الظلاميون والإرهابيون لقتل مجاميع جديدة من المواطنين العراقيين ومنتسبي الأمن والشرطة .

باعتراف السيدين  إياد علاوي ووفيق السامرائي، فإن المئات من كبار ضباط النظام السابق قد أعيدوا إلى الخدمة خلال فترة رئاسة علاوي للحكومة، وشغلوا مواقع مهمة في أجهزة الدولة، ومن غير المستبعد أن يُعيد ما يسمى بـ "حزب العودة" اتصالاته بهم (إنْ لم يكن قد اتصل بهم فعلا) والتخطيط معهم لانقلاب عسكري حين تتهيّـأ الظروف الداخلية بعد خروج القوات الأمريكية في حال تم التقيد ببنود الإتفاقية الأمنية .. فتاريخ حزب البعث هو تاريخ انقلابات دموية  وسطو ٍ مسلح على السلطة حتى حين يكون شريكا في السلطة .. وجود بضعة من كبار الضباط البعثيين  في القوات المسلحة يمثل تهديدا بانقلاب عسكري يوما ً ما، فكيف إذا كانت القوات المسلحة تزخر بوجود  المئات منهم حاليا ـ مضافا إلى ذلك، وجود بعض مريدي النظام المقبور داخل قبة البرلمان رغم افتضاح أمرهم بدعم الإرهاب وبتحويل مقارهم وبيوتهم إلى مستودعات للذخيرة الحية ومعامل لتصنيع السيارات المفخخة؟ أليس من الصواب إحالتهم على التقاعد عملا بالمثل الشعبي "الباب اللي تجيك منها ريح، سدها واستريح"؟ باب حزب البعث لا تأتي منها ريحٌ، إنما: غازات الخردل والأعصاب وبلدوزرات حفر القبور الجماعية ـ وحلبجة والأهوار شاهد على ذلك ـ فلتغلق حكومتنا الحالية هذه الباب غلقا محكما كي لا يُلدَغ شعبنا الجريح مرة ثالثة من نفسالجحر ... لأن اللدغة الثالثة في حال حدوثها ـ لاسمح الله ـ ستكون مميتة تماما، وليست مثل لدغـَتـَيْ عام 1963 و1968 .

قد يقول قائل: علام الخوف من هذا الحزب وقد قـُبـِرَ الديكتاتور إلى غير رجعة ؟

جوابي: الحزب لم يكن وليد صدام حسين .. صدام هو وليد هذا الحزب .. والحزب الذي أنجب صدام حسين سينجب مثيله حين تتوافر له الظروف ـ فلا تساعدوه في توافرها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com