"نـــصر الله" عـروبي... والعراق لن يكون فلسطين
 

 

سهيل احمد بهجت

    sohel_writer72@yahoo.com

لا أريد هنا أن أكرر ما تعج به قنوات الإعلام والصحف والمواقع الإلكترونية العربية والإسلامية من كلام شعاراتي خطابي رنان حول ما يحدث في غزة الآن ومن هوالمسؤول فعليا عما يجري، ولأني غالبا ما أهتم بشؤون بلدي وشعبي "العراق"، لكن لكون المسائل والأزمات في عالمنا الإسلامي تتخطى الحدود بفعل الثقافة القطيعية "الجماهيرية" ولشعور وهمي بالوحدة قائم على أساس جملة روابط عنصرية، من ضمنها الدين الذي حوله المسلمون إلى كراهية فعلية للآخرين، والمسألة الآن باتت تشكل تهديدا حقيقيا للمنجزات الأمنية التي تحققت على أرض العراق لذلك وجب عليّ كعراقي أن أنظر إلى القضية من منظار المصلحة الوطنية العراقية بعيدا عن الشعارات الدينية والقومجية.

فهل ينخدع العراقيون بمشاريع الموت المجاني التي يوزعها القوميون والبعثيون وقبلهم الإسلاميون؟ وهل ينتظر العالم من حماس ونصر الله ومشاريع "المقاومة" إلا المزيد من الخراب والموت، والسؤال المطروح هنا هو: لماذا استطاعت دولة كسويسرا والدنمارك من النجاة رغم حرب عالمية شنها النازيون على الجميع؟ بينما غزة وسائر الأراضي الفلسطينية لا تعرف إلا الدمار والخراب والموت، وإذا كان محمد نزال ومشعل وإسماعيل هنية يعلنون ليل نهار "أنهم ليسوا طلاب دنيا بل آخرة" فماذا نتوقع أن ينتج عن الجهل والكراهية وتقديس الأرض غير الموت والمزيد منه آت؟

طبيعي أن قوة لا تقدس الأرض بقدر ما تقدس الإنسان ـ كما تفعل إسرائيل مع مواطنيها ـ أن تكون أقوى من تلك القوى التي تريد من الشعب أن يموت لتبقى الأرض، وطبيعي أن أحزابا تكره الديمقراطية والحرية أن تجد نفسها معزولة مقيدة لا تجيد إلا الخطابات ودعوة القطعان إلى التظاهر هنا وهناك، ولآن هناك من بين العراقيين من هومعجب بالسيد حسن نصر الله العضوالبارز في الحركة القومية العربية وأحد أقطاب البعث، فإن إعجابهم هذا لوتحول إلى فعل على أرض الواقع وأصبح تبنيا صريحا للإرهاب، فإنهم بالتأكيد يكونون مخدوعين من جهتين، فسيكون العراق حينها في مزيد من الخراب والتخلف إضافة إلى ما يعيشه من مأساة، وسيكونون مخدوعين أيضا لإعجابهم برجل لم يهتم قط بمعاناة العراقيين ولم يستنكر جرائم القاعدة ولوللحظة.

بينما يعلن نصر الله دعمه وتأييده لحماس ومسيرة الذبح والتفخيخ ويطالب بمظاهرات مليونية تأييدا لغزة، نراه لائذا بالصمت المطبق حيال المذابح الطائفية ونحن نتذكر تفجير الحلة الإجرامي الإنتحاري وتفجير مدينة الثورة في بغداد وغيرها من العمليات الإرهابية التي استهدفت الشيعة واستهداف المسيحيين واليزيديين والتركمان وسائر الشعب العراقي، كل هذا ونصر الله بدلا من أن يستنكر مجرد استنكار للإرهاب السفياني، إذا به يهيج الرعاع والجهلاء ليقوا بـ"المقاومة" ويجهزوا على ما تبقى من العراق.

إن نصر الله وأستاذه فضل الله والخامنئي لا يختلفون قط عن إبن باز والعثيمين والقرضاوي وسائر القوارض التي لا تعرف لغة غير القتل والدماء والتهام لحوم الشعوب، لقد اختار العراقيون "الحـياة" ولن يكون العراق فلسطينا أخرى، وعلى العراق كدولة أن يخرج نفسه من جامعة الدول الدكتاتورية "العروبية" ومن أراد أن يكون له علاقات من هذه الدول بالعراق فأهلا وسهلا به بشرط أن يحترم السياسة العراقية ومواقف الدولة العراقية وإن أبى فلا أهلا بهم ولا سهلا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com