أوقفوا العدوان على غزة..!؟

 

باقر الفضلي

 bsa.2005@hotmail.com

لا يحتاج المرء الى كثير من النباهة والى مزيد من المعرفة ليدرك  حقيقة ما آلت اليه حالة الإنقسام السياسي على الصعيد الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة وما إنتهت اليه بما نجده الآن من حالة تواجد السلطتين في كل من غزة ورام الله، مع إدراكنا التام بأنها كانت إحدى إفرازات اللعبة الفلسطينية الديمقراطية، ولا غبار على ذلك ومجيء منظمة حماس المعروفة بتوجهاتها الإسلامية السياسية الى السلطة، وتفردها فيما بعد بمدينة غزة بعد أحداث عام/2007  وإنفراط عقد الحكومة الوطنية..!

 كما لا يمكننا عزل تلك الأحداث عن حواظنها الداخلية والإقليمية، والمؤثرات الخارجية التي لعبت دورها في تحديد توجهات الفصائل الفلسطينية السياسية، وإستقطاب تلك التوجهات طبقاً لتلك المؤثرات، حد الإصطدام المسلح بين منظمتي فتح وحماس.

 ومما لا شك فيه أيضاً، بإن لكل من هذه الفصائل ما هو مشترك بين الجميع من أهداف وغايات ومصالح ترتبط جميعها في نقطة واحدة هي، إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وعودة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية الموحدة، بمثل ما يفرقها وفي إطار تلك المشتركات، من أمور ترتبط بالنظرة الأستراتيجية للوسائل والطرق والسياسة التاكتيكية في الوصول الى تحقيق تلك الأهداف، حيث في هذه التفاصيل تختفي كل إشكالية وحدة القرار الفلسطيني، وبها أيضاً تكمن كل إتجاهات التدخل الإقليمي وتأثيره في ذلك القرار.

 وفي ظل هذا الوضع وإدراكاً منها لجزئياته ومفارقاته، تمكنت دولة الإحتلال إسرائيل، وبما تمتلكه من وسائل التفريق والتشويش وخلط الأوراق، أن تربك الساحة الفلسطينية والعربية والدولية، وتدفع بإتجاه تركيز الفرقة في الصف الوطني الفلسطيني، من خلال إعتماد سياسة مزدوجة، من الدعوة للحل السلمي للقضية الفلسطينية والدخول في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، وتأييد ما يسمى بمبادرة الرئيس الأمريكي بوش بإقامة الدولة الفلسطينية، من جهة، وإعتماد سياسة القمع والحصار المتواصل على قطاع غزة، وتعميق شقة الخلاف بين الفصائل الفلشطينية، ورغم ما أعلنته من تهدئة وهدنة مع منظمة حماس في غزة طيلة الأشهر الستة الماضية، فهي لم تقدم على أي مبادرة يفهم منها إستعدادها فعلاً الى قيام سلام وتهدئة حقيقية في المنطقة، بل وعلى العكس من ذلك، فإنها ومنذ ستة أيام تشن أشرس وأبشع عدوان همجي وبمختلف الأسلحة على مدينة غزة الصامدة، تحت ذرائع وحجج مرفوضة. (*)

 ما يدور من عدوان شرس متواصل على شعب غزة، وفي ظل سماء مفتوحة للطيران الحربي وأرض مستباحة،  تسقط مئات الضحايا الأبرياء وآلاف الجرحى من المدنيين العزل، وتهدم مئات البيوت. وفي ظل الإنقسام الفلسطيني الوطني، يحاول اليمين الإسرائيلي الحاكم حشد المجتمع الدولي وبدعم أمريكي، وراء دعواته المظللة حول ما يسمى "بصواريخ" القسام محلية الصنع، لتبرير عدوانها الهمجي ضد الشعب الفلسطيني في غزة، مستغلة ضعف الموقف العربي المنقسم على نفسه وحالة الإنقسام بين الفصائل الفلسطينية، التي لا زالت تفرقها تأثيرات التدخلات الإقليمية في القرار الفلسطيني.(**)

 وبعد أن إستفحل العدوان الفاشي الإسرائيلي وليومه السادس على شعب غزة، ومع ما تبيته طغمة باراك ليفني أولمرت، من مزيد من الإبادة البشرية للمدنيين الفلسطينيين؛ من أطفال ونساء وشيوخ، لم يعد أمام الفلسطينيين غير سلاح الوحدة الوطنية للقوى السياسية الفلسطينية، من سبيل لدرء العدوان، فهو السلاح الوحيد الذي يقف بصلابة أمام العدوان الإسرائيلي الغاشم، ويقطع الطريق أمام اليمين الإسرائيلي الحاكم في اللعب على أوراق المصلحة الفلسطينية المشروعة..!

 ________________________________________________________

(*)    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=126947

       (**)     جاوز عدد الضحايا من الشهداء (400) شهيداً وعدد الجرحى تجاوز (2000) جريح بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com