|
المالكي والطالباني... وغزة ومزة!!
سهيل احمد بهجت ليس عجيبا أن نرى الناس يعانون في غزة من مصائب الحرب وما يرافقها من أهوال الموت والعوق والجوع والخوف والتشرد وحماس تعلن ليل نهار عن (الانتصار المنشود)!! وليس عجبا أن يحدثنا مسؤولوا حماس عن "ثقافة الاستشهاد" بينما مسؤولهم الذي قتل في قصف إسرائيلي كان متزوجا من أربعة وكل واحدة تسكن طابقا من منزل متكون من أربعة طوابق بينما المواطنون ينامون في بيوت الصفيح وكثير منهم لا يستطيع أن يحصل على زوجة وسقف ينام تحته. لكن العجب العجاب أنك حينما تقلب في القنوات الفضائية تجد صورة رئيس الوزراء المالكي ملاصقة لعبارات "لست وحدك يا غزة"!! و"تواصل العدوان الصهيوني على غزة"!! وفجأة اكتشفت أن المالكي لم يعد رئيس وزراء للعراق، بل أصبح فلسطينيا من الدرجة الأولى، والمصيبة أن رئيس جمهوريتنا "الكووووردي" أصبح هوالآخر يروج للعروبة على الطريقة البعثية بدلا من ترسيخ العقل الوطني العراقي لغاية في نفس الرئيس، بالتالي فإن الشعب العراقي أصبح عديم القيمة فهولا يعاني شيئا مقارنة بـ"غزة" التي دمرها الفلسطينيون قبل غيرهم، إن حزب الدعوة الذي ينتمي له الرئيس المالكي والاتحاد الوطني الذي ينتمي له الرئيس جلال قد باعا العراق بالرخيص ولم يعد للعراق وجود بعد عودة الثقافة القومية من الباب الخلفي لأروقة السياسة العراقية، بل لكأن الشعب العراقي لا يعاني من أي مشكلة، فلا أزمة أمن ولا أزمة سكن والكهرباء ما شاء الله ببركة القيادة القومية العربكردية وببركة الملالي أبوعمامة "جبيرة" لا تنقطع ولا لحظة والعراق أبوسويسرا..!! أعتقد أن الشعب العراقي لم يبتلى بقيادة فاشلة كهذه باستثناء البعث الإرهابي، ولا أدري ما هومدار الخلاف الذي كان قائما بين هذه الأحزاب والبعث العربي الذي كان يحكم البلد بالنار والحديد، فصدام وبعثه الغاشم كان يتغنى على الدوام بالأمجاد القومية ـ وحكومتنا الآن تفعل الشيء ذاته ـ والبعث كان على الدوام يعلن الحرب والكراهية على اليهود وإسرائيل وتأييد القضية الفلسطينية القومية ـ وحكومتنا تفعل ـ وكان البعث يعلن على الدوام لعنه وكراهيته للغرب وأمريكا وما يسميه الإستعمار ـ وحكومتنا تفعل ـ فبالله عليكم أخبروني أيها القراء الأعزاء ما الذي استجد في الساحة بعد التغيير؟ وما هوتعريف الوطنية والهوية العراقية؟؟ وما هومقياس الانتماء السياسي إلى العراق؟؟ نسأل سياسيينا أين هم من حكام غزة من ذباحي حماس والجهاد الذين يعتبرون المفخخات والانتحاريات والعبوات التي تقتل العراقيين في الكاظمية وسنجار وكركوك والنجف والأنبار، يعتبرون أعمال القتل هذه "جهادا" يثاب عليه أؤلئك القتلة وطبعا لم ولن ننسى سرادق العزاء التي أقاموا لصدام وعدي وقصي والزرقاوي والانتحاري الذي فجر نفسه بأهالي الحلة الشرفاء المساكين، أم أن الدم العراقي رخيص يا نوري ويا جلال؟؟ الأكيد هنا هوأن كل هذه الأحزاب "الفلسطينية" و"أرباب وآلهة المقاومة" التي تحكم العراق الآن تنتمي إلى نفس العقلية البعثية والقومجية المستعدة لإهلاك العراقيين في سبيل "مـعارك المصير" و"حي على الثورة" وغيرها من الشعارات التي تنتمي بجدارة إلى "ثقافة الأحذية" والخطاب الفارغ الأجوف، سياسونا يتمتعون بخيرات بلدنا وبكهرباء لا تنقطع ورواتب خيالية وفنادق فخمة وأكلات التخمة وتحويلات بنكية ضخمة ويتغنون بمعارك لم تجلب للعراقيين إلا الأذى والحزن والكوارث، ومقابل كل هذا ينتظرون من مواطنيهم الذين يعيشون في بلد مدمر وجبال من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية أن يصوت لصالحهم وأن يستمر شعب العراق الذكي في الثقافة القديمة ويتغابى فيستمر بالاهتمام بغزة ومزة وما يهم الأوضاع المرة. أستيقظ أيها الشعب العراقي وصوت لآخرين لا يبيعون الشعارات لا الوطنية ولا القومية والدينية، صوتوا للعراقيين الخلص الذين يؤمنون بإنسانية المواطن وحقوقه دون النظر إلى أي لون وعقيدة، إما أن يقرر العراقيون تحطيم الأصنام القديمة من قومية بعثية وطائفية وأن تستمر معاناتهم وآلامهم إلى أمد طويل آخر، فالعراقي لا يريد الاهتمام بمشاكل الآخرين كغزة والأحواز وقومية "مقسمة" وطائفة سياسية... يريدون أن يعيشوا أحرارا وبكرامة ورفاهية وأن يطمأنوا على مستقبل أبناءهم وأحفادهم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |