هل يستحق الشعب الفلسطيني موقفاً يتحشرج في عنق كاتم الصوت؟

 

عصام الياسري/ صحفي عراقي

الرئيس السابق لجمعية الصحافيين العرب في ألمانيا

iyasiri@hotmail.de

صمت دولي وانبطاح عربي ما جناه الفلسطينيون من جديد أثر العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وباقي المناطق الفلسطينية في ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٨ ، وتحول المشهد إلى حالة دراماتيكية مرعبة حيث بلغ عدد الضحايا لحد الآن إلى أكثر من ثلاثمائة شهيد ومئات الجرحى اللذين حالة العشرات منهم تعد بالخطيرة. ولا يمكن وصف هذا العدوان الغاشم والمقلق للغاية على الشعب الفلسطيني إلا بحملة إبادة وقتل مجاني جماعي مع سبق الإصرار. إنه مجزرة قذرة تحدث أمام مرأى الرأي العام دون أي إجراء عربي رادع يستحق الإشادة والتقدير.

إن حملات القتل والتجويع والحصار التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني باستمرار على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد بلغ مداها الذي لا يمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال، وعلى الهيئات الدولية والعربية ومنظمات المجتمع المدني ومنها وسائل الإعلام، الارتقاء لتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية والأخلاقية لوقف نزيف الدم في فلسطين وتحميل الجناة مسؤولية أعمالهم الإجرامية.

بالمقابل فإن على أي موقف عملي يرتقي بمستوى الحدث وتحمل المسؤولية على قدر قضايانا المصيرية ومنها القضية الفلسطينية، ينبغي أن يترفع عن أساليب الشجب والاستنكار والتنديد الخجول الذي لا ينفع ولا يجدي، ليصل إلى مستوى القرار الحقيقي المطلوب ، المسؤول والشجاع، الذي يرتقي بمستوى القضية والأوضاع التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.. موقفاً واضحاً لا يتعثر بأذياله ولا يتحشرج في عنق كاتم الصوت بالقدر الذي ينسجم مع الموقف الأمريكي المتواطئ والموقف الأوروبي الغامض، كما ينسجم مع التصرفات المتناقضة للسلطة وبعض القوى الفلسطينية المختلفة، ودور جامعة الدول العربية المهمش بسبب التباين السياسي والفكري بين أعضائها في كل قضية ومقام.

إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر والحصار العربي غير المبرر قد بلغ ذروته بشكل ملحوظ. وأصبح المشهد العام مؤشراً في بروز مظاهر الاضطراب النفسي والاجتماعي والاقتصادي بين فئات المجتمع، الأمر الذي يتطلب وقفة جادة باتجاه شد أزر الأشقاء الفلسطينيين والارتقاء بمستوى المسؤولية تجاه هذا الشعب المعطاء. إلا أن هذا التحول يكتسب مغزاه وأهميته الحقيقية بما يطرحه من آفاق عملية تنعكس على سلوك يمليه القرار الشجاع لنصرة الشعب الفلسطيني حسب قناعات مطلقة وليس بدافع واجب الرعاية المفتعلة.

باسمي واسم الكثيرين من الزملاء الصحافيين وأصحاب القلم الحر في ألمانيا، أعلن تضامننا اللامحدود مع الشعب الفلسطيني الشقيق، ونشجب هذا العدوان الإسرائيلي البربري بحقه. كما نطالب المنظمات والهيئات الدولية والعربية أن تتحمل مسؤولياتها لإيقاف هذا العدوان السافر وتحميل إسرائيل مسئوليته القانونية والأخلاقية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com