|
جمرة إسرائيل .. (دائما) بأيادي العرب ؟ جاسم الرصيف تبنى حالات الصراع المصيري على: وعي وإرادة وإمكانيات لايمكن للحكام العرب إدّعاء إمتلاكها كاملة في صراعهم مع إسرائيل،، واذا ماركنّا جانبا قواميس الإحتجاجات والإستنكارات التي دبّجتها حكوماتنا العربية وجامعتها العتيدة منذ عقود ضد هذا الكيان الذي فرضته بريطانيا على العرب، بالتعاون مع بعض العرب، نجد أننا لم نقدم لهذه الأمة، ومنها فلسطين ومن بعدها العراق، ما يستحق الذكر غير تبرعات خيام وبطانيات طوارئ وما لاتتذكره المعدة من طعام رافقه طعم كارثة بين كارثة وكارثة . واذا كان الوعي العربي، الرسمي وليس الشعبي، في هذا الصراع يؤشر مآخذ مضحكة مبكية عن (حسن نيّة) البعض، مغشوشا، في الفصل بين إحتلال فلسطين ثم إحتلال العراق، وظلامية تأسيس إجرامي لهذا الفصل تؤكد خيانة قدر الله في خلقنا عربا، من خلال ممالأة البعض الأخير لإسرائيل ومن يساندها، فهذا هو المبكي في حالنا من قلّة شاء لها الله ان تتولى أمور أكثرية لاذنب لها في كل هذا الذل ّ الذي نراه عدا إستعارة إسم ( العرب ) لذل ّ لم يصنعه خلّص العرب . واهم، أو مهزوم طوعا، من لايرى في تدمير فلسطين والعراق خدمة مباشرة لإسرائيل،، وأكثر من واهم، وأذل ّ من مهزوم، من لايرى في هذه الأمة إرادة قادرة على قلب الحال الى عكسه تماما لو أطلقت أيادي الأكثرية العربية من أجل التغيير،، وأردأ من أحمق، وأكثر دونية من إمّعة، من يتجاهل كل هذه الإمكانيات المادية المتاحة للعرب لتحرير فلسطين والعراق،، وهذه توصيفات خارجة عن الإنشاء اذا ماركنّا ذريعة عدم إمتلاكنا للسلاح المكافئ لسلاح اسرائيل وحلفائها، لأننا نمتلك أكثر من كل يمتلكونه بكل تأكيد . ولن اتحدث عن فارق القوى البشرية وهو الأخطر في كل الحسابات، ولكن مثالا من التأريخ القريب للعرب قد يغني عن مئات الأمثلة عندما قام المرحوم الملك فيصل في حرب حزيران عان 1967 بقطع إمدادات النفط عن أميركا، الظهيرة الأبدية لإسرائيل، فتوقف الحرب خلال ساعات قليلة، لأن الشعب الأمريكي غير مستعد لتحمل مثل هذه المقاطعة قطعا وقطعا، وليتخيّل القارئ العربي أن الدول العربية قد قامت بهذه (الحرب) السلمية : مقاطعة أميركا وأوربا في كل المناحي!. أراهن أن مظاهرات أمريكية وأوربية ستخرج في كل شارع لترفع شعارات التخلي الفوري عن إسرائيل والرحيل الفوري من العراق . الحكام العرب يعون جيدا حقيقة الباطل الذي سوّغ إحتلال فلسطين، وكل تفاصيل الباطل الذي سوّغ إحتلال العراق، كما يعرفون جيدا تفاصيل جرائم الحرب التي توالت منذ عقود ضد من آخاهم الله معهم في قدر الولادة عربا في فلسطين والعراق في آن، ولكنهم لايريدون لوعيهم هذا أن يوظف لمساندة إخوتهم في هذين لبلدين بالحق من أجل الحق، واذا كان حكامنا معذورين من جهة (قلّة السلاح)، أو عدم كفاءة الجيوش، فأي عذر يرقّع عدم استعمال سلاح المقاطعة وهو سلاح سلمي؟! . أميركا وأوربا تستعملان ذات السلاح، المقاطعة، ضد ما تسميانه الدول (المارقة) على أجنداتهما فقط، وفي اغلب الأحيان تستخدمان هذا السلاح بصورة لاشرعية ولا أخلاقية، كما حصل مع العراق منذ 1991 الى 2003، وكما يحصل مع قطاع غزة في فلسطين منذ سنوات،، فلماذا لايقر الحكام العرب لأنفسهم حقا مماثلا ضد من يعربدون دون مسوّغ أخلاقي بدماء أهلهم في العراق وفلسطين ؟! . لماذا يشرعنون لأميركا وأوربا مثل هذا الحق ويشاركون به ولايجدون نفسهم حقا شرعيا في استعماله دفاعا عن النفس؟!. يقال ان ثلاثة ترليونات من دولارات الصناديق السيادية العربية في اميركا خسرت ما يقارب ال (400) مليار دولار في اوائل أيام الأزمة المالية التي ضربت أميركا، ومن قبيل إدماننا لأحلام اليقظة ينط ّ السؤال : ألم يكن من المجدي لأموالنا السيادية هذه ان توظف بعضها من أجل سيادة دول عربية باعت سيادتها من أجل المال الأمريكي الإسرائيلي فماعادت قادرة على إطعام جياع غزة ولا لاجئي العراق ؟! . ولانريد لمن يسميهم الغرب (إرهابيين)، لأنهم يدافعون عن حرية واستقلال العراق وفلسطين، ان يحلموا بدعم مالي قدره ( 400 ) مليار دولار من صناديق أولاد العمومة السيادية التي فقدت سيادتها على نفسها في بلد يشجع كل مايؤدي الى هدم الدول العربية، ولكن لا ثمن لتعاطي أحلام اليقظة كما ترون الا ّ عندما يتحول الحلم الى مفاجأة حذاء كحذاء منتظر الزيدي يختزل كل الرؤى والأوهام الى فعل رمزي عظيم في هدفه،على صغر مبناه، يشعل ثورة . يقال ان دولا عربية تعمل في العراق على شرذمة العراق، ويقال ان دولا عربية تتعاطى ذات (الفضيلة) في فلسطين، وفي قطاع غزة حصرا، ولايمكن للعربي الذي يتابع الأمر الا ان يقر ويعترف بان هذه الأيادي العربية (الفضيلة) تعد، قطعا وقطعا، مع أيادي الإسرائيليين والأمريكان فيما يفعلون في العراق وفلسطين،، مع الإعتراف بأنها اياد (عربية) تعيش في وهم مياه الأعداء الباردة، فيما تمتلئ أيادي أكثر من (300) مليون عربي بجمر صنّاع الذل ّ (العربي)، إستعارة، عن عرقية حكام عرب سيجتمعون ويلطشون على أسماعنا وعيوننا مزيدا من قرف بيانات الإستنكار والإحتجاج،، وكأننا نجتر (اللعبة القديمة) التي ماعادت تجيد غيرها العربية الأمريكية (حليمة) .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |