أغضبت البعثيين .. ولي الشرف

 

سهيل احمد بهجت

    sohel_writer72@yahoo.com

هذا المقال ليس تعقيبا على مقال لاستهدافه لي بشكل شخصي، فليس من عادتي أن أرفض النقد والرأي المخالف، لكن حينما يحاول كاتب من الكتاب تسمية الأشياء بغير أسمائها فإن الرد والتعقيب يكون ضروريا ومفيدا، خصوصا حينما يكون هناك زعم بأني بعثي ـ ومن يقرأ مقالاتي سيجد أن كلها تهدف إلى إظهار مدى التخلف والإجرام والرجعية التي اتسم بها البعث وقادته ـ وقد جاءت التهمة من كاتب حاول بالفعل أن ينال من قلمي الذي انتقد بقوة فعلة الرجعيين الذين أوصلوا الحذاء إلى مقام وقدسية كلمة الحق والحرية والديمقراطية في حين التزموا الهدوء مع المقبور صدام الذي "يقتدون" به إلى الآن.

راح الكاتب "حسام الموسوي" في بداية مقاله الذي كتبه خصيصا للرد على مقالتي "شتان بين حذاء أبوتحسين وحذاء البعثي" يكيل المديح للصحفي "الحذائي" وليفتخر ـ بما نراه فعلا مشينا ـ بأن القوات الأمريكية والمخابرات العراقية سبق لها أن اعتقلت هذا "المناضل البعثي" وكأن هذه المخابرات ـ إن صح زعمه ـ كانت تعلم أن هذا الشخص لا علاقة له بمهنة الصحافة بقدر ما له علاقة بـ"ثقافة الحذاء" الإنتقامية والقائمة على التصرف الأحمق والأهوج واتهام الناس بالعمالة.

ليس غريبا أيضا أن أجد أن الموقع الذي نشر فيه المقال ـ وخطابه ذوأسلوب صدري واضح ـ ينشر للبعثيين على وجه الخصوص من أمثال بهجت الكردي وغيره من "الأشاوس"، والحقيقة أن مقاله بحد ذاته يمتلك مقومات الخطاب البعثي والتباكي على (العراق القديم) الذي مات مع الطاغية، فبدءا من مصطلح "احتلال" وما سماه "رأس الإرهاب العالمي بوش" ـ حسب تعبير البعثيين ـ و"الصهيونية" و"العمالة" وغيرها.. هذا خطاب بعثي بامتياز ـ ويذكرني بما تروج له الجزيرة التي تكره العراقيين ـ  وذلك لأن صدام المقبور كان يردد نفس الكلمات قبل سوقه إلى العقوبة التي نالها جزاء ما اقترف، والحقيقة أن هذا المقال مهما حوى من كلمات كـ"الصدر" و"هدام" ـ أي صدام ـ فإن هذا لا يعدوأن يكون اختباءا وإخفاءا لحقيقة أن التيار الصدري هوالآن أحد أقوى المتبنين لنفس الخطاب البعثي المليء بالقرف والحط من الآخرين وعقلية الأحذية، وبالتالي لا عجب أن يكون كل الناطقين باسم التيار الصدري من نمط "محمد سعيد الصحاف ـ الذي كان شيعيا بالجنسية مثل التيار الصدر تماما".

إن الفضيحة هي فضيحة، والشعب العراقي أدرك أن الصدريين كالبعثيين لا مستقبل لهم وأن لا أحد يمثل آل الصدر الشرفاء غير السيد حسين الصدر الذي جسد بالفعل صورة الإنسان المسالم والبسيط الذي يرحب بالإحسان المقدم للشعب العراقي دون أن يتأثر باتهامات البعث وحثالته بالعمالة والتبعية، وإذا كان زعيم "صغير العقل" يرجوالنجاح بمجرد إضافة لقب عائلة علمية إلى اسمه ولقب كـ"الموسوي" و"الحيدري" و"الكيلاني"، فإن الألقاب لم ولن تنفع أحدا، وأنا من أؤلئك الذين قرروا أن لا يضيفوا إي لقب ـ رغم امتلاكي له ـ إلى مقالاتي وأن أكتفي بالاسم الثلاثي.

لقد جلبت كراهيتي للبعث والبعثيين والقوميين وإعجابي بالديمقراطية الغربية والأمريكية خصوصا، سخط وغضب البعض ممن لا يملكون إلا عقلية الحذاء الغاضب، لكن في الوقت نفسه حصلت على محبة وامتنان وصداقة آلاف العراقيين الأحرار المحبين للإنسانية والمتحررين من وهم نظريات المؤامرة والعمالة والخيانة، من هنا كان لي الشرف أن أغضب البعثيين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com