|
ثلثين ألطك لهل ديالي
محمد علي محيي الدين في زيارة سريعة إلى مدينة البرتقال والخضرة الدائمة والألق الدافئ والعشق والحنين استذكرت السنوات العشر التي قضيتها في ديالى متجولا في ربوعها،متنقلا بين مدنها وقراها،وما لمست في أهلها من طيبة وكرم وخلق أصيل،فأبناء ديالى كرام بالسليقة،وجدت فيهم الشهامة والأريحية ،فلا غرو أن أكون في يوم ما من أبنائها الذين يعيشون عبق الذكريات،فها هي هبهب التي أسكرت الثعالب ببساتينها وخضرتها البلورية تزدحم بمناضلي حزبنا الشيوعي العراقي،وها هي بهرز(موسكو الصغرى) تزهو بأبنائها وهم يرفعون رايات المجد لبناء وطن حر وشعب سعيد،وها هي خرنابات وشفته والكبة والهويدر ودلي عباس وزاغنية وحد مزيد وشهربان والسعدية وخانقين وضباب وغيرها من القرى والمدن المترامية على نهر ديالى تزهو يحاضرها الناظر وماضيها الزاهر يوم كانت المعين للحركة الوطنية ورأس الرمح فيها الحزب الشيوعي العراقي،وها هو معسكر سعد الذي أنتفض ضد الغزاة الفاشست أبناء عفلق والعيسمي وعلي صالح السعدي في مقاومته الباسلة يوم أراد هؤلاء الأنذال إذلال شعبنا بانقلابهم الأسود ،فكانت ديالى تتصدر الانتفاضة الشعبية الباسلة لدحر الانقلابيين وقدمت خيرة أبنائها على مذبح الصمود والتصدي لهؤلاء الأوغاد الأراذل،ها هي مدينة الشهداء الميامين الذين جادوا بأنفسهم دفاعا عن شعبهم وحزبهم المجيد ولا زلنا نستذكر إبطال الملاحم الثورية المشاركين في انتفاضة خالد الذكر حسن سريع في 3 تموز أمثال ابن هبهب البار جودة مهدي حسن جعفر السعدي الذي ارتدى بزة نقيب وقاد العسكريين للإطاحة بنظام الحرس القومي ومعه شقيقه الشهيد عبد الأمير مهدي حسن جعفر السعدي الذين أشرف على إعدامهم المجرم عبد السلام عارف وأمر بتعليق جثثهم في ساحات بغداد،وها هو خزعل السعدي المقاوم البطل لأزلام الحرس القومي عندما واجههم بعزيمة الشيوعي الأصيل وأستشهد وهو طلق الوجه وضاح الجبين بعد أن طرزت جسده اطلاقات البعث الغادرة،وها هو الشيوعي البطل علاء جاسم الأمين يحتضن بندقيته ويقاوم الانقلابيين حتى الموت أمام بوابة وزارة الدفاع صبيحة الثامن من شباط الأسود،وها هو رجب محمد مصطفى يرفع السلاح بوجه المنحرفون من أزلام الحرس القومي لينال شرف الشهادة دفاعا عن الحزب والوطن،وهاهم إبراهيم ادهم عباس عبد الرحمن وإبراهيم عباس مختار زنكنه يتصدون للحرس القومي في مواجهة ألهبت حماس الجماهير فترديهم الأطلاقات الغادرة لينضموا إلى شهداء الحزب الخالدين،وها هو فهر نعمان محمد الجميل يطل بطلعته المهيبة بين الشهداء بتصديه الحازم للقوى الرجعية دفاعا عن ثورة تموز وذودا عن حرمة الشعب في مقاومته الشعبية الباسلة لأعداء الجمهورية الفتية، وها هي بهرز تستذكر شهيديها البطل نوري حميد ناجي أبو الياس وسامي علي طالب الحداد وهم يواجهون التعذيب بالبسالة الشيوعية النادرة دون أن يدلوا بما يسيء لشرفهم الحزبي أو يؤثر على حزبهم المجيد فاستشهدوا تحت سياط البعثيين السفلة من أبناء الحواري وتربية اللخناء، إنها ديالى الصمود تستذكر أبنائها الذين روت دمائهم الطاهرة ارض العراق ،ويستذكرون المناضلين الذين واجهوا الظلم والتسلط طيلة عقود دفاعا عن شعبهم ووطنهم. انه التحدي الكبير ويوم المنازلة الكبرى في اختيار الأصلح لقيادة المركب العراقي إلى شواطئ الأمان ،انه اليوم الذي تتهادى فيه أطياف الماضي ليستذكر أبناء ديالى خيرة أبنائهم وزينة شبابهم الذين ضحوا من اجلهم وناضلوا لإسعادهم ،لذلك سينتخب الشعب قائمته الوطنية المجربة لعقود من السنين ،سينتخبون حزبهم الذي عرفوا فيه المصداقية والنزاهة والكفاءة والإخلاص والتضحية والفداء لذلك ترى القائمة (307) تسطع أنوارها في أزقة ديالى وشوارعها في حواريها ومدنها في قراها وبساتينها متفائلين بان غيوم الطائفية المقيتة وأدران الفساد الإداري ستنهار بانتخابهم الحزب الشيوعي الذي كان في مقدمة الركب الوطني للسير بالعراق إلى الأمام،ولنا الأمل الكبير أن يعي الناس الحقائق ويحسنوا الاختيار ،ولأهل ديالى تجربتهم ،وثلثين ألطك لهل ديالى وإننا لمنتظرون.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |