لماذا الحســـــــــــــــــــــــ 2ـــــــــــــــــــــين ؟

 

احمد مهدي الياسري

alyassiriyahmed@yahoo.com

السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين اشهد انك قد مضيت كما اراد الله ان تكون خير شهيد وخير امام اهديت للانسانية  امرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وقاومت الطغاة وعصيت المارقين بعد ان اتاك اليقين واديت الامانة كاملة غير منقوصة فنعم عقبى الدار ..

بعد ان علمنا ان المسيرة الحسينية ماكانت مسيرة البطر او ألاشر انما كانت مسيرة تصحيح الانحراف واعادة نصاب الحق الى موضعه وحينما يعتقد المنقلبون على الاعقاب لم ولن يضروا الله شيئا انهم في محاولاتهم السابقة قد واجهوا حلم الامامة وصبرها كانت تأمل ان يعوا ان الامر انما هو فرض من الله اوجبه على هؤلاء الهادين المهديين الذين يتحركون مع الاعوجاج حراك المصوب الناصح الموجه نحو ما اراد الله ان يكون لا يطمحون بخيلاء الطيلسان اوجوع الى سلطان، سلطان امتلكوه زاهدين  وعرش نصبوا عليه قبل تكوين الاكوان واقر لهم اقرار ختمه رب رحمن، وحينما تكون تلك الحركة التصحيحية ثمنها اوجاع وآلام وازهاق للارواح التقية النقية الطاهرة فلسان حالهم يقول ربنا ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى وان كان دين احمد لايستقم الا بعذاباتنا وتشريدنا وقتلنا وسبي نسائنا فيا جور افعل ماتشاء وياسيوف البغي خذينا ..

اعتقد الاوباش ان الدين لعبة يتلقفوها تلقف الصبيان للكرة هذا يرميها لهذا وذاك يستاثر بها بين اقدامه  وحالما يجد ان لابد من ان تكون لغيره الاقوى يرميها لذاك باستهتار ونزق :

لعبت هاشم بالملك فلا                خبر جاء ولا وحي نزل

ولكنه الحسين يابى الا ان يكون المفصل الحيوي في حركة التصحيح عبر ضرب  اوهام هؤلاء اعتقدوا ان توارث الفسق والفجور والانحراف سنة قد انزلتها وثبتتها وركزتها  شياطينهم وستكون وتبقى، وتوهموا انها ثبتت لهم عبر قوة الدسائس والغدر واستغلال حلم الاطهار وصبرهم وانشغالهم  بمحن الامة صدمت برحيل ثقل السماوات والارض خير خلق الله اما وابا ودينا وخلقا محمد صل الله عليه وعلى اله وسلم فانسلوا اليها في ليلو ظلماء دهماء تقمصوها فيالبئس عاقبتهم السوء  ..

لماذا الحســـين  كان هناك ؟؟

ياتي الجواب هنا منه سلام الله عليه يقوله بصوت حسيني  ثوري جهوري بلغة عربية نقية وهدير اسلامي مزلزل يخاطب به  يزيد  طاغية العصر الغادر الفاجر المستحل للحرمات الخائن مع ابيه للعهود والمواثيق وخاطبه من خلال عملائه وازلامه وحثالات الامة ادعياء ولاية الامر عيون وسيوف آل امية رمز الفساد في الارض ومنهم الوليد ومروان حيث قال له فيما قال مبرزا اسباب انتفاضته وثورته ضد الظلم والانحراف موضحا صورة عدو الاسلام والانسانية  من خلال ابراز كينونته وماهيته واصوله الايمانية  « انا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا ختم ويزيد فاسق فاجر شارب للخمور وقاتل للنفوس المحترمة ومستحل لجميع الحرمات ومثلي لا يبايع مثله » واكدهنا في موضع اخر من المسيرة الاستشهادية  نصاب الحق حرفه اوغاد بني امية المنقلبين على اعقابهم ورسول الله وولي الله من بعده ولكي يضع لهم النقاط على الحروف اراد سيد الشهداء من خلال توضيح صورة العترة الحقيقية ان يبرز وضاعة  يزيد اراد تشويهها عبر اخلاقه الدنيئة  « أمّا بعد، فإنّكم إنْ تتّقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله تكونوا أرضى لله عنكم، ونحن أهل بيت محمّد وأولى بولاية هذا الأَمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم والسائرينَ فيكم بالجوْرِ والعدوانِ » أي بمعنى  انه اراد القول ان يزيد يريد تركيز تكرار الانقلاب على الاعقاب وجعله سنة يتوارثها من جاء جده محمد صل الله عليه وعلى اله وسلم الى الامة  ليضع حدا لانحرافها واعوجاجها قبل الاسلام ويكون من خلال تلك العينة الرسالية الجديدة دحر مشروعها المعوج، مبلغا الجميع والمنهزمين جد يزيد وجدته على راسهم انه الاسلام دين الرحمة والثورة على الطغاة والانحراف أي كان عنوانه .. ومثل الحسين لايبايع امثاله وان سالت من اجل ذلك الدماء واطيحت على الرمضاء الرؤوس ..

هنا تبرز امامنا مدرسة حسينية كبيرة ومهمة نستشفها من تلك الحالة  الحسينية المتمردة على الظالمين والمتغطرسين المتكررين  وكاني به روحي له الفداء خزين رسالي من الهموم حاملا اوجاع جده وامه وابيه واخيه وثقل الرسالة وهموم الامة  انحرف بها الانقلابيون الخونة وهي مدرسة قوامها  الثورة وعدم الركون والاستسلام لذات الحركة الجائرة تكاد تكون قد ثبتت اسس انحرافها وجندت قسوتها وجورها وتكاد ترسخ قوانينها الشيطانية الدنية، ثابتة في مسيرتها الطغيانية وتتغير شخوصها تبعا لمبدأ التوريث عهدا عهدوه كافرين توارثوه من قيم  الجاهلية الاولى اوقفه واسقطه خير البرية عبر قانون الله "  ان اكرمكم عن الله اتقاكم لا ابغاكم لا افسقكم  "  وجاء سيد الشهادة والاحرار ليطيح برمز من رموزه المنحرفة ..

 سيدي ياحسين ما اشبه اليوم بالبارحة وصدقت ورب الكعبة حين تحركت واسست اساس الثورة للاجيال من بعدك لم يعوها بعد الا قلة كاتباعك يوم الطف العظيم،وها هي امة جدك وابيك واخيك وبنيك  صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، مبتلية اليوم بكم هائل من امثال يزيد عصرك، والمتلونين الحيارى الناعقين مع كل ناعق، طغاة يتوارثون عقيم الملك سافلا من سافل يتبعهم الغاوون معهم في كل واد يهيمون ، فسقة فجرة يحتسون الخمر بجماجم العلماء الاتقياء، يدعون الامامة والاسلام والعروبة ولم يكونوا يوما احرارا في دنياهم كان جدهم يتلاعب بالقردة واليوم استعاضوا عنها بالخيل والبغال والابل والبغايا من النساء  يتلاعبون بهن لعب يزيد بالقردة، ممقوتين يقولون مالايفعلون, وما احوجنا اليك في هذه الايام اليزيدية العصيبة  سيدي ياحسين ..

ايها الاحبة ياقومي واهلي والعشيرة، يا اخوتي ان الحسين حينما  اتخذ قراره بالخروج على الانحراف المتكرر في عهده وابيه واخيه وجده  تكراراً يستوجب وضع الحد لاستهتاره وبغيه  انما اراد ان يؤسس لنا مدرسة ثورية انسانية سياسية  ايمانية قوامها عدم الركون والاستسلام لذات الفعل  والطغيان المنحرف  فهل نحن كذلك ؟؟ وهل ان حال ملايين المدعين حبهم لهذه الثورة المعطاء ومعلمها الاول هم اهل لحمل مسؤولية امداد تلك الثورة بالعطاء ذاته ..؟؟ وهل تحققت ارادة الله من حركة الحسين فينا ؟؟ اقولها بحسرة والم شديد كلا والف كلا ..

اعتقد اننا اليوم امام حالة مزرية ومؤلمة قوامها ان الامة كانت في عهد الحسين عليه السلام فيها يزيد طاغية واحد اسس اساس الظلم هو وابيه والمنقلبين على اعقابهم ورسولهم صلوات الله وسلامه عليه تحكموا بكامل الامة الاسلامية واحكموا فسادهم وجورهم فيها، والان وقد ابتليت الأمة بعشرات اليزيديين الفسقة الفجرة استحلوا الحرمات وهتكوا الاعراض وسرقوا الفيء واهلكوا الحرث والنسل ابادو امم الاتقياء وقبروا الاحراروالعلماء  في اعمدة القصور ورمال الصحراء ولازلنا نراوح في اماكننا نطلق العنان للصراخ والخطب ونعظ الناس بعظة الحسين ونكررها ونعيدها موعظة يناقضها فعلنا والحراك المزري حتى استفحل امر الاشرار بيننا وقويت شوكتهم وانتشر شرهم في جميع الامصار يسومون العباد سوء العذاب  ..

سيدي ياحسين ...

مات التصبرفي انتظارك...... أيها المحيي الشريعة

كم ذا القعـود ودينـكم ..... هـدمت قـواعـده الرفيعة

تنعى الفـروع أصـوله...... وأصـوله تنعى فروعـه

مـاذا يهيجك إن صبرت..... لوقعـة الطـف الفظيعة

أتـرى تجـيئ فجـيعة ...... بأمض من تلك الفجـيعة

هل من ذاب حسيني يذب عن حرم الاسلام في هذا الزمن اليزيدي التعيس ؟؟ سؤال سيجيب عليه الحسين عليه السلام في الجزء القادم من الاجوبة الحسينية على اسئلة الحيارى والتائهين ..

انتظرونا في لماذا الحســ 3 ـــين ؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com