ضمأ ثاني

 

ضياء العابدي

dr_dhiya1975@yahoo.com

صبـراً لـقلبٍ دائـمِ الخفـقـانِ     وأنيـنِ نجـوى فيـكَ يلتقيــانِ
وجعٌ تـآخى فـي دمـي فـألِفْتُهُ     وطغـى حنيـنٌ صـامتٌ أبـكاني
فحِـراءُ موحشةٌ ودربُّـكَ مُقـفرٌ     والريـحُ تنـدبُ ظُلمةَ الأركـانِ
أبصرتُـهُ يتلو عـلـيَّ كتـابـهُ        فَـعَـقَدتُ عـزمي منه بالقُـرآنِ
يا سيـدَ الخُـلقِ الـعظيمِ شَـهادةً     أدلى بهـا ربُّ السـما فـكفاني
غُـفرانَكَ اللّـهُم إنـي قـاصِـرٌ     عن مدحِـهِ فـعقدتُ عنـهُ لساني
فَـدَعوا مـدائِحَكُم وخلّـوا عنكُـمُ      مَـنْ خَصَّـه الرحمـنُ بالإيمانِ
فـكفاهُ فخـراً فيه مَنْ إشـراقِ نور     ِ اللّهِ فـي إشـراقِـهِ نـورانِ
نـورٌ تجسّـدَ في حياتِـكَ خِـلتُهُ     فجـراً يُـصابحُ ظُـلمةً الأحزانِ
فجراً تَكشَّـفَ في غياهبِ مِحنةٍ     عَبـرَ الجـزيرةِ هاتـفاً وأتانـي
فَخطـا بيَّ الوَلَهُ المُسَّطَرُ قاصداً     أُمَّ القُـرى ومنـازِلَ الغُـفـرانِ
فَدَعوتُ يا صحـراءُ إني قـادِمٌ     رَجْعُ الصَدى حيثُ أنتبهتُ دعاني
فوجَدْتُ شمسَ اللّهِ لّما أشرقتْ         فـوقَ البسيطةِ فجـرُها فجـرانِ
والآخـر المَكشوفُ فيكَ حِجابَـهُ     ألـقٌ تسـامى في رُبى الرحمـنِ
سِـوَرٌ من الذِكرِ الحكيمِ حَمَلْتَها     بسفينـةٍ تسـعى بِـلا رُبَّـــانِ
فأتـمَّ فينـا دينَـهُ .. وكتـابَـهُ      ما زالَ فينـا مُـهتدى الغَـفـلانِ
حتـى تَـوّفـاهُ الرحيمُ جِـوارَهُ      وافـاهُ خيـرُ النـاسِ بالإذعـانِ
وأقـولُ إنَّ مُحمداً لا لم يَمُـتْ      يَحيـا بروحـي خـالداً وكياني
بالأمسِ قد صَلّيتُ في محرابِـهِ      عَبَرَتْ بـيَّ الذِكرى إليهِ زماني
كُـلُّ الذي خَلَقَ الإلـهُ وصاغَهُ       إلاّكَ يـا خيـرَ الخليـقةِ فـانِ

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com