محافظة بابل تودع عام 2008 بفضيحة مالية كبيرة تؤشر حجم الفساد المالي والاداري

 

الملف برس

aldamluji@aol.com

فضيحة مالية كبيرة خرجت بها الحكومة المحلية في20محافظة بابل في اخر ايام العام المنصرم 2008 كادت ان تتسبب بهدر نحو 10 مليارات دينار على مشروعات احيلت على التنفيذ وباسعار تفوق كثيرا ما هو سائد في سوق المقاولات.يقول محمد الجعفري عضو مجلس المحافظة "ان المجلس تلقى معلومات عن خلل في احالة عدد من مشاريع مجمعات الماء على عدد من شركات المقاولات وعلى الفور قرر تشكيل لجنة مؤلفة من 9 اعضاء لتدقيق الوثائق والدعوات الخاصة بالاحالة وبعد الفح=D 8 والتحقيق تبين ان الصفقة التي تمت بين لجنة الاحالة والتحليل في ديوان المحافظة وبين هذه الشركات لا تخلو من الفساد المالي والاداري كون اللجنة المذكورة احالت 20 مجمع ماء بسعة 500 م3/ساعة للتنفيذ وعدد من المجمعات بسعة 200م3 بكلفة 50 مليار دينار في حين ان الكلف الحقيقية للتنفيذ تقدر بـ40 مليار دينار، ما اضطر المجلس الى الغاء الدعوات المذكورة وصرف الاموال الفائضة من ميزانية 2008 والبالغة 130 مليA 7ر دينار على شراء اليات تخصصية للدوائر الحكومية في المحافظة على ان يكون الشراء من الشركات الحكومية حصرا وتنفيذ باقي المجمعات بسعة 200م3/ساعة لعدم ثبوت ما يعيب الاحالات الخاصة بها".واعرب الجعفري عن استياءه من صرف هذه الاموال على مشاريع اقل اهمية من مشاريع الماء التي تحتاجها المحافظة كثيرا بسبب تعرضها لوباء الكوليرا الصيف الماضي وما نتج عنه من اصابات، مشيرا الى "ان اختلاف بعض اعض7ء مجلس المحافظة مع بعضهم البعض بخصوص الية صرف الاموال التي كانت مخصصة لمشاريع الماء وتغليبهم مصالحهم الشخصية على مصلحة المحافظة حرم المواطنين في بابل من فرصة كبيرة لخدمة مناطق واسعة من المحافظة بالماء الصالح للشرب".تجدر الاشارة الى ان المحافظة حاولت تدوير المبالغ الفائضة من ميزانية 2008 والتي لم تخصص لمشاريع معينة الا ان وزارة المالية رفضت التدوير ما اضطر المحافظة لاحالتها 8 1ي الايام الخمسة الاخيرة من العام  كيفما اتفق على مشروعات غير مدروسة ما اتاح الفرصة للبعض من التلاعب بها واستغلالها منفذا للسرقة بحسب اعضاء في مجلس المحافظة.من جانبه، اشار مرتضى كامل عضو مجلس المحافظة الى "ان اللجنة التي شكلها المجلس تاكدت من ان الاجراءات التي تمت بموجبها الصفقة كان يعتريها الكثير من الخطا والتواطيء "، ملقيا باللوم على المحافظة كونها قررت على عجالة حالة هذه المشاريع للحفاظ على الاموال التي عجزت عن انفاقها خلال عام كامل خاصة وان نسبة ما تم استثماره من التخصيصات المالية لم يتجاوز 50% ".يشار إلى أن مجموع المبالغ المخصصة لإعمار محافظة بابل عام 2008 بضمنها الميزانية التكميلية وصل إلى أكثر من 380 مليار دينار.الى ذلك، يقول الدكتور نعمة البكري نائب رئيس المجلس "الشهر الماضي شم المجلس رائحة لصفقة محددة تتعلق بانشاء مجمعات ماء بقيمة 130 مل=D 9ار دينار ، وهذا الرقم هو موضع استغراب على اعتبار أن هذا الرقم سوف يعلن وسوف تحال هذه المقاولة في أواخر أيام سنة استثمارية للعام 2008". وأضاف البكري "أن المجلس شكل لجنة للتحقيق في هذا الأمر ووجدت اللجنة أن ما صرف من مبالغ لتنمية الأقاليم طوال هذه السنة هو 125 مليار، وما أعلن لهذه الصفقة في الأيام الخمسة الأخيرة وحدها هو 130 مليار". ووصف نائب رئيس مجلس محافظة بابل هذه الصفقة بأنها مثيرة ل شبهات وعليها الكثير من التساؤلات والاستفهامات، وقد قامت بها المحافظة بدعوة وليس بإعلان، وهذا ما يثير الشكوك، مبينا "ان الدعوة تختلف عن الإعلان بعدم وجود منافسة فيها". وأكد البكري "أن المجلس لم يقتنع بالتبريرات التي قدمت له، ما دعا اللجنة المشكلة إلى إيقاف الصفقة الخاصة بمجمعات الماء سعة 500 متر مكعب، ووافق على احالة المجمعات سعة 200 متر مكعب ، وبهذا تكون المحافظة قد ربحت بعد التح قيق في الموضوع 10 مليار دينار"، على حد ما ذكره.وكان قصي الطائي رئيس لجنة التخطيط والتطوير في المجلس اتهم هيئة رئاسة مجلس المحافظة وعدد من أعضائه والسلطة التنفيذية بالتلاعب في مشاريع الاعمار لاغراض انتخابية ولغايات ومصالح شخصية، معترفا بان خطة الاعمار للعام الماضي 2008 لم تنجح في المحافظة بسبب تعمد بعض الاعضاء والمحافظة حرف المشاريع خلافا لما خططت له لجنة التخطيط.