الحسين يوحدنا صرخة في كبد الزمان

 
 
 احلام عبد الرحيم

hussainfaa@hotmail.com

الحسين ثورة لم تضاهيها أي ثورة من ثورات القرون الماضية قوة  ومضمونا وعمقا

بل كانت ثورة ابهرت العالمين ركعت لها اعظم الجبابرة ووسجدت جباه القساوسة

كانت كعصى موسى  حين فرق البحر فشقت ثورة الامام (ع) كبد الزمان للشرفاء ,واللذين هم من  كانوا اول المعارضين في طريق الرسالة المحمدية. لكنما هي الشمس لا يحجبها الغربال وهي الدائرة الكونية والسنن الالهية وكل شيء عنده بمقدار. 

ثورة الامام الحسين كقميص يوسف(ع) حينما ردت ابصار المعادين للثورةفارتدت أبصارهم حسرى حينها شاهدوا تجليات الحق والحقيقة  وعرفوا بأن إلامام  كان خروجه إصلاحا لا اشرا ولا بطرا..

 وكانت صرخة في طف كربلاء حين ناجى بشفتيه العطشى( تركت الخلق طرا في هواك وأيتمت العيال لكي اراك) فتمثل صابرا  بصبرالانبياء والاوصياء  فكان الحسين وما يملك قربان بين يدي الملك العلام إن لثورة الحسين عليه السلام ابعادا واسعة ,وقد كشفت الى حد كبير عمق الولاء والحب الذي يضمره الناس لاهل البيت عليهم السلام من جانب ومن جانب اخر.. كشفت  ومزقت الستار الذي كانوا المنافقين والكذبة ومن يدعون إنتمائهم وولائهم للرسول واهل بيته عليهم السلام متخفون ورائه..

وأن يزيد وجلاوزته هم المتجبرون الفاسدون  والاشرون, الذين سفكوا دماء الاسلام بطغيانهم وانتهكو حرمته وشرف رساليته بارتكابهم الفجور واعلان مظاهر الفسق والانحطاط بدولة الاسلام (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ).فادركوا ان وعود يزيد عليه اللعنة زائفة , وانهم قد ارتكبوا خطأ فادحا عندما وقفوا مع الطاغية ضد سبط النبي وريحانته والذي ما فتىء ان يذكرهم بان(حسينٌ منّي وأنا من حسين، أحبَّ الله مَن أحبّ حسيناً" (صحيح الترمذي) .هنالك أدركوا ان كلمات النبي الاكرم (ص)انه يعني بها بأنه  يحذرهم من ان ينساقوا وراء هوى النفس وان تخدعهم وعود الحكومة الفاجرة والفاسدة فيسفكوا الدماء التي طهرها الله من الرجس وحذرهم من الركون الى الظالمين  (ولا تركنو الى الذين ظلمو فتمسكم النار)

وبعداتضح لهم ان الامام الحسين عليه السلام حينما خرج ثائرا وأنه لم يكن يود الاصطدام بقوات الطاغية لكنه خرج من اجل ثورة على الباطل  وسحق الظلمة  ,حينها  قرروا وبكل شجاعة ان يواجهوا قوة يزيد وجبروته بالانظمام لصفوف الحق والفضيلة ويكونون حزب واحد هو  حزب العزة والشرف مع اماماهم الحسين عليه السلام ,, 

نعم هو ذاك الحب الذي أجنهم فكان الحسين هوالروح للجسد هو ترتيلة العشاق

يالائــمي حـب الحـسين أجـــــــنـنا   واجـتاح أودية الضـــمائر واشرأبّْ
فلقد تـشـرَّب في النــخاع ولم يـزل         سـريانه حتى تســـلَّـط في الـرُكــب

وهذا الدكتور النرويجي(تروند علي لينستاد  ) الذي عرف حب الحسين وذابت كل جوارحه بذراته فقال فيه:

أيها الإمام الحسين، سامحني لما أقوله ! فإنني أريد أن أُوضح فحسب أنك : وَحَّدْتَ الشرق و الغرب، بحياتك و عملك المُثمَّن ( المحترم، المعتَبر، المُقدَّر ) إلى حدٍّ كبير، و حوّلتَ الناس إلى روح الإسلام !

وستترك، يا حسين، بفضل الله، آثاراً لا تُمحى، في قلوب الباحثين عن الحياة الحرّة الكريمة .

 لكن اين نحن منهم ؟

انحب حسينا ذلك الحب الذي اراده نبي الرحمة؟

ام نحن تجاوزنا وبغينا فكانت النفس مكان حب الحسين؟

انا اقول اننا نضع انفسنا تحت جهازمكاشفة مع النفس,, لنرى هل حقا نوالي الحسين عليه السلام وعندما نذرف الدموع ونبدي الانين والمشاعر الجياشة في مأتمه هل نحن صادقون ؟

الحسين عليه السلام يقول ( تركت الخلق طرا في هواك أيتمت العيال لكي اراك)فهل نحن تركنا تعصبنا ازاء الامور التي تجعلنا طرائق قددا

هل تجاوزنا عقبة الأنا وكنا قلب واحد يجمعنا حب الحسين والعترة الطاهرة عليهم السلام

 انا اقف عند أنموذجين رائعين وهما من يمثلان الرؤية الحسينية والمأتم  العزائي لقضية النهضة,,و هما من خلال موقعها يعملا من اجل الوحدة ومن اجل إرساء معالم النهضة الحسينية وابعادها ومضامينها ومدالليلها .وبعيدا عن المعتقدات بعيدا عن النظريات بل هما جسدا القلب والحب الحسيني بأن نبض بهما المنبر والساحة الحسينية بكل مفردات العطاء والرؤية الموحدة لقضايا الامة .

نعم قضايا الأمة هي التي لها الأولوية والأهمية في نفوس الموالين والذي يحملون ثورة الإامام بصدورهم فهي تمثل   لديهم شعور وشعار لا غطاء ووقاء .

الشخصيتان هما الشيخ حسين ألأكرف والحاج ملا باسم الكربلائي ولا يخفى على احد منا كم

أنهما كانا ومازالا يخدما القضية الحسينية بشتى الوان المد والعطاء.

الهدف واحد وهي الذوبان الكلي لا الجزءي كما لدى البعض منا في فهم الانتماء والتعاطي ..مع واقعنا

والوحدة لا الإنظمام تحت مظلة التحزب والحزبية المؤلمة للقلوب.

والمتتبع لتحرك الشيخ الاكرف والملا باسم يجد عمق حب الحسين بنفسيهما وتجسدت بأحلى المثل الانسانية المستمدة من ثورة الامام الحسين عليه السلام,, تلك النفس التي عرفت ما معنى ان تخدم الامام الحسين ما معنى ان تجب لواعيته والتي ما زالت تقرع بالاذهان وتترسم في القلوب (الا هل من ناصر ينصرنا) النصرة للامام عليه السلام تختلف باختلاف النفوس التي زكاها حب الحسين عليه السلام فغدت طوع امره.لا امر النفس الانية فيه ,,لم تجد للتعصب محلا فيها ولم تدعو اليها .بل تملك كل الايمان في خلاياها

قال نبي الرحمة محمد(ص)من تعصب او تُعصب له فقد خلع الإيمان من عنقه

فليكن تعصبنا للحق ومحاسن الأمور وتحقيق الأحلام العظيمة ودفع الأخطار المحدقة بنا من كل حدب وصوب ان ننصف الحق ونكظم الغيظ وونغيث الملهوف ونناصر المظلوم.

فهل أن لنا أنفهم ونعي وندرك صرخة الامام الحسين عليه السلام ؟

وأيها الأحبة هل نرى الحقيقة التي قدمهتا دماء الحسين عليه السلام بكينونتها وتمامها؟

اذا فليوحدنا حب الحسين

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com