|
عاشوراء غزّة تجسيد حيٌّ لمظلومية الحسين ضد الطغيان!
حميد الشاكر بالفعل أن اردنا أختصاراً مُحكما لمأساة ابي عبدالله الحسين بن علي ع في التأريخ وحتى اليوم فأننا لانجد أوضح صورة لتلك المظلومية من غزّة فلسطين هذه اللحظة وما تتعرض له هذه البقعة العربية والاسلامية من الارض والشعب لأبادة مع سبق الاصرار والترصد من قوى الاحتلال و الكراهية والعنصرية الاسرائيلية الصهيونية، وبمساندة مستنكرة من نظم سياسية عربية او تنسب للعروبة والاسلام بهتانا وزورا!. نعم فماقصة الحسين الشهيد ع بالامس إلاّ انتفاضةٍ ضد الظلم وعدم القبول بالذلّ والعار من حكّام الجوّر والرذيّلة والتنازل عن المسؤولية الالهية الاسلامية التي شرّعها الباري سبحانه وتعالى في دين الاسلام من الامر بالمعروف ومقاومة المنكر .. وبهذا المعنى شرّع الحسين ابن رسول الله محمد ص لنا طريقا للنضال وللشهادة أختطه بدماء ابنائه من ال محمد ص وعشيرته وانصاره ومواليه برجالهم ونسائهم وحتى باطفالهم والرضّع ليقول لنا : ان الدفاع عن الحق والعدالة والانسانية والحرية اكبر قيمة معنوية واعظم مشروعا من حياة القهر والذّلة حتى وان اسفر ذالك عن التضحية بالكبير والصغير من مشتقات الدنيا وزائلات الحوادث!. وهكذا اليوم نرى هذا الشعب الفلسطيني المؤمن في غزّة هاشم وعريش الاشتر النخعي رضي الله عنهم اجمعين لم يجترح جرما عظيما يستحق عليه كل هذه القسوة والاجرام والابادة له ولاطفاله وشيوخه وشبابه من قبل شذّاذ الافاق وصانعي الكراهية العالمية من صهاينة بني اسرائيل اليوم إلاّ بسبب ايمان هذا الشعب الاعزل بأهمية الكرامة ووجوب الدفاع والمطالبة بالعدل والحرية والانسانية وحبه لفريضة الامر بالمعروف ومقاومة المنكر، وهي كما يرى العالم والمسلمين هي نفس المبادئ والشعارات التي من اجلها خرج الحسين بن علي بن ابي طالب ع لاأشراً ولابطرا ولكن خرج من أجل طلب الاصلاح في هذه الامة المسلمة التي ابتليت بدين الذلّ وعبادة الطغاة وعمل المنكر والنهي عن المعروف وباقي الموبقات العظيمة!. وكذالك شابهت غزّة فلسطين بعاشورائيتها الملحمية اليوم وبرجالها الذين عاهدوا الله على النصر او الشهادة ضد الظلم والاحتلال الصهيوني الاسرائيلي لارضهم، عاشوراء وملحمة الحسين بن علي بن ابي طالب ع في كربلاء الامس: ان كلا التيارين قد وقعا وهما يسيران في طريق العزّة والاباء والحرية والحق والشهادة والبطولة فريسة للغدر والظلم وتخلي باقي الامة عنهما وبلا ناصر ينصرهما في هذا الطريق صاحب الشوكة والالم!. فبالأمس صرخ الحسين بن علي ع : الا هل من ناصر ينصرنا ؟.، الا هل من معين يعيننا ؟.، ولكن ليس من جواب لهذا النداء الحسيني الكربلائي العظيم، ولا من ناصر من أمة ماتت وحكّام جورٍ قد استولى الشيطان عليهم فاشتروا الحياة الدنيا بالاخرى وباعوا الاسلام بالجاهلية!. وكذا مظلومية غزّة هذا اليوم وهي تصرخ أمام العالم كله بقوانينه وامم متحده بمجلس امنه وديمقراطيته ..... وباعلى صوتها القانّي الاحمر المخضّب بدماء الشهداء من النساء والاطفال والرجال، وايضا على مرئى ومسمع من أمة المليار والنصف أنسان مسلم : الا هل من ناصر ينصرنا ؟. الا هل من معين يعيننا ؟. ولكن ايضا ليس من جواب يرجع ولا من مجيب ينتفض ولامن ناصر ينتخيّ لمظلومية أمة تحت النار والقنابل والحرق والابادة ؟. وربما ايضا ماشابه عاشورائية غزّة الفلسطينية اليوم بعاشوراء الحسين ع بالامس هي تلك وهذه الخيانة التي طعنت الحسين ع واهل غزّة من أقرب المقربين لهما، فبان ظلم ذوي القربى للحسين بن علي ع بالامس، وبان ظلم وخيانة وتآمر ذوي القربى للغزّيين في فلسطين هذا اليوم من اقرب المقربين لها ومن الصق الناس رحما بها!. حصار ودمّار شكلا العلاقة بين الحسين واهل بيته ع وانصاره رض بالامس وغزّة اليوم!. مقاومة ورفض للعبودية والذلّ بين كربلاء الامس وخان يونس ورفح وباقي مناطق القطاع اليوم!. شعار هيهات منّا الذلة كذالك هو صلة بين الامس الحسيني واليوم الفلسطيني المقاوم!. الوحدة وقلة المعين والناصر، عناوين ذكرتنا بعاشوراء الحسين ع عندما شاهدنا مأساة ومظلومية غزّة!. وحشية العدو وقسوة عنفه ودناءة اساليبه الصهيونية والاعرابية ايضا فاصلة رسمت ملامح اللوحة بين اعداء الحسين ع بالامس واعداء مقاومي غزّة هذا اليوم!. أنها بالفعل ملحمة عاشورائية حسينية غزّاوية تنتصر بها دائما معادلة : العين على المخرز والدمّ على السيف والحق على الباطل والشهادة على الحياة والعدل على الظلم والحرية على الذلّ والاسلام على الجاهلية والحسين بن علي بن ابي طالب ع على يزيد بن معاوية بن ابي سفيان، وفلسطين على اسرائيل!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |