المراة العراقية .. عطاء وتحديات

 

احمد الكردي 

Hiddenman0000@gmail.com

اليوم اريد ان تناول قضية مهمة لطالما تغافلنا عنها وهية اما تكون مصدر قوة للمجتمع او قوة مدمرة تهدم طبقاته في شتى المجالات....الا وهية المراة ودورها وتاثيرها في حياتنا وللاسف ان هناك من ظلمها سواء في الحياة المدنية او

الاجتماعية او حتى الدينية وكذلك حتى احمد الكردي ظلمها لذا اردت ان اكون اليوم رجل الخطيئة الثالث والذي يعترف بخطئه وابين بعض الحقائق لكم....

بداية ان ماتتميز به المراة عن الرجل هو قوة تحملها نعم سيختلف معي الكثيرون... والكل سيذكرني بالاية (الرجال قوامون على النساء).... واسطرح لكم هذه الفكرة والتي اتفق معي في حينها احد شيوخ الحوزة الدينية في الخارج وقد اعجب في حينها بقدرة اقناعي واستنادي على الواقع وهذا مايميزني به الكثيرين باني رجل واقعي...

في احد الايام وقد كان والدي مريضا وراقدا في مستشفى اليرموك تحديدا وفي فترة يخاف فيها الرجل ان يدخل فيها لانها تكون بعد الرابعة مساءا بيد اوباش وقتلة طارق الهاشمي فلايوجد رجل يبات فيها لانه سيكون عرضة للقتل... والكل يعرف هذا الشي ولايوجد من ينكره .... المهم كنا نتعاون انا واخوتي على التواجد بالمستشفى ورعاية والدي لكن بشرط على ان لانتواجد كلنا والذي كان يعاني من امر تواجدنا بجانبه بسبب التهديد على حياتنا ... ولان لنا نحن الرجال قدرة معينة وحد على التحمل شهر او شهرين سنة اوسنتين لرعاية الشخص العزيز علينا فتناوبنا انا واخوتي على رعايته لكي لانضجر... واثناء مناوبتي ولانا فقراء فكانت الغرفة مشتركة مع مريض وامه التي بجانبه وهية امراة كبيرة بالسن وكانت تخشى على اولادها من القتل ان اتوا للمستشفى... المهم رايت منظر فكرت في حينه الا وهو امراة كانت تنظف فضلات ابنها من تحته الذي كان لايقوى على الحركة لانه مصاب بمنطقة الحبل الشوكي وهية مبتسمة غير ضاجرة او متقهرة فسالتها بنص العبارة " ماتلعب نفسج ؟؟؟؟؟" فاجابتني مبتسمة عندما تتزوج تعرف كم هو الابن عزيز وعندي فضلاته احلى من المسك ... مشاعر مااقواها وقد عرضت هذه الحالة على اخوتي فقلت لهم اذا حدث مثل هذا الامر مع ابيكم فهل تفعلون نفس ماقامت به هذه المراة لكن الجواب كان من اخواتي كلنا نفديه بارواحنا مستعدات لترك بيوت ازواجنا وفعلا تركن بيوتهن مقابل الاعتناء بابيهن وازواجهن تفهموا الموقف والحقيقة كن هن اشد طيبة ورعاية منا على ابينا وتحملن امورا كثيرة ... عندها صار لدي اليقين بان المراة اكثر صلابة وقوة وحنان ووفاء وتحمل من الرجل .... وهل المراة اشجع من الرجل ؟؟؟؟ سؤال واني متاكد كل التاكد انه سيثير الحفيظة لدى الكثيرين لكني اقول لكم بان المراة اشجع من الرجل نعم وكثير من نساءنا العراقيات وباختلاف المذاهب عندما قتلوا الازواج او التحقوا بجبهات القتال اثناء الحكم البعثي ادارن حياتنا عندما كنا اطفال مع العلم ان بعض رجالنا قد قضوا سنوات عجاف وطويلة في حروب صدام التي ماكان احد يظن انها تنتهي في يوم من الايام ومامررنا من احداث تهجير وسفر الرجال او هروبهم من بيوتهم خوفا على حياتهم بقين هن في بيوتهن برغم التهديدات يجابهن اوباش القاعدة وكذلك الميليشات ومرت عليهن ليال لا يعلم بقسوتها ووحشتها الا الله وكان هو الناصر لهن....

وعندما كنت في المهجر التقيت باية الله العظمى (....) وهو المرجع الوحيد الذي اثر في وعذرا لا استطيع تحديد اسمه لاني ساعرف فورا لكن هو ساكن في الخارج فاطرقت عليه مجموعة من الاحاديث وكان الرجل قادني الى الحقيقة والصواب في اجوبته واول حديث كان ((لايفلح قوم امالوا امرهم الى امراة) فقال لي هذا الحديث بريء منه رسول الله وان قوي سند نقله لان هناك نساء قادت المجتمعات الى اعلى الدرجات من الرقي ومن امثلتهن هية بلقيس عندما اسلمت وادخلت قومها الاسلام وكذلك فاطمة الزهراء وماينطق الرسول عن الهوى وقد قال لي بنص الكلمة ان المراة اذا حكمت فانها تحكم افضل من الرجل وانا من المؤيدين لفكرة ان المراة تتولى الحكم وهناك تجارب كثيرة على حكمهن.... وقد سالته عن قول (ضعيفات عقل ودين) وكذلك (المراة شر.....) فقال هذه الاحاديث كانت تهدف الى تشويه صورة الامام علي (عليه السلام) كونه انه تاثر نفسيا عندما قادت عائشة الانقلاب عليه وقد اصدر هذه الاحاديث في هذه المناسبات نتيجة لعقدة نفسية او تاثره بالاحداث .... وحاشاه عليه السلام ان يكون هكذا او ان يحكم بمجرد دافع عاطفي او نفسي..... لكني اجبته بانهن نساء معصومات فقال لي وهناك نساء كمل ديهن وعقلهن ولسن معصومات ومن امثلتهن نساء بن اسد عندما وبخوا ازواجهن على ضرورة دفن الاجساد في كربلاء وكن هن اكثر دينا بنصرتهن لابناء البتول ورسول الله وكذلك اكثر عقلا وكمل بهن رجالهن دينا وعقلا اليس كذلك وغيرهن كثير في حياتنا اليومية ....

المهم وبعد هذا كله نجد ان المراة مظلومة في مجتمعنا الاسلامي وكذلك العربي ومن جملة المظالم هذه هية التحرشات الجنسية وكذلك معاملة المراة على انها اداة للانجاب والزواج وكذلك حتى في مجال العمل نجد كثير من الرجال عندما ياتي ايفاد لايرشح امراة ويقول كيف ان تذهب هية ويبقى هؤلاء الرجال فالرجال احوج لفوائد هذا الايفاد وراجعوا قوائم الايفاد في كل دائرة بالله عليكم... نعم هناك من تذهب بعد ان يرضى عليها رئيس قسمها او مسؤولها وطبيعة هذا الرضى الله يعلم بها.... وكذلك اذا اخطء الرجل في مجتمعنا يمر الشي عاديا ولااحد يجروء على ان يقوم بتنبيهه حتى الى خطئه ولكن اذا اخطئت بتصرف او تصرفت تصرف لم تفهم هية عواقبه تنقلب الدنيا ولاتقوم لانها امراة... وكذلك النظرة المقيتة للنساء المطلقات والتي نبه اليها رسولنا العظيم (ص) لكنا مازلنا في جاهليتنا....

وكنت اتمنى ان تسمعوا الخطبة القيمة لهذا المرجع بخصوص المراة والله لكانت لكم نظرة مختلفة....

اخوتي فمن الواجب ان نساعد النساء ومن الشرع ان نقف بجانبهن في مختلف الظروف فالتي تمر بموقف في دائرتك وانت تسكت فتاكد من ان نفس الموقف ستمر باختك وزوجتك وابنتك في دائرة اخرى واتقوا دعوة المظلوم ولنكون جيل من النساء واعيات ومتعاونات مع الرجال متدينات عظيمات يقودن المجتمع ان حل بنا امر الله وما فاطمة الزهراء عليها السلام ببعيدة عن نظركم وانتم تتباكون عليها لانها لم تنصر من قبل رجال قومها وكذلك هية اول من خطبت في مجلس الرجال في الاسلام ليست بدافع عاطفي او تضامنا مع زوجها لكن لبيان وجه الدفاع عن الحق وكذلك نصرة الرسالة المحمدية وكانت مثالا رائعا في الاحتجاج والذي استمر هذا الاحتجاج حتى بعد موتها وقد امرت بان لايشعيها احد ممن ظلمها او من سكت عن حقها او تخاذل عن نصرتها وهية من اغضبها كان من اغضب رسول الله ومن اغضب رسول الله فانه اغضب الله تعالى ....

لذا تناست الامها وحزنها وبادرت الى نصرة دين الله وتنفيذ التعاليم السماوية وامر الله وهو خلافة علي ابن ابي طالب..... وصدقوني بان الزهراء وخديجة الكبرى وبطلة كربلاء عليهن السلام يرين ظلمنا لنساءنا ويتالمن ونكون بهذا الظلم امتداد لمن ظلم وسكت وخرس عن نصرة ال البيت عليهم السلام.... وكذلك اكثر مايتالم منه الائمة عليهم السلام والامام المهدي عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف في واقعة كربلاء هو سبي الحوراء زينب وكذلك الفاطميات وليس من قتل الحسين فالحسين بلغ مرحلة لايبلغها الا ذو حظ عظيم والروايات تؤكد كلامي هذا ايضا وارجعوا اليها وتاكدوا وكذلك الحسين عندما اخذ النساء معه اراد اعطاء دورا للمراة وهية اكمال نشر الرسالة المحمدية وبذلك تساوت مع الرجل في مجال التبليغ ونشر الرسالة ومحاربة الظلم وصدقوني لو لم تكن هناك نساء في معركة الطف لمرت الحادثة دون اي اثر فلكانت معركة عادية بين جيشين وانتهت بهزم احد الاطراف حالها كحال بقية المعارك لكن هنا برز دور سيدتي وغاليتي ومنجيتي بطلة كربلاء الحوراء زينب عليها السلام وهنا يتفق اكثر العلماء انها معصومة من نوع خاص من العصمة .... وكذلك ان الله عز وجل جعل الجنة تحت اقدام الامهات اي النساء وليس الرجال فالله هو احكم الحاكمين واعدل العادلين اعطى هذه المكانة للمراة نتيجة لصبرها وتحملها على الظلم وكذلك اعطى ميزة الشهادة لمن تتوفى اثناء الولادة وهية مكافاة لما تعانيه المراة من الالام و وماسي وكذلك التي تصبر على سوء خلق زوجها ومعاملته السيئة في سبيل المحافظة على بيتها واولادها وتجنيبهم الضياع فوالله ان هذه المراة تكون قديسة وان الله سيفتح لها ابواب الكرامة والعزة والفخر وكذلك الجزاء الاوفر يوم لاينفع مال ولابنين الا من اتى الله بقلب سليم... وهناك من يقول ان الرجال قوامين على النساء نعم لكن اطلب ان تكملوا الاية القرانية وهي بما فضل الله بعضهم على بعض اي هناك من الرجال من اعطاهم الحكمة والفضل والحلم وهو احيانا مايميز الرجل عن المراة واحيانا ان المراة تكون اعقل واحكم واحلم من الرجال وفتشوا في مجتمعنا ستجدون امثالا كثيرة.... لذا احذر العلماء والمتاسلمين الذين يستغلون هذه القضية لترويج عن عنصريتهم وكذلك عن انفسهم المريضة بان يتقوا الله والرجوع الى الكتاب والسنة ونشر مباديء ديننا الحقيقي وليس حسب الاهواء وتذكروا ان كلامكم كله موجود في كتاب ولايضل ربي ولاينسى.... لذا اخواتي ان تلتزمن بامر الله وكتابه وسيرة الانبياء والعصومين والصالحين عليهم السلام تاكدون بان العزة ستكون لكن لان الله يابى الذلة له ولرسوله وللمؤمنين....

لذا اخوتي الله ... الله.... الله .... في النساء وتاكدوا كما ان للناس اعراض فان لكم اعراضا..... وسيطرق ابوابكم وانتم لاتدرون وهنا تبقى العناية الالهية في حماية ونصرة الفرد الذي ينصر المظلومات..... كتبت هذا المقال وفاءا ونصرة لاخواتي وصديقاتي وزميلاتي وامي وكل قريباتي في داخل وخارج العراق واسئل الله وادعوه بان يحفظكن من كل مكروه واذى بحق محمد وال محمد... ولان الكلام لم ينتهي فللحديث بقية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...  

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com