|
دوردول الممانعة في انتصار حزب الله فمن يمدّ غزّة للصمود؟
حميد الشاكر هذا السؤال يتردد في ذهني منذ انطلاق اليوم الاول للعدوان الصهيوني على غزّة، مع احتفاظي الشخصي بالايمان ان اعظم مددٍ ينصر المؤمنين هو الله سبحانه وتعالى، ولكنّ يبقى مع هذا القول ان الله سبحانه ايضا ينظّر لهذه الامة على اساس انها جسد واحد ينبغي اذا اشتكى او تعرض منها عضو للخطر يتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى،ومن الصعب على هذا ان نقول ان تنازل الامة المسلمة بشعوبها وحكامها الخونّة هذه عن مسؤولياتهم جميعا بالدفاع والنصرة لغزّة سيفضي الى انتصار هذه الثلة الصغيرة من المؤمنين في فلسطين، بل بالعكس ربما سيعاقب الله هذه الامة بأن يكون موت المقاومة في غزة سببا بانزال الخسف والبلاء بهذه الامة المتخاذلة أصلا فيما بعد !. نعم قد رأينا في حرب تموز 2006 م الماضية بين حزب الله والكيان الصهيوني العنصري كيفية مجيئ النصر العظيم لهذه الثلة المؤمنة من ابناء المقاومة اللبنانية الوطنية بعدما اكتملت شروط الدعم والانتصار لهذه المقاومة من قبل دول الممانعة العربية بقيادة سوريا الشقيقة وكذا بدعم دول الاسلام المقاوم بقيادة جمهورية ايران الاسلامية مما أهل المقاومة اللبنانية بالصمود بوجه اشرس هجمة صهيونية حديثة على أمة العرب والمسلمين في العصر الحديث وبمساندة من دول الخيانة العربية بقيادة مصر والسعودية والاردن، ولكن مع هذا كان لدور دول الممانعة وماوفرته من دعم لوجستي عسكري وسياسي للمقاومة الاثر الكبير في صمود وانتصار لبنان وصدّ الهجمة العدوانية الصهيونية الشرسة عليه!. والان هل سنشهد نفس الانتصار لغزّة هاشم وفلسطين على الكيان العنصري الصهيوني الاسرائيلي مع تخاذل النظام المصري المنفذ الوحيد لرئة غزّة في التنفس عن النصرة والدعم ، وتواطئ النظام السعودي من خلال اموال البترول التي تمدّ الالة العسكرية الاسرائيلية لتصفية مقاومة فلسطين، ومباركة النظام الاردني وصمته للعدوان الاسرائيلي ؟. أم اننا سنشهد كارثة حقيقية ( لاسامح الله ) من خلال نهاية غزّة وابادة نفَسَ المقاومة فيها ورجوع شلّة عباس اليها، ومن ثم تسلط دحلان .... وباقي جلاوزة الفساد والجريمة المنظمة في منظمة التحرير او الاذلال الفلسطيني عليها ؟. يبدوا ان الامور ان تركت لمخططات الكيان الصهيوني العنصري، وكذا لرغبة نظم الاعتدال والخيانة العربية ( مصر السعودية الاردن ) فاننا حتما سائرون الى كارثة انسانية وابادة جماعية لشعب فلسطين على ايدي هؤلاء القتلة، لاسيما منهما النظام العربي المعتدل الخائن بنفس الوقت، باعتبار ان هذه النظم وبكافة ادواتها واذرعها العاملة من حكومية امنية والى دينية سلفية تكفيرية .... اصبحت تنظر لقوى الممانعة والمقاومة الشعبية العربية والاسلامية على اساس انها الخطر الحقيقي على وجودها وليس الكيان الصهيوني الاسرائيلي المحتلّ هو الخطر، لاسيما بعد ان ادركت هذه النظم ان مطالب الجماهير الشعبية العربية والاسلامية المقاومة قد تطوّرت الى الحرية السياسية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية بالاضافة الى التحرر الوطني، وهذا ما لاتتحمله هذه النظم ولاترغب برؤيته على ارض الواقع السياسي العربي، بعكس كيان الاجرام الاسرائيلي الذي اصبح بالنسبة لنظم الفساد العربية الداعم الكبير لاستمرار هذه النظم الفاسدة والحكومات المهترئة في البقاء على كراسي الحكم ومشيخات الامارات البترولية، ومن هنا لاغرابة برؤية هذا التحالف الشيطاني المشؤوم بين محور (مصر السعودية الاردن) من جهة واسرائيل واشنطن ..... من جهة اخرى في منطقتنا العربية والاسلامية، من منطلق التشابه في الوجوداللاشرعي بين الكيان الصهيوني الاسرائيلي ونظم الاستبداد العربي من جهة، ومن منطلق وظائف النظام الاسرائيلي والنظم العربية التي تسمى امريكيا معتدلة في منطقتنا العربية والاسلامية في اعاقة اي نهضة لهذه الامة من جهة اخرى !. نعم ان ترك الامر على غاربه تفعل وتخطط له نظم الخيانة العربية مع الكيان الصهيوني كيفما شاءت، فأن كارثة آتية لامحالة على شعب فلسطين وشعوب المنطقة العربية والاسلامية ايضا، أما ان استطاعت دول الممانعة العربية ( سوريا ايران بالمقدمة ) مضافا لها نبض الشعوب العربية والاسلامية الحيّة بكسر طوق الخيانة العربية الصهيونية الذي يراد له ان يخنق غزّة، وأعادة الهواء الحرّ لرئة غزّة بالتنفس من خلال فتح المعابر الحدودية المصرية بالذات لضرورات الجغرافية، واستمرار الضغط الجماهيري الشعبي المطالب بوقف العدوان على غزّة ..... فاننا لاريب سنشهد انتصارا من خلال مفردة الصمود والبقاء على الحياة للمقاومة الفلسطينية يتجدد مرّة اخرى في فلسطين كما تحقق في لبنان من الاعوام الماضية!. صحيح انها لمأساة حقيقية ان نرى ان مجرد بقاء واستمرار المقاومة على قيد الحياة في غزّة هاشم هو الانتصار الاكبر اليوم في واقع امتنا العربية والاسلامية، ولكن ماهو العمل ونحن نعيش في فرن يلتهب من المؤامرات العالمية الاستعمارية ضد هذه الامة من جهة، وخيانات بلا حدود من قبل نظمنا العربية الاستبدادية واللاشرعية من جانب آخر ؟. عندها يكون مجرد بقاء الفكرة ( فكرة المقاومة ) على قيد الحياة مكسبا ونصرا عظيما للمظلومين الى حين انتعاش الامل ووجود الناصر وتغيّر الحال عندها تكون الغلبة ويكون النصر بعنوان آخر !. أما الان وفي محرقة غزّة فيجب الالتفات الى ان الحفاظ على الفكرة واستمرار المنهج ووجود المقاومة بحملتها الابرار هو مايستهدفه الكيان العنصري المحتل في فلسطين وهو ما ترتعب منه دول ونظم الاستبداد العربية التي ترى ان مجرد وجود الفكرة وان كان ضعيفا فهو الخطر، ولهذا تبذل هذه النظم الاستبدادية العربية الكثير في سبيل ضرب المشروع من القواعد عندما تبدأ بدول الممانعة لتشويه دورها في دعم المقاومة، في نفس الوقت التي تضرب المقاومة عندما تصادر المشروع والفكرة المقاومة على اساس انها مجرد عمالة وبيع لدماء فلسطين لهذا الطرف اوذاك!. نعم يجب ان تعي شعوبنا العربية وتدرك المخطط الصهيوني والعربي الخائن عندما تتهم حماس بانها الخطر الفعلي على نظم المنطقة العربية الخائنة والمهدد لامنها القومي، وعندما ترّوج من جهة اخرى هذه النظم العربية العميلة لمقولة وجود مشروع ايراني وطائفي يستغل دماء المقاومة لاسقاط المقاومة وضرب مشروعها من الاساس، فأن هذه الاستراتيجية الاعلامية والسياسية لهذا التحالف الصهيوني العربي ماهو الا مشروع متكامل يريد افراغ منطقتنا العربية من فكرة وفكر ووجود المقاومة والانسان المقاوم دفعة واحدة، لتكسب اسرائيل الوجود، وتكسب النظم العربية عدم وجود فكرة المقاومة والمطالبة بالحقوق والحريات السياسية والعدالة الاجتماعية والتحرر من العبودية السياسية في الداخل العربي من جهة اخرى فافهم!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |