كاظم شلتاغ

shltag@maktoob.com

قبل يومين من بدأ العدوان الاسرائيلي على غزّة دعا الامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله لخروج مظاهرات شعبية عربية وأسلامية تأييدا للشعب الفلسطيني المحاصر في غزّة بعد صلاة الجمعة ومع الاسف لم يجب نداء الانسان الشريف والمقاوم البطل الا القليل في لبنان والاقل منهم في البحرين وهكذا في ايران وسوريا !.

بالتأكيد تعلمون لماذا تجاهلت الشعوب العربية والاسلامية دعوة السيد حسن نصر الله تلك ؟.

نعم كي لايقال عنهم تشيعّوا !.

او انهم تعاطفوا مع الشيعي حسن نصرالله ، وهذه تهمة عظيمة هذه الايام عندما تشعر السلفية العربية الحديثة انك متعاطف او متشيّع لاهل البيت ، فأن هذه التهمة ربما تودي بحياتك للخطر في عالمنا العربي والاسلامي الخالي من الطيبة !.

على اي حال كان مقصود السيد حسن نصر الله ان مؤشرات تكوّنت لديه تشير الى تحضير الكيان الصهيوني لضربة عسكرية للشعب الفلسطيني في قطّاع غزّة تستهدف صناعة مجزرة للقضاء على المقاومة في هذا الاقليم الفلسطيني ، فأراد سيّد المقاومة استباق الحدث لتعطيل مفاعيله او ابطال تخطيطه من خلال دعوته للخروج للتظاهر من قبل الشعوب العربية والاسلامية ، لتشكل هذه التظاهرات المتراس الذي يقي اهل غزّة مجزرة قادمة ؟!.

ولكن في المقابل وبغضا لابي تراب تجاهلت هذه الشعوب العربية والاسلامية دعوة الناصح المشفق الامين من اجل ارضاء ساداتهم وكبرائهم من سلاطين ووعاظ سلاطين سلفية هذا العصر  الذين اضلوهم السبيل ، وقعدوا في بيوتهم ينتظرون رؤية اليوم الذين يقولون لسيد المقاومة : لا ليس انت من يصلح لقيادتنا بل هو الشيخ اللحيدان صاحب فتوى ان التظاهر من اجل غزّة بدعة ومنافي للاسلام ومثار خراب ودمار وليس من الاسلام في شيئ !.

وبعد يومين من دعوة وخطاب السيد الامين العام حسن نصر الله ووقوف ابناء وتلامذة ابا هريرة على التلّ ، اندلع العدوان الاسرائيلي الصهيوني على غزّة بعدما اشرّت الشعوب العربية والاسلامية للكيان الصهيوني انهم نائمون في العسل ولايبالون بأي شيئ ، وغير مستعدين لا للخروج بمظاهرة ولابالاعتراف بنداء سيد المقاومة وبطل تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني !.

هذه معلومة حدثت قبل ايام ، تضاهيها معلومة قد حدثت قبل سنين عندما رفع المقبور  انور السادات على الشعب المصري سعر رغيف العيش قروش قليلة ، فلم يأتي الصباح الا على خروج الشعب المصري عن بكرة ابيه الى الشوارع ليحرق القاهرة على رأس السادات في يوم خرجت النجوم في ظهره ، وما ان اتى المغرب حتى تراجع السادات عن قرار رفع سعر الخبز ليهدأ الشعب المصري في بيته من جديد !.

صحيح ان الخبز ضروري ياشعب مصر الابي ، لكن غزّة بدمائها واطفالها وشيوخها ونسائها ايضا مهمة وتستحق ان نجازف من اجلها لنخرج الى الشارع ونهتف بصوت جهوري واحد : لالحصار وخيانة فلسطين !.

تسعة ايام مضت على العدوان والابادة الصهيونية للشعب الفلسطيني بمساندة مفضوحة من قبل النظام المصري ، ولم نرى تظاهرة تجمع الف شخص في شوارع القاهرة من سبعين مليون مصري حرّ وشريف ؟.

أليس غريبا ان يذكر لنا التاريخ ان سيوف اهل مصر هي التي قطعت خليفة بني امية عثمان بن عفان اربا اربا بسبب انه ولّى الظلمة من ال امية ورضى بظلمهم على بلاد المسلمين انذاك ، بينما نرى الثمانين مليون نسمة مصري اليوم وهم لايدفعون جناح بعوضة تمتص دمائهم لحظة لحظة لتبيع كل تراثهم للخزي والذل والخيانة من قبل نظام هو اوهن من بيت العنكبوت !.

ياشعب مصر العظيم ان نظامكم الذي يرعب افئدتكم من الخوف هو نفسه الذي  لايجرأ ان يعبس بوجه وزيرة خارجية اسرائيل عندما اعلنت الحرب على فلسطين من القاهرة !.

انه نفس النظام الذي لم نرى من زئيره مناورة عسكرية واحدة تظهر لنا ولغيرنا ان هناك دولة وجيش في مصر يتحدث عن وجوده امام العالم وامام نفسه ؟.

انه نفس النظام الذي يخشى ان يقول لا لزيارة خمس مخنثين من يهود ابو حصيرة الذين يدخلون ويخرجون من مصر رغم ارادة ثمانين مليوم مصري برفضهم ؟.

انه نفس النظام الذي افلس مصر وأطاح بها الى مرتبة الدول المتسوّلة على ابواب دول البترول الخليجي ؟.

انه نفس النظام الذي ان لم تتخلصوا منه اليوم فأن غده سيكون اسوأ عليكم بكثير جداّ بعد توريث نجلّه اللابار جمال مبارك الذي سيمارس الاستعباد بكل اشكاله الفرعونية عليكم ولات حين مندم !. 

العودة الى الصفحة الرئيسية